مسنو بغداد يتحدثون عن معاناتهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: من النادر أن تخلو العوائل العراقية من شخص كبير السن سواء كان رجلا أو امرأة بحاجة إلى رعاية خاصة بعد مشوار العمر الطويل، وهناك من لايجد هذه العناية بين افراد اسرته ، بل ان هناك من لا يجد الاسرة التى ترعاه وذلك بسبب الظروف التي شهدتها البلاد على مدار السنوات الماضية فيلجأ إلى دور المسنين بحثا عن المقر الذي يقضي به أيامه الاخيرة.
وبمناسبة الاحتفال بيوم المسنين العالمي انتهز القائمون على دار المسنين في بغداد على محاولة تلبية ما يتنماه أغلب من في الدار خاصة ما يتعلق بحث الابناء والاهل على مواصلة الرحم وزيارة كبار السن المقيمين فيه.
و"دار المسنين" الواقع في حي الرشاد غربي بغداد، والذي يضم اكثر من (100) مسن من كلا الجنسين هو الدار الوحيد ضمن العاصمة بغداد.
وتقول انتظار مهدي العكيلي مديرة قسم العاجزين كليا في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية "احيانا يأتي المسن بنفسه ويطلب اللجوء الى الدار، واحيانا كثيرة يأتى به أفراد من أهله أو أولاده لسبب أو لاخر.
وأوضحت العكيلي ،للوكالة المستقلة للانباء (أصوات العراق) "مسنون كثيرون آتوا إلى الدار وطلبوا الاقامة فيها لسبب أو لاخر."
ويقول المسن قاسم شوكت ، الذي دخل الدار منذ اكثر من ثماني سنوات ، لـ ( أصوات العراق) " كنت اعيش مع والدتي واخوتي ونحن من عائلة ميسورة الحال، وتزوجت وأنجبت ولدا وبنتا في المرحلة الثالثة من الجامعة ولكن تعرضت لحادث أدى إلى فقدي يدي فانفصلت عن زوجتي ودخلت دار المسنين."
وأضاف " اليوم الولد يزورني بين مدة واخرى، لكن البنت لاتستطع ان ترى اباها ضمن دار المسنين، اما انا فباستمرار اذهب معها للاسواق لنشتري بعض احتياجاتها."
وعن تواجده داخل الدار قال قاسم شوكت " انا دائب الخدمة منذ وجودي وحتى حين انتخبوني كرئيس لمجلس المسنين الذي ألغي فيما بعد" مبينا "في السابق لم يكن للمسنين وضع كما هو اليوم، فالدار لم تنهب في بغداد وهي الدار الحكومية الوحيدة التي لم تطلها يد السلب والنهب."
وعن كيفية قضاء المسن يومه، ردد شوكت " يبدا المسن يومه اما متجولا في باحة الدار وحديقته او صامتا امام التلفاز، فيما يمارس البعض لعبة الدومينو والطاولي وكثيرون ينصتون لـ(لراديو)."
وأضاف أن " منهم من يجلس على طاولة المكتبة ويطالع، بينما يذهب آخرون في اجازات لقضائها في السوق بعد استحصال موافقة بالخروج."
الى ذلك، قالت مديرة دار المسنين في بغداد انعام البدري إن " بعض المسنين ممن يسمون باصحاب قسم الرحمة وهم لايفارقون اسرتهم، ولهم اكسائهم الخاص صيفا وشتاءا، ويقوم الدار بخدمتهم بشكل خاص."
واشارت إلى أن " هناك قسما اخر خاص بالنساء وهن اكثر وهنا وضعفا من الرجال فيما يوجد قسم اخر وهم الرجال الذين يتمكنون من الحركة ولهم قابلية جيدة" موضحة " وهناك العديد من وسائل الترفيه دأبت الدار على توفيرها كالمقهى والتلفاز والزيارات الترفيهية التي توقفت بسبب الوضع الامني اضافة لما يقدم من خدمات الطعام، والملبس، والطبابة."
وعن القبول بالدار قالت " يقبل الشخص الذي تجاوز عمره الستين بالسنبة للرجال فيما يكون العمر المخصص لقبول النساء هو (55) سو على ان يكون خاليا من الامراض الانتقالية والمعدية. وفاقدا للرعاية الاجتماعية."
من جانبه قال مدير عام الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة اقليم كردستان ان مشاريع عديدة قيد التنفيذ وأخرى تنتظر التنفيذ للمسنين في اقليم كردستان.
وأوضح الدكتور عارف حيتو لـ ( أصوات العراق) " وضعنا يوم الاحد حجر الاساس لبناء مجمع شامل للرعاية الاجتماعية في اقليم كردستان ومن ضمنها بناء دار للمسنين يتسع ل200 مسن ومزود بكافة المستلزمات الضرورية والترفيهية، كما نحن على وشك الانتهاء من دار للمسنين في مدينة السليمانية يتسع ل400 مسن مع الاستعداد لفتح دار للمسنين في دهوك."
واشار الى وجود دارين فقط حاليا في كردستان للمسنين احدها في اربيل وفيها 34 مسنا والاخرى في السليمانية وفيها 22 مسنا.
واضاف قائلا " في كردستان لم تكن لدور المسنين هكذا اهمية في السابق بحكم العلاقات العائلية المتينة وخجل الاولاد او الاحفاد من جلب مسنيهم الى دور المسنين وهذا ادى الى اغلاق دار المسنين في دهوك عام 1987."
وقال ان لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خطة مشروع للمستقبل القريب في فتح مراكز لاستقبال المسنين لقضاء اوقات فراغهم فيها وممارسة هواياتهم التي لايستطيعون اداءها في المنازل وستكون مراكز مساندة للدور الايوائية.
كما اشار الى انهم قدموا مشروعا الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لفتح دار للامراض العقلية للنساء واخر للرجال لمواجهة المشاكل التي يواجهونها في دور المسنين عند مجيء مسنين مختلين عقليا.
وفي دار المسنين في اربيل التي تستعد لاقامة احتفالية للمسنين مساء الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للمسنين قالت قانعة حمد امين صالح الباحثة الاجتماعية في الدار انهم نظموا هذه الاحتفالية للتقليل من معاناة المسنين النفسية التي يعانون منها.
وقالت الباحثة الاجتماعية إن " اغلب المسنين يشعرون بالوحدة ولتجنبهم من الاصابة بامراض نفسية نقوم بالتحدث اليهم والتخفيف من معاناتهم."
واضافت " اغلب المشاكل التي يعانون منها اجتماعية واقتصادية."
وقالت " توفر الدار جميع المستلزمات الضرورية للمسنين مع اعطائهم مبلغ مالي لهم كمصرف جيب في حال رغب المسن في الذهاب الى السوق او زيارة الاقارب."
المسن غريب محمود تحدث لـ ( أصوات العراق)عن الظروف التي دفعته الى اللجوء الى الدار وقال "في عام 1991 بعد اندلاع الانتفاضة ذهبت مع زوجتي الى ايران وبقينا هناك ثم عدنا فلم نجد شيئا ولم يبق لنا اي شيء، حيث كل شيء نهبوه واصيبت زوجتي بالصدمة وتوفيت اثرها ولم يبق لي احد فاضطررت الى المجيء الى هذه الدار."
مسن اخر مسيحي هو احمد يعقوب روبين، اشار الى المعاملة الحسنة التي يتلقاها في الدار وقال "هنا احسن من كل مكان ولم اجد مكانا اذهب اليه ولم يبق لي احد ليعتني بي.