إيلاف+

السياحة خوزستان من الاهوار للطيور المهاجرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خسرو علي أكبر:تبلغ مساحة اقليم خوزستان الواقع في جنوب غرب ايران حوالي 77 ألف كيلو متر مربع ويحده من جهة الشمال اقليم لورستان ومن الشمال الشرقي اقليم اصفهان، ومن الشمال الغربي محافظة ايلام، واما كهكيلويه بوراحمد وجهار محال بختياري فيقعان الى جهة الشرق، ومن الجنوب الشرقي محافظة بوشهو و من جهة الجنوب يطل اقليم خوزستان على الخليج الفارسي ويتجاور مع العراق غربا.

تقدر الاحصائيات الرسمية الايرانية سكان الاقليم ب 4 ملايين و234 ألف نسمة من اللور والبختياريين والفرس والناطقين بالعربية وقوميات اخرى، ويتسم فصل الشتاء في هذا الاقليم الايراني بالاعتدال اذ تهب رياح معتدلة من مرتفعات سلسلة جبال زاغروس، مع اختلاف كبير بين المرتفعات والمناطق السهلية والصحراوية في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة فيها الى 50 درجة مئوية في مدن دزفزل وعبادان، فيما تستقر الثلوج على قمم الجبال في ايذة ومناطق شمالية اخرى.

وتساهم الأهوار والمستنقعات في هذا الاقليم بإغناء المناظر الطبيعية، وتنوع الأمكنة البيئية، كما لها أهمية كبيرة في الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك ومن أهم هذه الأهوار نشير الى هور العظيم وهور مزرعه وهور دورق.أما من ناحية الأنهار فيعد اقليم خوزستان هو الأعنى من ناحية وفرة المياه العذبة فيه وتشعب الأنهر مثل نهر الكرخة ونهر الكارون والدز ونهر الجراحي ان وفرة الموارد المائية وسائر أنواع العلف الحيواني المتعدد المصادر ساعدا في انتشار مناطق وافرة للرعي في الاقليم وتوسع المزارع الحديثة لتربية الأبقار والأسماك والدواجن والجياد، لكن أحد الباحثين أشار الى ضعف الخدمات البيطرية وشيوع الأمراض والأوبئة بين الحيوانات. وعلى صعيد الثروة الحيوانية فقد انقرضت أنواع من الغزلان تميز بها الاقليم كالغزلان الصفراء بسبب عمليات الصيد غير القانونية والحرب التي شنها الديكتاتور المقبور صدام حسين، والتي أتلفت الكثير من الثروات الحيوانية في هذا الاقليم.

وحسب مؤلف كتاب تاريخ الجغرافيا البشرية لشعب الأهواز موسى سيادت

"ان طبيعة الاراضي الاهوازية تنقسم الى قسمين منطقة جبلية وأخرى سهلية، ويسكن المناطق الجبلية أقوام من اللر والبختيارية والبهبهانية بينما يسكن العرب في الواحات و المناطق السهلية، وكلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب تقل المرتفعات وتزداد المناطق السهلية، حيث تتكون تربة هذه المناطق والواقعة في الجنوب والغرب، من الطمي الذي تحمله إليها انهار كارون والكرخة والجراحي وتصل مساحة الاراضي السهلية الى 41 الف كيلومتر مربع وتتجه هذه الاراضي بانحدارات حادة وملائمة نحو الجنوب حتى ساحل الخليج(الفارسي) وكلما اتجهنا نحو الخليج (الفارسي) تصبح الاراضي أكثر ملوحة وغير صالحة للزراعة.
ويمكن لينابيع المياه المعدنية الدافئة في مناطق عين خوش ودهلران وغراب ومناطق اخرى في الاقليم أن تكسب أعدادا كبيرة من السواح الا أنها لم تحظ باهتمام كاف من قبل المسئولين.

ويعيش في اشمال وشمال شرق الاقليم مواطنون ايرانيون من القومية اللورية جنبا الى جنب عشائر من القومية البختيارية، فيما يسكن العرب (أو الناطقون باللغة العربية حسب الرؤية الايرانية) في المناطق الجنوبية وقد وفدوا الى هذه المنطقة حسب بعض النظريات في القرون الميلادية الأولى أي في عهد الاشكانيين، ويؤكد تاريخ الأهواز أن العرب والبختياريين تحالفوا على امتداد التاريخ في وجه الاعتداءات الخارجية، من جهة، وتعايشوا بسلام فيما بينهم من ناحية أخرى.

ويصر العرب حتى الذين وفدوا حديثا الى هذه المنطقة على اعتزازهم بالهوية الايرانية دون أن يلغي ذلك جهودهم في الحصول على بعض من حقوقهم المقرة في الدستور الايراني.

ونادرا ما نصادف اقليما في ايران يتسم بتنوع الأثار التاريخية نظرا للحضارات المتعددة التي تواجدت في هذا الاقليم، فثمة آثار تاريخية قيمة للعيلاميين في شوش وهفت تبه وجغار زنبيل وايذه وبهبهان، وأخرى للحضارة الهخامنشية في شوش، وللاشكانيين في "مسجد سليمان"، فيما تتركز آثار الامبراطورية الساسانية في شوشتر ودزفول وبهبهان ورامهرمز، اما اثار العهد الاسلامي فهي منتشرة في جميع مناطق الاهواز.


وللطبيعة دور هام في كسب السواح في فصل الشتاء نظرا للمناظر الخلابة التي تجمع مشاهد من قمم الثلوج المغطاة بالثلوج الى جوار السهول الخضراء الشاسعة،إضافة الى وجود ساحل بحري طويل يتصل بالمياه الاقليمية وتعدد الانهار التي ضمت على ضفافها قوميات ايرانية عريقة عرفت منذ الاف السنوات باسهامها الحضاري. و تشكّل السدود والبحيرات مناظر في غاية الجمال في اقليم خوزستان، خصوصا سد دز كه وسد شهيد عباس بور وسد خليل خان.

ويضاف الى ذلك وجود الأهوار والمحميات الطبيعية فثمة هور العظيم في سهل ازادكان والحدائق المنتشرة في غابات دزفول وشوشتر ومسجد سليمان ومحمية شادكان الدولية التي تبلغ مساحتها 400 الف هكتار تصب تحتوي على المياه العذبة والمياه المالحة، وغطاء نباتي واسع.وتتصل هذه المحمية بأكثر من خور من جهة وبالخليج الفارسي من جهة أخرى، وهي محط أكثر من
من 150 نوعا من الطيور مثل الوز والبط البري والخضري والدراج والقطا والعصافير والحِذّاف والزرازير، والصقور والنسور والغربان والوطواط والبلابل والتطوات وغيرها من الطيور.

و في أطراف هذه المحمية و في قرية ركبه تحديدا يعيش مواطنون ايرانيون من الناطقين باللغة العربية يقدم بعضهم الخدمات والمعلومات للسواح بالتنسيق مع منظمة الاثار والسياحة.

أما قرية "مال آقا" الواقعة في منطقة جبلية في سلسلة جبال زاغروس جوار نهر صغير فانها تجذب عشرات الالاف من السواح من داخل الاقليم وخارجه في فصلي الربيع والصيف نظرا للمناظر الخلابة والمناخ المعتدل، وعادة ما تبدأ النزهة في هذه القرية بقطع مسافة 4 كيلومتر مشيا على الأقدام يستمتع فيها السائح بهبوب نسيم منعش من مرتفعات الجبال ومناظر غابات البلوط الكثيفة،الى أن يصل قرية تمبي وهي تطل من قلب الجبال مثلما تنبثق من تاريخ قديم، حيث تحت هذه القرية تستقر القرية التاريخية القديمة والتي يقدر المؤرخون عمرها بالاف الأعوام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف