دراما اذاعية بريطانية من يوميات شابة عراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد تحترق
محمد موسى من امستردام: في خطوة لافتة قام الراديو الرابع لهيئة الأذاعة البريطانية بأنتاج دراما أذاعية من 7أجزاء باسم "بغداد تحترق"، الدراما التي قدمت ضمن البرنامج الأذاعي الشهير للراديو "دراما النساء" تستند بالكامل الى يوميات شابة عراقية تعيش في بغداد. الأذاعة البريطانية حرصت على ان تبقي اسم الفتاة
يوميات الشابة العراقية والتي تستند عليها الدراما البريطانية أصبحت معروفة منذ زمن للكثيريين في أنحاء مختلفة من العالم بسبب نشرها على الأنترنيت ضمن مواقع "المدونات" والتي بدأت تنتشر في العالم منذ حوالي الخمسة أعوام.
الشابة العراقية التي أختارت اسم "انحنائة النهر" كاسم مستعار لمودنتها على الأنترنيت حظيت بأهتمام اعلامي كبير حتى قبل الحرب الأخيرة في العراق عندما تركت عملها كمتخصصة في البرمجة والمعلومات وبدات تكتب يومياتها ويوميات الناس القريبيين منها عن الأيام التي سبقت الحرب.
اليوميات أصبحت واحدة من النوافذ القليلة جدا على الوضع في بغداد قبل الحرب وخاصة بعدما أبعد النظام العراقي السابق كل الصحفيين الأجانب والعرب قبل الحرب باسابيع.
اليوميات نالت ايضا بعض النقد من عراقيين معارضيين للنظام السابق وآخريين والذين أعتبروها جزء من الدعاية المنظمة للقوى المناهضة للحرب لوقف الحرب القادمة والتي بدأت في ربيع عام 2003 وادت في النهاية الى الأطاحة بنظام صدام حسين.
دراما "بغداد تحترق" تركز على يوميات الأعوام 2004 و2005 التي سجلتها الشابة التي لم تغادر بغداد. اليوميات اضافة الى خصوصيتها وحميميتها هي سجل للأحداث السياسية التي مرت على العراق بعد سقوط النظام السابق من أنتخابات وغيرها وتسجل ايضا من خلال أحداث صغيرة بدايات صعود التيارات المتطرفة في مدينة بغداد وبدايات الشد الطائفي في المدينة.
حلقات المسلسل الأذاعي البريطاني نجحت بشكل كبير من خلال اداء تمثيلي ممتاز في تصوير مأزق الشابة العراقية الذكية مع حياة تتجه للتعقيد والسوء مع كل يوم جديد هناك.
المسلسل أخفق ربما حين حاول ترجمة السخرية المريرية الموجودة في اليوميات الى نوع من الكوميديا السوداء المجردة جاهلا بالم بعض مواقف اليوميات بالنسبة الى فتاة شرقية بعادات واخلاقيات الحياة هناك.
في احدى حلقات المسلسل تذهب الفتاة الى الشركة التي كانت تعمل فيها قبل الحرب من اجل العودة الى العمل، الشركة التي اصبحت مركز لأحدى القوى الدينية المتشددة ترفض ان تتعامل مع الفتاة ويتهجم احد حراس المكان على الفتاة ويصفها بالعاهرة، الفتاة تبدا حينها بمناقشة لبسها المحتشم متسائلة عن السبب الذي استحقت عليه هذه الصفة. المسلسل الأذاعي البريطاني يصور هذا المشهد بنفس ساخر مجرد بعيدا عن المه الحقيقي الهائل للفتاة وللمستمع الشرقي المتعاطف.
رغم أن اليوميات هي يوميات لفتاة من الطبقة المتوسطة البغدادية وهناك آراء سياسية وفكرية غير ناضجة اقحمت فيها الا انها تبقى أحدى الشهادات المهمة لبغداد "السرية" والتي تبقى غامضة كثيرا رغم الحضور الكبير للمدينة المفجعوة على الشاشات والأعلام.
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 30 كانون الثاني 2007