نصرالله الخطيب المفوّه والأسطورة الملتبسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الشخصية السياسية الثانية للعام 2006
إعداد: إيلي الحاج:كان عام 2006 مفصلياً للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تحمل مسؤولية قرارين تاريخيين اختلفت النظرة إليهما بين مؤيديه ومنتقديه، لكنهما جعلاه الوجه الأبرز في لبنان، بعد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفق الإستفتاء الإيلافي . القرار الأول هو شن هجوم "الوعد الصادق"
لكن جمهور الحزب الذي يثق بالسيد نصرالله ثقة عمياء لم يتراجع عن تأييده، لا بل لبى نداءه بكثافة عندما اتخذ قراره الثاني الحاسم العام الماضي بالنزول إلى الشارع والتظاهر والإعتصام مع حلفاء الحزب ، ولا
ولد السيد حسن نصر الله في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور عام 1960 واضطر وهو صغير بسبب الفقر وضيق الحال للنزوح إلى مدينة بيروت ، حيث أقامت العائلة في منطقة الكرنتينا احدى أطراف العاصمة، وفي تلك المنطقة أمضى نصر الله طفولته، وعمل أول أيام حياته بمساعدة والده عبد الكريم نصر الله في بيع الخضار والفاكهة. أتم دراسته الابتدائية في مدرسة"حي النجاح" ودرس في مدرسة سن الفيل الرسمية، ثم اندلعت الحرب الأهلية في لبنان فهرب وعائلته إلى بلدته البازورية وهناك تابع دراسته في مدرسة ثانوية صور الرسمية للبنين، وخلال وجوده في البازورية التحق بصفوف حركة "أمل" التي أسسها الأمام المغيب في ليبيا موسى الصدر وأصبح مندوب الحركة في بلدته، وفي صور تعرف إلى محمد الغروي الذي حرضه على ترك "أمل" والانضمام الى "حزب الله" الذي كان نواة كبرت بدعم الثورة الإسلامية في إيران. درس في النجف وعاد إلى لبنان عندما طالت حملات استخبارات صدام حسين رفاقه هناك ، وعند ولادة "حزب الله" مطلع الثمانينات لم يكن نصر الله عضوا في القيادة ولم يكن قد تجاوز الـ 22 سنة، وكانت مسؤولياته الأولى تنحصر بتعبئة المقاومين وانتشار الخلايا العسكرية التي شكلت فيما بعد العنوان الأبرز في لبنان، بعد فترة تسلم نصر الله منصب نائب مسؤول منطقة بيروت الذي كان يشغله ابراهيم أمين السيد أحد نواب "حزب الله"السابقين في البرلمان اللبناني.
واستمر نصر الله في الصعود داخل سلم المسؤولية في الحزب فتولى لاحقا مسؤولية منطقة بيروت ثم استحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى فشغله ثم غادر بيروت لمتابعة درسه في إيران. لكن التطورات على الساحة اللبنانية خصوصا النزاعات بين حزب الله وأمل اضطرته للعودة إلى لبنان.وبعد أشهر قليلة على اغتيال الأمين العام السابق الموسوي مطلع تسعينات القرن الماضي شغل نصرالله منصب الأمين العام، ثم قرر الحزب دخول للمعترك السياسي فشارك في الانتخابات البرلمانية وحصد عددا من المقاعد عن محافظتي الجنوب والبقاع، وهذه الكتلة كبرت وازدادت وهي تعرف حاليا بكتلة الوفاء للمقاومة. وعندما تمكن الحزب من إخراج القوات الإسرائيلية المحتلة من جنوب لبنان في 25 أيار /مايو2000 اكتسب السيد الخطيب المفوّه شعبية هائلة، خصوصاً بين أفراد طائفته المهمشة تاريخياً في لبنان والتي باتت تؤدي أدواراً سياسية مقررة فيه . ودانت لنصرالله رئاسة مجلس النواب عبر رئيس حركة "أمل" نبيه بري، وكذلك رئاسة الجمهورية عبر الرئيس إميل لحود الباقي في قصر بعبدا على ما يبدو حتى نهاية ولايته الممددة قسراُ بدعم السيد نصرالله.