صحفي تونسي لا يرى الشمس في بروكسل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيهاب الشاوش من تونس: لم أكن أتصور أنني سأجد الصحفي احمد الصالحي في مقهى (بيغ بان) بالعاصمة التونسية. منذ أيام استودعته. قال انه مسافر الى بلجيكا لقضاء عطلة في ضيافة شقيقه في بروكسال، بعيدا عن وجع الرأس و هموم العمل.سألته"هل عدت بهذه السرعة؟". رد مبتسما" لقد رحلوني. قضيت ثلاث أيام في سجن مطار بروكسال. ثم رحلت قسرا". لم أصدقه في البداية.
-" انت تمزح".
ما حصل لأحمد، وهو المشرف على الصفحة الرياضية بقسم الأخبار بالتلفزيون التونسي، يتمناه صحافيون كثيرون. لكن احمد لم يذهب للقيام بتحقيق حول "الحارقين" و ظروف اعتقالهم. و لم يتخف ليصور زنازين اعتقال المهاجرين في مطارات أوروبا. احمد سافر للتنزه. للترويح عن النفس. فوجد نفسه في معتقل للمهاجرين. يأكل "الصبة" و ينام على سرير ذي طوابق، و يستمع لآلام المهاجرين الذي وقعوا بين براثين الشرطة البلجيكية...
في زنزانتا صحفي. ربما سعد هؤلاء، و تصوروا أن احمد، المنقذ، جاء لينقل آلامهم. لكنه هو نفسه لم يجد من مستغيث...
يضحك احمد و يقول" ثلاثة أيام لم أر فيها الشمس، و أتحرك في 50 متر مربع. توجد نافذة مطلة على مدرج المطار. هذا كل ما هو مسموح به.
لكن، دعونا الآن نعود الى بداية المغامرة. كما يرويها احمد.
" يوم 27 يوليو سافرت و صلت الى مطار بروكسال. سألني الشرطي عن الاسم الكامل لزوجة شقيقي المقيم في بلجيكا. قلت كريستين. فسألني عن اللقب و مكان الإقامة. أجبته أنني نسيت اللقب و مكان الإقامة لا احفظه. لكني أكدت أن كريستين تنتظرني في قاعة الاستقبال في المطار."
يواصل احمد" اتصل الشرطي بكريستين التي أكدت أنها في انتظاري، غير ان هذا الرد لم يرق للشرطي الذي اقتادني الى القسم المخصص للهجرة. و عاملني معاملة سيئة و كأنني من تنظيم القاعدة و ادعى إنني أتيت للبقاء في بلجيكا".
بألم، يروي احمد كيف أكد لشرطي الحدود انه صحفي، و انه مشرف على الرياضة. لكن دون جدوى. و بقي احمد ينتظر 5 ساعات، من السابعة الى 12 ليلا في مطار بروكسال في انتظار رد وزارة الداخلية الذي جاء سلبا".
" استغربت من موقف الشرطي. اتهمته بالعنصرية. قلت له انه عاملني بتلك الطريقة لأنني عربي. هذا كل ما في الأمر. كيف تنادون بحرية الصحافة، و انتم تعاملون صحفي بهذه الطريقة. اين هي الجمعيات التي تدافع عن
و يضيف" هذا الكلام لم يرق للشرطي فكتب تقريرا حولي، أرسله لوزارة الداخلية التي أمرت بترحيلي. شطبوا تأشيرتي، و وجدت نفسي وحيدا. اقتادوني للمعتقل. عرفت معنا بلدي. بالنسبة اليهم الإنسان العربي ليس له أية قيمة مهما كان مستواه. الآن أتساءل أين هو روبار مينار و كل دعاة الحرية و الديموقراطية. الحمد الله أن اسمي احمد تصور لو كان( بن لادن)...".
و حول الخطوات المستقبلية يؤكد احمد انه لن يسكت على حقه و انه سيتصل بجمعية الصحافيين التونسيين لإتخاذ موقف مما حصل...