حذاء السادات في تحقيقات أدبية وسياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلوى اللوباني من القاهرة: لا زالت الصحف والمجلات المصرية تتناول موقعة حذاء عضو مجلس الشعب "طلعت السادات"، عندما تبادل الاتهامات مع النائب "أحمد عز" في إحدى جلسات مجلس الشعب هم بخلع حذائه تمهيداً للاعتداء عليه، وفي رواية أخرى قيل أنه رفع حذائه في مواجهة نواب الاغلبية، فتناولت مجلة أخبار الأدب الاسبوعية الحادثة من خلال تحقيق طريف وغريب نوعا ما عن الحذاء في الادب والتاريخ، أما مجلة روز اليوسف الاسبوعية تناولته من الناحية السياسية والفكرية، وصحيفة الاخبار اليومية تناولته برسم كاريكاتوري لمصطفى حسين، وأتى الملف الخاص عن الحذاء لمجلة أخبار الأدب على حد تعبيرها أنه "نسبة الى هؤلاء الذين يتحاذون في مصر الان طعناً وتقاسماً للغنائم، وإن كنا لا نستطيع وقف تحاذيهم فاننا نحاول على الاقل أن نرد الاعتبار للحذاء المتعدد الفضائل، الذي يحاول مناخ الاحتباس السياسي إحتكاره وتوظيفه في وظيفة واحدة"، فاحتوى الملف على معلومات متنوعة أدبية وفنية وتاريخية، وبالطبع كان الاسقاط على الحادثة بين أهداف هذه التحقيقات والمعلومات.
الحذاء بين التاريخ والفن
ومن التحقيقات التي ضمها ملف الحذاء معلومات عن أحذية المعارك.. وأحذية الشهرة، ورمز الحذاء في السينما، وأيضاً تناول التاريخ السياسي للقبقاب فأول من استخدم القبقاب في الحياة السياسية كان في بداية
الحذاء بين التسخيف والتعظيم في الادب
والتحقيق الذي يلفت النظر كثيراً هو "لشعبان يوسف" بعنوان "الحذاء بين التسخيف والتعظيم في الادب" وضح من خلاله الاستخدامات الفعلية للحذاء في النصوص الابداعية، وتتعدد المعاني وتكثر الاستخدامات عند الشعراء، فالحذاء لم يستخدم فقط للتحقير والتهديد ولكنه أيضاً استخدم في التدليل على وطأة المستعمر كما جاء في ديوان "وش مصر" للشاعر زين العابدين فؤاد، وهو يقول "ايه اتقل من جزمة غريبة في ارض بلدنا"، وفي قصيدة للشاعر "نزار قباني" بعد نكسة 67 في ديوانه "هوامش على دفتر النكسة" قال أنعى لكم يا أصدقائي اللغة القديمة... والكتب القديمة...وكلامنا المثقوب كالاحذية القديمة....، والشاعر "صلاح عبد الصبور" فتش عن إمكانية دلالات الحذاء المختلفة في قصيدته "الحزن" قال.. يا صاحبي إني حزين... طلع الصباح فما ابتسمت ولم ير وجهي الصباح... وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المباح...فشربت شايا في الطريق.. ورتقت نعلي ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق"، وكأن رتق النعل يرافق كيمياء الحزن الذي ينتاب الشاعر، "أمل دنقل" في قصيدته "لا وقت للبكاء" التي يرثي فيها جمال عبد الناصر...يقعى ابو الهول...وتقصى امة الاعداء... مجنونة الانياب والرغبة...تفرش اطفالك في ارض بساطا... للمدرعات والاحذية الصلبة"، اي انه يقرن خطر المدرعات بخطر الاحذية وينبه الامة الا تذرف دموعها فالاعداء متربصون، والاحذية القذرة تدوس صدور الناس والاطفال، كما استخدم الحذاء كعناوين لدواوين شعرية مثل
هل كان يعرف وهو يؤلف النشيد المؤابي.....أن عمون ستطعن قلبه بشواط من نحاس.....القبائل المدرجة في خطط السدود...باب المدينة للعيون...قاماتهم كالسرو...وقلوبهم صوان...شلحوا نعالهم...في باب الهوى...وقبلوا يد الامير... المشكولة بالذهب...واستنبتوا التراب خيزران.
علاقة الحذاء بالفكر والنقاش
أما مجلة "روز اليوسف" في عددها الاسبوعي بتاريخ 24 يونيو قدمت تحقيق بعنوان "سياسيون وجزم" لعصام عبد العزيز متسائلاً من خلاله عن العلاقة بين الجزمة والسياسة!! وعلاقة الحذاء بالخلافات الفكرية والنقاش العقلاني!! ولجوء البعض الى استخدام الاحذية في حسم الخلافات وشرح وجهات النظر!! أو في التعبير عن الموقف، ويقول حتى في الرياضة أصبحت الجزمة وسيلة للتعبير عن الرأي أو الاحتجاج أو التهديد، وأطلق على هذه الظاهرة الغريبة إسم "حزب رفع الجزم"، وفي صحيفة "الاخبار" بتاريخ 26 يونيو تناولت موقعة الحذاء من خلال رسم كاريكاتوري لمصطفي حسين بعنوان "موضة التهجم بالاحذية".