إيلاف+

الادمان على الكحول في لبنان يفوق المخدرات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اسبابه الهروب من الواقع وعلاجاته عديدة

ريما زهار من بيروت: في موازاة تعاطي المخدرات والادمان عليها، يظهر تعاطي الكحول كمشكلة صحية ذات آثار نفسية لا تقل خطورة عن تعاطي المخدرات، ولأن تناول الكحول يدخل ضمن نطاق العادات الاجتماعية، فان تشخيص الادمان عليها يبقى صعبًا في احيان كثيرة.
الدكتورة هدى خوري(اختصاصية في علم النفس) تحدثت ل"إيلاف" عن اسباب الادمان وعلاجه مشيرة الى ان اعداد المدمنين على الكحول قد تفيق اعداد المدمنين على المخدرات واضافت "ان تشخيص الادمان يتم عبر الوسيلة العالمية DSM IV علمًا ان شرب كأس واحدة في لقاءات عدة لا يعني ان الانسان اصبح مدمنًا.
المدمن هو الانسان الذي يشرب بكمية كبيرة لكن باستمرارية، ولا يستطيع بالتالي الاستغناء عن تعاطي الكحول، وتظهر عوارض الادمان عندما يستيقظ المدمن صباحًا، ويشعر بان فمه جاف وتمتلكه الرجفة، فيضطر الى شرب الكحول، ظنًا منه انه يعالج هذه العوارض وتظهر بعض الشرايين الحمراء حول انفه، وبامكان المدمن ان يتناول الكحول طيلة النهار او بعد الظهر حتى اليوم التالي، علمًا ان هناك حالة ادمان على الكحول قد نلتبس بمضمونها وهي ادمان الاشخاص على الكحول خلال عطلة الاسبوع فقط، دون الايام العادية، فتتراوح فترة تعاطي الكحول ثلاثة ايام ابتداء من مساء الجمعة حتى الاحد، هؤلاء ايضًا يعتبرون مدمنين حتى لو لم يتناولوا الكحول خلال ايام الاسبوع، وهذا النوع من الادمان نطلق عليه اسم الادمان الطارىء، وبين المدمنين ايضًا من يتوقف عن تعاطي الكحول لاشهر عدة ثم يعاود تناولها، اما كل انسان يتناول كأس مشروب في اليوم باستطاعته التوقف متى اراد ذلك فلا يعد مدمنًا بالمعنى الصحيح للعبارة.


خطورة الادمان
"من الناحية الصحية للادمان فان خطورته تتركز على كبد الانسان، اما من الناحية النفسية فان الادمان على الكحول بامكانه ان يوصل الانسان الى مرحلة من الانهيار، ويتعاطى الانسان الكحول لاسباب عدة بامكانها ان تورطه في حالات من الكآبة، ويبقى ان دوافع واسباب ونتائج ادمان الكحول مرتبطة جدًا فيما بينها.
ومن الاسباب الظاهرة الشائعة تناول الكحول حتى تساعد الانسان على الخلود الى النوم، ويتعرض لها اشخاص يشكون من الارق، في البداية يساعد تناول الكحول على النوم، لأن الكحول تعمل اساسًا على ارخاء الاعصاب، ولكن مع الوقت تظهر ردة فعل عكسية على تناول الكحول باستمرار.
ومن الاسباب الاخرى يدمن الانسان بسبب شخصيته الخجولة، خصوصًا اذا كان لديه خجل وحياء اجتماعي كبير واذا كان لديه اجتماع او مسابقة او اراد الاختلاط بالناس، فيضطر الى الشرب حتى يشعر بانه اقل اضطرابًا.لان تناول الكحول يشعره بالسهولة في التعامل، وكذلك يتعاطى الكحول من لديه شعور باليأس والفراغ والانهيار، فيشرب ليموّه عن نفسه لانه لم يجد حلًا ثانيًا.
ومع وجود اشخاص يشعرون باستمرار بقلق واضطراب وضغط نفسي هؤلاء يميلون الى اللجوء الى الكحول اكثر من غيرهم بتناول القليل من الكحول، لتزيد في ما بعد لان للكحول ما يسمى بالتبعية الجسدية ليست بخطورة المخدرات لكن جسم الانسان يعتاد على الكحول ولا يعود بالتالي يستطيع الاستغناء عنها.


الهروب من الواقع
" وقد يدمن الانسان ليهرب من الواقع، واقع يرفضه سواء كان وضعًا ماليًا أو عائليًا او مستوى عمل، فيلجأ الى الادمان لانه بنظره الحل الوحيد للهرب من الواقع.
ولكن مع وقوعه في دوامة الادمان تظهر ردة فعل عكسية تكمن في التبعية الجسدية التي ذكرتها والتي بامكانه ان تؤدي الى الانهيار العصبي.
علمًا ان هناك ايضًا فئة من الاشخاص يدمنون لانهم يحبون طعم الخمرة ويستطيبون الشعور الذي تعطيه الكحول، كذلك هناك اشخاص يعيشون بمسار محدد الى ان يصلوا الى فترة يتعرضون فيها الى حوادث مؤلمة كمشكلة افلاس او موت شخص عزيز او طلاق، هذه المشكلة تهزهم في الصميم.
ومن خلال خبرتي هناك اشخاص يفسرون ادمانهن مثلًا بفعل توقف المردود المالي بعد اقفال احد المحلات التجارية او مثلًا انتكاسة عاطفية فيلجأون الى الشرب حتى ينسوا او يتخلصوا من حالة الضغط النفسي.


اسباب تحليلية
"هناك العديد من الاسباب الحياتية للادمان على الكحول اما من الناحية التحليلية النفسية فهناك العديد من الاسباب ايضًا نختصرها بالتالي:
التركيز على الفم، وهي تذكرنا باول مراحل العمر عندما نكون اطفالًا رضعًا.
الناحية الثانية تكمن في الانا الضعيفة وغير القادرة على مواجهة المشاكل.


العلاج
"يصل الادمان على الكحول الى مرحلة متطورة جدًا تعرف باسم Delirium tremens. في هذه المرحلة يجنح خيال المدمن ويتهيأ له اشياء كحشرات زاحفة وهذا نوع من الهذيان قد تصيبه، بامكانها ان تؤدي الى الغيبوبة، هنا من دون تردد يجب ان ينقل المدمن الى المستشفى ليبتعد عن جو تعاطي الكحول.
ومهما كانت مرحلة الادمان فان الخطوة الاولى تكمن بتوقيف المشروب دفعة واحدة وبطريقة كلية يُعطى بعدها المدمن المهدئات لان توقف المشروب بشكل قطعي يولد حالة توتر عصيبة.
هذه الامور تحدث باشراف طبيب مختص، وتبقى هذه الخطوة مرحلة اولى مهمة لكن ليست كل العلاج.
المرحلة الثانية والاهم تبقى في المواكبة النفسية للمدمن، والعلاج النفسي بامكانه ان يتم بطريقة فردية او جماعية، وهي عبارة عن مجموعة من اشخاص مدمنين على الكحول مروا بالمرحلة الاولى من العلاج، يعرض فيها كل شخص موضوع ادمانه بوجود المحلل النفساني.
وحسنات هذه الطريقة تكمن في ان كل شخص يرى نفسه من خلال الشخص الآخر في "الانا المرادف" وتساعد على الاستبصار ما يعني ان الشخص يمتلك حينها وعيًا لرؤية الاشياء التي تحصل بداخله.


rima@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف