إيلاف+

وسط بيروت المهجور ينهض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


الزبائن تحدثوا عن أملهم بعودة الحياة اليه
وسط بيروت المهجور ينهض من كبوته القسرية

مواقف فارغة.. بعدسة ريما زهار ريما زهار من بيروت: قبل ان تطأ قدماك وسط بيروت، يستقبلك موقف السيارات الفارغ الذي ينبئك بان المنطقة شبه مهجورة. ولا تنفع وساطتك مع اصحاب مواقف السيارات بادخالك حتى لو دفعت ثمن ركن سيارتك مضاعفًا، والسبب ان مواقف السيارات باتت مخصصة فقط للعمال والموظفين في وسط بيروت في ظل غياب اهالي السهر والسمر.

المكاتب في وسط بيروت زُنرت نوافذها باوراق الصحف تحسبًا لاي انفجار او قذيفة تحطم الزجاج، والمكان فارغ الا من بعض اصحاب المطاعم والمحلات التجارية الذين ابوا الا ان يفتحوا محلاتهم رغم الالم الذي اعتصر في النفوس لمدة شهر.

الصورة مختلفة تمامًا عما كان عليه وسط بيروت قبل 12 تموز/يوليو 2006، قبل هذا التاريخ كانت المنطقة تعج بالسياح العرب والاجانب، والحياة تنبض بشكل قوي في هذا المعلم الحضاري الذي يعكس نبض الشارع اللبناني.

وحدها اليوم بعض العصافير تختبىء في حنايا المكان ربما تختبىء لتبكي حكاية لبنان، او ربما لتبشر بسلام آت من رحم الاوجاع.

ميشال دبانجيان (صاحب محل تجاري) جلس على كرسي خارج محله ينتظر زبائن باتوا نادرين جدًا، يقول ميشال منذ مدة شهر تقريبًا اقفلنا المحل والبارحة كان اول يوم تفتح فيه المحال التجارية في وسط بيروت، وكان الخوف من القصف والقذائف هو الذي دفع غالبية المحال إلى اقفال ابوابها، وكان يتوقع موسمًا سياحيًا كبيرًا الامر الذي دفعه الى جلب بضائع كثيرة، ولا تزال كاسدة.

ويأمل ميشال تعويض خسارته في الشهر المقبل، وفي اليوم الاول لاعادة فتح وسط بيروت كان المكان يعج بالناس اكثر اليوم، خصوصًا من قبل الصحافيين واصحاب المصارف والتجار.

والحمام وحده يتجول في الشوارح ويؤكد ميشال ان الوضع بحاجة الى وقت طويل كي تعود الامور الى ما كانت عليه خصوصًا ان لبنان عاش فترة حرب، والبحر لا يزال محاصرًا.

ميشال من سكان الاشرفية ويقول ان لبنان كله تضايق من القصف الاسرائيلي.

آمال تعمل في المنطقة وتقول ان لا حركة في وسط بيروت منذ اكثر من شهر تقريبًا، وهي تعمل لفترة قصيرة اسوة بغيرها من الموظفين، وتأمل ان يتحسن الوضع في المستقبل.

زبائن رغم الوجع
اذا اردت ان تتحدث الى زبائن المطاعم فعليك ان تفتش عليهم كما الابرة في كومة القش، لان عددهم لا يتجاوز اصابع اليد.

حسين كان جالسًا مع صديقه في مطعم يقول انه من الضاحية الجنوبية، وهي المرة الاولى التي يقصد وسط بيروت بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان، ويعتبر انها مسألة ايام ويعود لبنان الى ما كان عليه، وهو ترك الضاحية خلال الحرب ورجع فلم يجد منزله، ويقول:"الله يعوض، والنفسية عالية وفداء للشباب".

بين قانا وافريقيا
عدنان من قانا، وكان في بيروت اثناء الحرب، وهو من سكان افريقيا قصد لبنان قبل الاحداث وبقي خلالها ولم يترك البلد، ويؤكد ان لبنان سيعود افضل مما كان والمهم ان نبقى مرفوعي الرأس، وسيعود قريبًا الى عمله في افريقيا مع عائلته.

جاد غنام من بيروت كان برفقة اصدقائه في احد المطاعم يقول:"لبنان سيعود تدريجيًا بعد الحرب ، فاللبناني لا يموت في داخله حب الحياة، وهو خلال الحرب كان يأتي الى وسط بيروت رغم ان كل المطاعم لم تكن تفتح، ويقول ان الوضع لم يصبح جيدًا بالكامل لكن رويدًا رويدًا سنعود الى حياتنا الطبيعية.

ساعة النجمة شاهدة على الحرب علي رمضان يعمل في احد المطاعم يقول ان المطعم لم يفتح ابوابه خلال الحرب، واتوا صباحًا باكرًا لمعاودة العمل في وسط بيروت، والحركة ستعود كما في السابق يقول، وهو من سكان الضاحية ولا يزال منزله صامدًا.

صاحب مقهى في وسط بيروت كان يعمل على معاودة فتح محله تحسّر على الاعداد الهائلة للمغتربين الذين كانوا يؤمون وسط بيروت في بدء الموسم السياحي، وقال ان هذا الموسم يبدأ من 7 تموز/يوليو حتى منتصف ايلول/سبتمر واتت الحرب وقضت عليه متمنيًا ان يكون العام المقبل اكثر حظًا بالنسبة لعودة المغتربين الى بلدهم.

الله يعوض
"ضربوا موسم السوليدير فبتنا بلا عمل اوشغل، تقول احدى الموظفات في محل لبيع الثياب في وسط بيروت، "الله يعوض علينا".

عقيل صفا صاحب مقهى في وسط بيروت يقول انه خلال الحرب لم يفتحوا المقهى، ويعتبر ان البداية مشجعة، والحرب ليست الاولى على لبنان وجاهزون دائمًا، والخسارة تعوض وما كسبناه اكثر. وكل مرة تمر حربًا على لبنان نعود ونقف ثانية في وجه الدمار لان اللبناني لا يُهزم.

مدير احد المطاعم يقول ان البداية جيدة اليوم، وخلال فترة الحرب قاموا بارسال وجبات ساخنة مجانية الى النازحين ومساعدات لهم، وتحول المحل الى دعم لصمود الاهالي.

* الصور بعدسة ريما زهار

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف