إيلاف+

تمثال في اسطنبول للبابا بنديكت تكريما له

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

توم هينيغان من اسطنبول: قبالة شارع رئيسي مزدحم بوسط اسطنبول يقف تمثال ضخم للبابا بنديكت مع لوحة تشيد به بوصفه "راعي كل الناس بغض النظر عن الجنسية أو الدين."

وسيزور البابا بنديكت السادس عشر الذي يتعرض حاليا لانتقادات حادة من العالم الاسلامي بسبب تصريحاته الاخيرة عن الاسلام التمثال المصنوع من البرونز خلال زيارته لتركيا في اواخر نوفمبر تشرين الثاني.

هل هذه لفتة للمصالحة من قبل حكومة ذات جذور اسلامية وصفت كلمات البابا الالماني لتوها بأنها "قبيحة ومؤسفة" أم خطأ فادح في التوقيت؟

الاجابة هي لا هذا ولا ذاك. فقد صنع التمثال عام 1921 للبابا بنديكت الخامس عشر آخر رئيس الكنيسة الكاثوليكية يستخدم ذلك الاسم حتى انتخب الكردينال جوزيف راتسينجر لمنصب البابا في ابريل نيسان عام 2005 وأصبح يدعى البابا بنديكت السادس عشر.

وقال راتسينجر إن جهود البابا بنديكت الخامس عشر المتكررة لانهاء الحرب العالمية الاولى كانت أحد الاسباب التي جعلته يتخذ اسمه.

وكرمت تركيا البابا بنديكت الخامس عشر الايطالي المولد لفتحه المرافق الصحية الكاثوليكية لجميع ضحايا الحرب بغض النظر الى أي جانب كانوا يقاتلون. وكانت الامبراطورية العثمانية حينذاك متحالفة مع امبراطورية أخرى خسرت تلك الحرب هي ألمانيا.

وقال الاسقف جورج ماروفيتش المتحدث باسم الاساقفة الذين يخدمون الاقلية الصغيرة من الكاثوليك في تركيا "لم ينجح في وقف الحرب لذا فعل ما بوسعه لتخفيف معاناة ضحاياها."

واستجابة لدعوته أقامت السفارة الاسبانية مستشفى صغيرا وأنشأت الراهبات غرفا للتعافي في أديرتهن للجنود العثمانيين المصابين وأسرى الحرب النمساويين والايطاليين المرضى الذين كانوا يجبرون على العمل في المناجم وخطوط السكك الحديدية في الاناضول.

وقال رينالدو مرمرة المؤرخ بممثلية الفاتيكان في اسطنبول انه حين بدأ مسؤولو الكنيسة جمع المال لصنع التمثال انضم السلطان محمد السادس الى مسلمين ويهود وأرمن وجماعات أخرى شاركت في تمويله.

ويظهر التمثال الذي صنع في ايطاليا البابا بنديكت الخامس عشر وقد بدا عليه القلق مرتديا ملابس البابوية رافعا يده اليمنى كأنه يقول "توقف" للقتال الذي رفضه بشدة.

ويصعب تخيل تقديم لفتة امتنان مماثلة للبابا بنديكت الحالي الذي كان معارضا لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي قبل انتخابه لمنصب البابا.

وهذا الشهر ألقى كلمة فسرت على أنها هجوم على الاسلام مما دفع زعماء المسلمين الى الدعوة لالغاء الزيارة التي سيقوم بها لتركيا أو أن يقدم البابا اعتذارا كاملا.

لكن ليست كل المشاعر سيئة.. فقد وفرت مدينة اسطنبول نفقات تنظيف وتجديد التمثال استعدادا لزيارة البابا.

رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف