آذار وبرد العجوز

آذار وبرد العجوز.. بين رفض مغادرة الشتاء وعدم حب الصيف

سكينة محمد سعيد من بغداد: قالت لباب منذر المدرسة الجامعية:" مذ كنا صغار تناهت الى اسماعنا الكثير من القصص عن اذار وبرد العجوز حتى ان جدتي كانت تصور لنا ان عجوزا مكانها في السماء فوق الغيوم تغسل شعرها في هذا الوقت من السنة، وان هذا المطر الذي يسقط هو بقايا الماء الذي تنظف فيه نفسها، كانت تحذرنا من الخروج وتقول ان هذا المطر سيجلب لكم المرض ويمنعكم من الخروج للعب مع البنات فنخاف ونبقى حبيسي البيت". برد العجوز، هذا الذي بدأ اليوم موضوع احاديث عدد من المواطنين للوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/ فبعضهم رأى:"ان الاضطرابات الجوية التي تصاحب هذا الشهر هي السبب وراء كثرة الاشاعات عنه وتعدد الامثال الشعبية فكل ساعة في هذا الشهر تختلف عن الاخرى".

وبعضم زين حديثة بما قيل قديما في الامثال عن آذار ومنه:" في اذار يتساوى اليل والنهار، واذار ساعة شميسة وساعة امطار، و آذار فيه سبع ثلجات أكبار غير الصغار ". تقول هدى جبار الباحثة الاجتماعية في محكمة الاعظمية:"ان شهر اذار تضرب به الامثال وربما يعود السبب الى التقلبات الجوية التي تطرأ عليه و ارتباطه بفصل الربيع ". وتضيف:"انا شخصيا تصيبني الحيرة فهل اخفف ملابس اولادي ام ابقيها ثقيلة على الرغم من شعوري بحرارة الجو، والدتي كانت تقول ان شهر اذار هو شهر الامراض والمستفيد الوحيد منه الاطباء والصيادلة".

اما الحاجة خديجة عبد الهادي فتروي:"سمعنا قديما ان في شهر اذار تتساقط فيه سبع ثلجات كبيرة وهذا دليل على ان هذا الشهر يشهد سبعة ايام باردة جدا أي يطرا تغير كبير على الاجواء ونحن في العراق ومنذ خمسينيات هذا القرن اعتدنا على هبوب العواصف الترابية اولا ومن ثم نشهد انخفاضا في درجات الحرارة سبعة ايام متتالية ". واضافت بعد تأمل:" حتى الجو عندنا تغير نتيجة الحروب والمصائب التي القيت في العراق". واوضح الحاج محمد خليل:"منذ زمن طويل اعتدنا على التغيرات التي يشهدها هذا الشهر فتجد ساعاته مختلفة ساعة ماطرة وساعة مشمسة حارة انه فصل يرفض مغادرة الشتاء ولايحب الصيف الذي يفرض نفسه عليه بالقوة، كنا في الريف وكان والدي رحمه الله يقول ان اذار ينشف الراعي بليه نار". وتقول الحاجة عقيلة عمر:"ان الكثير من القصص ارتبطت بهذا الشهر ومنها ان شهر شباط يحدث شهر اذار ويقول له يا ابن عمي ثلاثه مني واربعة منك حتى انخلي العجيزة توقد عصاها ومغزلها".

وينقل الحاج حسن الحمداني لنا حيرته مع آذار:"لاندري في أي سبعة ايام ينقلب فيه الجو ويصبح شديد البرودة بعد اعتداله في بدايته، اتذكر ان والدتي قالت لنا حين كنا صغارا ان سبعة ايام من اذار تكون شديدة البرودة فيحبس الناس في بيوتهم وتلجا كبيرات السن الى اشعال مغزل صوفها وعصاها التي كانت تتكيء عليها وتهش بها اغنامها بعد ان تكون قد اوقدت جميع مالديها من الحطب". وتقول سهير عبد الجبار الموظفة في وزارة الثقافة:"ان الحالة الجوية في هذا الشهر تغري الانسان بخلع بعض الملابس الشتوية الثقيلة وابدالها بأخف دون ان يتوقع ان يطرا أي تغيير على الجو وعندما يبرد فجا يسقط طريح الفراش".

وتبين الحاجة ام جواد:"سمعنا امثال كثيره وقصص اكثر عن هذا الشهر فمثلا كانت والدتي رحمها الله تقول في اذار يرمون الجزر للحمار وتمطر سبع مطرات وهذا يدل على ان الشتاء سيغادرنا بعد هذه الايام السبعة الباردة باعتبار ان الجزر من خضروات الشتاء، وفي اذار العجوز لاتفارق النار وسمعنا ان العجوز تغسل في مكانها وتبقى تدفئ نفسها حتى لاتصاب بالامراض". واخيرا يقول مصدر في الانواء الجوية العراقية والرصد الزلزالي ان التغيرات التي تطرا على الجو في اذار هي التي تسببت بكل الامثال والاقاصيص التي نسجت حوله فشهر اذار نهاية لفصل الشتاء بداية لفصل الربيع وحتى ينتهي الشتاء تطرا بعض التغيرات في درجات الحرارة وسيشهد بلدنا في الايام القادمة انخفاضا في درجات الحرارة وربما هذا مايطلق عليه الناس برد العجوز لكنه علميا يعني تعرض البلد الى منخفض جوي قادم من البحر المتوسط".

نينا