إيلاف+

المصريات يحتشدن للاستماع الى الواعظات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يارا بيومي من القاهرة: تتدفق النساء من مختلف الاعمار على قاعة بأحد المساجد قبل ساعات من موعد بدء الدرس الاسبوعي لشيرين جودة السحار سعيا لحجز مكان قريب من المقدمة حتى يمكنهن مشاهدة الواعظة.والقاعة تكاد لا تتسع لاكثر من 200 امرأة ولذلك يقوم مساعدون بازالة الستار الذي يفصل قاعة الرجال عن قاعة النساء لاستيعاب هذا التجمع.

ومع بدئها الحديث يسود الصمت أرجاء المكان. وتبدأ حديثها بالكلام عن الحاجة للقيام بالاعمال الصالحة لارضاء الله لا من أجل التفاخر أمام الزملاء أو الاصدقاء أو الاسرة.

وشيرين واحدة من بين عدد متزايد من الواعظات في القاهرة يلقين دروسا بشكل منتظم في قاعات بالمساجد حول الاسلام وتفسير القران وتقديم النصح للناس حول كيفية العيش كمسلمين مستقيمين.

وباتت تجمعات مشابهة في منازل خاصة شائعة أيضا يهوي اليها عدد اخذ في التنامي من الشباب الذين لا يتعاطفون مع الوعظ المتشدد لكنهم غير منخرطين في الوقت نفسه في نموذج غربي من الحياة يتناقض مع ثقافتهم المحافظة.

وقالت ياسمين جمال (25 عاما) "تتمتع الحاجة شيرين بنهج سهل وتحاول توصيل وجهة نظرها بطريقة مبسطة."

واضافت "البعض يحاولون استخدام الترهيب لتحريك الناس.. ولكن هنا يستخدم الترغيب."

وغالبية سكان مصر البالغ عددهم نحو 73 مليون نسمة من المسلمين السنة. ويحظر القانون المصري اقامة أحزاب سياسية على أساس ديني غير أن مرشحين عن جماعة الاخوان المسلمين التي لا تعترف بها الحكومة حصلوا على 88 مقعدا خلال خوضهم الانتخابات التشريعية كمستقلين العام الماضي من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 454.

وبدأت طبقات الواعظات في الانتشار في أنحاء الشرق الاوسط. فقد عين المغرب 50 سيدة كواعظات تابعات للدولة في مايو ايار في اطار حملة الحكومة لدعم صيغة متسامحة من الاسلام في مواجهة الاصولية المتشددة.

وقالت الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر ان الواعظات يعملن كمرشدات للنساء الساعيات للبحث عن شكل ديني معتدل للعيش على أساسه.

وأضافت أنه لا يوجد شك في أن المجتمع المصري يواجه مثلا غير مستقرة ومتناقضة أحدها يميزه التفريط والاغاني المصورة وموجة أخرى تناقض ذلك وهي التشدد والاصولية.

وتابعت أن الناس مشوشون ويحاولون اعادة تقييم أنفسهم وأنه لذلك فهناك حاجة الى هؤلاء للارشاد الى الطريق القويم.

وصعود الواعظات مرتبط بظهور نوع جديد من الحماس الديني بين الشباب.

ويعد الداعية عمرو خالد أحد البارزين في هذا الاتجاه وبدأ نشاطه قبل نحو خمس سنوات ويضم جمهوره عددا كبيرا من الشابات.

وبعدما ساهم خالد في توجه عدد كبير من الشبان نحو الدين منعت الحكومة التي شعرت بالقلق من الشعور الاسلامي في المجتمع برامجه التلفزيونية كما منعته من الوعظ بالمساجد.

ويرمز خالد الى جيل جديد من الوعاظ وهم .. شبان يتحدثون بالعامية ويجتذبون حشودا أكبر من العلماء الكبار الملتحين الذين هيمنوا على الارشاد الديني.

غير أن العلماء يتفقون على أن من غير المحتمل أن تسعى السلطات لكبح الواعظات لكونهن يفتقرن الى عدد كبير من الاتباع مثل ما يتمتع به خالد.

وقال أستاذ علم الاجتماع سعد الدين ابراهيم "لا أعتقد أن الواعظات يشكلن نفس الخطر."

وقال مسعود صبري الباحث الشرعي بموقع اسلام أون لاين.نت "اذا كان الامر لا يضايق السلطات فلن تتحرك. السلطات تعلم بحدوث ذلك غير أنها تغض الطرف عنه."

ورأى بعض العلماء والاخصائيين الاجتماعيين ان الطلب المتزايد على الواعظات أدى الى دخول بعض غير المؤهلات هذا المجال وأن الشعبية المتنامية لهن ترجع بشكل اكبر الى أنهم يلبين حاجة اجتماعية.

وأشارت الدكتورة صالح الى أنه لكون الساحة النسائية تفتقر الى الشخصيات المؤهلة التي درست الفقه الاسلامي فقد أعطى ذلك الفرصة لشخصيات أقل تأهيلا للقيام بدور.

وقالت سوسن أيوب التي تلقي دروسا بالمساجد منذ 20 عاما "هناك كثير من الحديث في الدين وهو متناقض في بعض الاحيان... الكثيرون غير مؤهلين."

وقال ابراهيم ان هذه الظاهرة أخذت تتنامى في أوساط الطبقتين الوسطى والعليا خلال السنوات العشر الماضية وأنها تمثل المعادل لجلسات لعب البريدج النسائية.

واعتبر أن هذا في جزء منه عمل اجتماعي وفي جزء اخر تسلية وأن جانبا كبيرا من عملية الوعظ له هذا البعد ولذلك يكون الانضمام اليهن أمرا جذابا. واضاف أن تعلم الوعظ بجانب التلقي أصبح أيضا موضة رائجة.

واتفقت الواعظة جيهان رضوان مع ذلك الى حد ما.

وقالت "المستفيدون من تلك الدروس قليلون للغاية. للاسف هناك البعض الذين يقولون .. ان الذهاب الى تلك الدروس هو أحدث موضة وانني غير مشغولة وليس لدي ما أفعله ولذا فسوف أذهب الى تلك الدروس."

واضافت "الحقيقة هي أن بعضا من تلك الدروس يصبح هوسا كبيرا. فهناك عشاء كبير عقب كل درس."

ويرى البعض أن الواعظات يعكسن مخاوفهن.

وقالت شيرين سعد (32 عاما) قبل بدء الدرس "انها (شيرين جودة السحار) واقعية وتعيش عالمنا. انها ليست مثل الاخرين الذين يتحدثون كما لو كانوا من عالم اخر."

رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف