اكبر اسواق اوربا تتحدث العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فواكهها وخضرواتها تجلب من الكاريبي والسعودية
صلاح حسن من لاهاي: العرب يسمونها سوق اليهود والعراقيون يسمونها سوق السبت والمغاربة سوق الخضرة والاتراك البازار... انها سوق لاهاي ( دنهاخ ) اكبر الاسواق في اوربا كلها. تأسست هذه السوق عام 1938 في غرب المدينة ونظرا للتوسع السريع والنجاح الاقتصادي تقرر نقلها الى وسط المدينة الذي يعج الان بالجاليات الاجنبية خصوصا التركية والمغربية. تفتح السوق ابوابها في ايام الاثنين والاربعاء والجمعة والسبت. ويبلغ عدد المتسوقين في الايام العادية اربعين الف متسوق، يرتفع هذا العدد الى الخمسين الفا في ايام الجمع والسبوت ( جمع سبت ).
تنقسم السوق الى عدة اقسام منها قسم للخضروات والفواكه والاسماك واللحوم والاجبان ومشتقاتها والملابس
تأسست اول سوق في لاهاي ( دنهاخ ) في القرن الثالث عشر وكانت سوقا خاصة باللحوم. وبعد قرن من ذلك الزمن افتتحت سوق جديدة في الخامس والعشرين من نوفمبر حيث صادف عيد القديسة كاترينا. وكانت هذه السوق عبارة عن مجموعة من العربات المتنقلة التي تتخذ لها اماكن معينة من شارع ( برنسس خراخت ) الى الغرب من المدينة. وكانت لهذه العربات ما يشبه الابواب الكبيرة، اذ يقوم صاحب العربة بفتح احدى هذه الابواب ويعرض بضاعته على الناس. وبعد ان تنتهي فترة العمل في السوق وغالبا ما تكون في السادسة مساء، يغلق اصحاب العربات ابوابهم ويعودون الى بيوتهم.. وهكذا كل يوم.
من يدخل سوق لاهاي اول مرة سيصاب بالدوار ولن يستطيع الخروج من هذه المتاهة الا وهو حائر. ومن يريد ان يشتري بضاعة معينة سيكتشف انه اشترى اشياء اخرى اضافية دون ان يخطط لذلك، اذ كثيرا ما يتذكر المتبضع بعض الاشياء الناقصة في البيت وهو يتجول في السوق التي تعرض كل شيء تقريبا ما عدا السيارات. !! وقد يتوقف وقد انهكته البضائع الكثيرة التي يحملها قرب مطعم الشاورما التركي لتناول سندويج، او قرب بائعة السمك الشقراء لتناول سمكة جاهزة مع البهارات والطرشي.
قبل عشر سنوات لم تكن السوق مثلما هي عليه الان فقد بدأ عدد الزوار الهولنديين بالتضاؤل في حين زاد عدد
( ايلاف ) اختارت عينة من الزوار وسألتهم عن السبب الذي يجعلهم يتوجهون الى هذه السوق فكانت اجاباتهم متباينة ولكنها في النهاية اجمعت على ان هذه السوق هي الاكبر والارخص في اوربا كلها ويوجد فيها ما لا تجده في الكثير من الاسواق العالمية.
اصدقاء عراقيون من المانيا وبالتحديد من كولن يزورون هذه السوق بين فترة واخرى قالوا : نحن نأتي من اجل ان نحصل على الباميا الطازجة والبرغل والطرشي والبهارات وورق العنب لصناعة الدولمة والتمور احيانا
نريد ان نختتم هذا التحقيق بحوار سريع جدا مع احد العراقيين الذي يزور السوق قبل ان يغلق بساعة عندما يخف الازدحام ( لديه نظرية اقتصادية كما يقول ) وقالنا له : هل تأتي الى السوق لانك تكره الازدحام ؟ فقال : لا.. في مثل هذه الساعة ينخفض سعر البضاعة الى النصف لان السوق توشك على الاغلاق مما يدفع الباعة الى التخلص من بضاعتهم وانا استثمر هذه الساعة لاشتري كل ما اريد بنصف السعر واحيانا ارخص من ذلك.
المعروف ان الجالية العراقية في هولندا هي من افقر الجاليات رغم العدد الكبير من المثقفين والفنانين العراقيين الذين يعيشون هناك. اتذكر الان قول احد الاصدقاء الذي ظل عاطلا عن العمل فترة طويلة وهو يقول : هل تريدني في اخر عمري ان اشتغل ( بكالا ) بقالا وقد اصدرت حتى الان اربعة دواوين شعرية وصديقي عبد الوهاب البياتي ؟؟!