السنيورة الشخصية السياسية الأولى للسنة 2006
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هزم إسرائيل بدموعه وخصومه ببرودة تمضغ حتى المياه
لم يسع فؤاد السنيورة إلى الأضواء بل هي سعت إليه من البدايات . فالمصادفات القدرية شاءت للرجل الذي ولد عام استقل لبنان عن فرنسا في 1943 أن يكون منذ صغره رفيقاً لرفيق الحريري ابن صيدا الفقير الذي
قامة وطنية فؤاد السنيورة ، وشخصية راهنت على استقلالها، وعلى مشروعيتها القانونية الدستورية. رئيس
منذ شهرين يتعرض فؤاد السنيورة لكلام شنيع قاس في شكل غير مألوف يطلقه بعض الساسة من حلفاء دمشق وطهران كأنه من الشخصيات الجوفاء التي تحويها السياسة اللبنانية ولكنه يمضي في خطه وسياسته التي يرها الأفضل للبنان المستقل ، ولخطة الإنقاذ الإقتصادية التي تعوّل على دعم "مؤتمر باريس- 3" .
لا شك أن في أن السنيورة يمثل فريقا سياسيا معينا، وانه يمثل خطا سياسيا معينا، وانه ملتزم كليا قرارات قوى14 آذار/ مارس المناهضة لسورية في الخطأ أو في الصواب. أما أن يشكك في أخلاقه وأدائه ومشاعره الوطنية، فهذا ظلم مفضوح. وهذا كلام سياسي في حرب سياسية طاحنة، تجوز فيها كل الأشياء وتستخدم فيها كل الأسلحة وتقال فيها كل التعابير، ولكن ليس فيها تهمة رئيسية واحدة تمت إلى الحقيقة.
وحتى اليوم ، وإلى أجل غير منظور يصمد السنيورة في مقر رئاسة مجلس الوزراء في السرايا المحاصرة بمعسكر الخيم والإعتصامات المتواصلة الباحثة عبثاً عن أفق لتستمر، ولم يفقد يوماً يوماً أعصابه في رده على ما يكيله له منتقدوه بفظاظة قل نظيرها. ولعلّ سره في ما روى عنه الكاتب الصحافي سمير عطالله إذ قال : " اخبرني أن والده (أبو سامي) قد أوصاه، ليس بأن يعد إلى العشرة قبل أن يأتي برد فعل بل إلى المئة. وقال له: "من اجل أن تهضم الأشياء حقاً، يجب أن تمضغ كل شيء. كل شيء حتى المياه". والذين يسألونني من أين لفؤاد السنيورة كل هذه الأعصاب، أحيلهم على نصيحة أبي سامي، الذي عاش 104 سنوات، لا يغضب ولا ينفعل".