الشيعة والسنة يتعايشون في مدينة الصدر ببغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: عادت الحاجة فوزية (السنية) الى منزلها في مدينة الصدرشرقي بغداد بعد أن أدت مراسم زيارة الامام علي بن ابي طالب في ذكرى استشهاده ومعها مجموعة من السيدات من ذات المنطقة.
وما ان وصلت الحاجة فوزية الى دارها حتى قامت وبناتها بطهي الارز الممزوج بحبة " الماش" في قدر كبير لتقوم بعد ذلك بتوزيعه مع اللبن على العوائل التي تسكن الى جوارها مع ساعة الافطار في ظل الاجواء الرمضانية.
تقول الحاجة فوزية، وتبلغ من العمر نحو خمسين عاما، انها تقوم بأداء زيارة الامام علي بذكرى استشهاده في كل عام، وتنذر ان تطهي الارز بالماش وتوزعه على جيرانها كل عام حيث ان والدتها المتوفية كانت تقوم بذات العمل منذ عشرات السنين".
ويشارك اهل السنة الساكنين في مدينة الصدر الشيعة في طقوسهم الدينية من خلال اقامة العزاءات والمواكب الحسينية بذكرى عاشوراء وزيارة النصف من شعبان وغيرها من المناسبات التي يحتفي بها المسلمون الشيعة بالعراق.
يقول نزار الجبوري" سني" يسكن في مدينة الصدر وهو يشارك في موكب عزاء اقامه مكتب الشهيد الصدر في المدينة بمناسبة ذكرى استشهاد الامام علي " اننا نعتقد ان الامام علي هو امام لكل المسلمين وفي كل بقاع الارض، ولايقتصر حبه واحترامه على طائفة دون اخرى كونه شخصية اسلامية عظيمة ناصرت الرسالة المحمدية العظيمة وبذل روحه من اجلها وترك اثرا عظيما في نفوس المسلمين بشجاعته وعلمه وبلاغته وعدله، ويكفي انه رابع الخلفاء الراشدين وابن عم النبي الاعظم".
ويضيف " كيف لانشارك في احياء ذكرى استشهاده وهو بطل بدر وحنين وقاهر اليهود في خيبر، وقال بحقه النبي (انا مدينة العلم وعلي بابها )."
وتابع "ان مشاركتنا فى موكب العزاء ونحن من اهل السنة هو عملية تعبير عن حبنا وولائنا للاسلام وال بيت النبي الكرام".
وفي ذات الصدد، يقول فلاح حسن شنشل، هو نائب شيعي عن الكتلة الصدرية في مجلس النواب، يسكن مدينة الصدر " ان جميع الطوائف والاديان في المدينة متألفة ومتعاضدة ومتأخية، ونحن لانفرق بين مذهب واخر ونحترم العقائد الدينية، ولاننا نعيش في بلد موحد نرفض تجزئته على اسس طائفية وقومية وعرقية، وهذا هو رأي جميع ابناء الشعب العراقي، وبالامس احيا السنة والشيعة معا ذكرى استشهاد الامام علي، وهذا اكبر دليل على ان المسلمين بالعراق متماسكون ولاتفرقهم الاجتهادات، وهذه هي الحقيقة". ويضيف شنشل " من يسعى للتفرقة بين المسلمين سيذهب سعيه ادراج الرياح، لان وحدة المسلمين والعراقيين جميعا اقوى من كل الدسائس والمؤمرات، وان مايحدث من مشاكل في بعض الاحيان السبب فيها وجود الاحتلال الذي طالما سعى لزرع الفتنة على هذه الارض المباركة".
ويرى حسين الفلوجي، النائب سني عن جبهة التوافق العراقية أن" الايام المقبلة ستشهد مزيدا من التماسك بين المسلمين في العراق لانهم على ملة واحدة ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة، ولان السنة والشيعة بالعراق متعايشون ومتعاضدون ومتصاهرون عبر مئات السنين، ومن يدعي عدم وجود تعايش ديني سلمي بين المذاهب الاسلامية فهو ينكر حقيقة تاريخية وينكر واقع".
ويضيف الفلوجي للوكالة المستقلة للانباء (أصوات العراق) ان "المشاكل التي حدثت هي من صنع الاحتلال الاجنبي الذي كان ومازال يحاول زرع الفتنة بين ابناء الدين الواحد مستغلا الاختلافات الاجتهادية ".
ويزيد " اننا نعتقد ان حب اهل بيت النبي الاعظم فرض على كل مسلم، لان حبهم جزء من العبادات، والكثير من الادلة تثبت حب وولاء اهل السنة لاهل بيت النبي، لذلك نحن لانستغرب ان يشارك اهل السنة اخوانهم الشيعة الطقوس الدينية ".
ويقول نديم العلاق، وهو رجل دين شيعي ومن وجهاء مدينة الصدر" اننا نعيش في هذه المدينة سنة وشيعة منذ اكثر من اربعة عقود، لم نشعر يوما ان هناك فرقا بين السنة والشيعة، بدليل ان السنة والشيعة معا يحيون المناسبات الدينية معا، ويقومون بزيارة الائمة والصالحين معا، ويقيمون النذور معا، وهم متناسبون ومتصاهرون".
ويضيف العلاق ان" اهل السنة يشاركون اخوتهم الشيعة ايضا في بناء وتطوير مدينتهم مدينة الصدر من خلال توفير الخدمات ".
اما الحاج خليل الجنابي " سني" الذي قام بنفسه بتوزيع اطباق الارز الممزوج بحبو " الماش" واللبن على جيرانه مع لحظة الافطار في منطقة الاولى بمدينة الصدر، فيقول انه اعتاد توزيع هذا النوع من الطعام منذ عشرات السنين، وهو لايشعر بأنه غريب في المدينة ولايشعر باي فرق بين السنة والشيعة.
وفي ذات الصدد يقول الدكتور حسين دبي استاذ الاعلام في جامعة الصا دق ببغداد " لم تقتصر مشاركة اهل السنة اخوانهم الشيعة بأداء الشعائر الدينية بمدينة الصدر فحسب، بل ان جميع مدن العراق تشهد ذات التعايش وذات التألف، لان جميع مدن العراق هي عبارة عن خليط سكاني متجانس من حيث الدين والمذهب والقومية".
ويضيف دبي " لو اطلعنا على تركيبة القبائل العراقية تجد كل قبيلة تضم شيعة وسنة واحيانا تركمان، كما تجد مصاهرات في اغلب العوائل العراقية بين السنة والشيعة، سني نتزوج من شيعية وشيعي متزوج من سنية، لذلك من الطبيعي جدا ان يشارك اهل السنة اخوانهم الشيعة الطقوس الدينية والمناسبات".