إيلاف+

الشرشف قصة تراث يطمس معالمها العبايات والبراقع!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سوسن الجوفي من صنعاء: عندما يكتسح التجديد حياتنا ضافيا عليها بصماته القوية والمؤثره فيمس أصالة القديم وتراثه وقدسيته تحت شعار مواكبة التغيير والتطور وفجأة نجد أننا نزيح ذلك التراث بأيدينا ونعلن البحث عن الجديد حتى لا نتهم بالجمود وفي قراءة بسيطه لزي تراثي وشعبي نلحظ اختفاءه بهدوء من حياتنا تساءلت سطور سبأنت عن واقع الشرشف وماضيه وما وصل إليه اليوم أمام زحف العبايات والبراقع التي اكتفت الأغلبية بارتدائها.

افساد الذوق العام
تحتفظ آسيا عبدالرحيم بشرشف اسود تتوسطه كسرات متوسطة الحجم مكون من ثلاث قطع هي (الفوطه/ الجناح / الخنه ) اسماء بذلك الشرشف منذ سبعة عشر عاما لانه كان آخر هدايا شقيقتها الكبرى التي توفت منذ أعوام وقد تخلت عن لبس الشرشف منذ فترة بسيطه... تقول آسيا أن العباية زاد ارتداؤها بين أوساط النساء بعد عودة كثير من المغتربين أثناء أزمة الخليج ومع تعاقب السنوات بدأ لبس الشرشف يشح تدريجيا أما اليوم فمن النادر أن نجد مجموعة من النساء يداومن على لبس هذا الغطاء ولا تجد آسيا فرقا كبيرا بين العباية والشرشف إلا أن الاخير يحكي عن تراث وعادات وتقاليد للأسف بدأ التخلي عنها وعلى كل حال فإن الهدف واحد هو الغطاء والحشمه.
ترى كلا من سماح وسميرة أن سلمى رجعية وأفكارها تعود دوما إلى الوراء ولا تقبل التجديد والسبب أن سلمى تحب كل شيئ قديم وتهوى ممارسته فهي تعتز بلبس الأزياء القديمة وتحتفظ بكثير منها وعلى رأسها الشرشف الذي لم تتخلى سلمى عن لبسه حتى اليوم وترى أن فيه أناقة وأصالة اكثر بكثير من العباية التي تنوعت موديلاتها واشكالها وتطاريزها ولأن لبسها اصبح ممل فالقائمين على خياطتها يحاولون تجديدها بين الحين والاخر حتى افسدوا الذوق العام بارتداء اشكال وموديلات تبدي سلمى استغرابها على المقبلين على شراءها.
تقول سلمى أنها ستظل تلبس الشرشف حتى وان تفردت هي بلبسه وخلى الشارع اليمني من وجود امرأة تتغطى بذلك الغطاء التراثي الذي لا يقدر جماله من يتركه.
لم تكن تعلم جميله أن البحث عن شرشف جاهز سيكلفها البحث في أحد اسواق العاصمة يوم بأكمله عند أغلب الخياطين الذين يعلن الكثير منهم ان خياطة الشرشف اختلف وضعها اليوم وانها لن تجد شرشف جاهز ولا بد من الانتظار الى حين يتم تجهيز طلب جميله التي ذهبت الى باب اليمن حسب مصادر احدى جاراتها بأن هناك عددا محدود من الخياطين لم يتخلوا عن مهنة خياطة الشراشف وستجد طلبها هناك.

العباية تتصدر قائمة الشراء
وتعتقد كلا من سعاد وأمل وعبير طالبات جامعيات أن ما يجعل الكثيرات التخلي عن الشرشف أن لبسه متعب وأن العباية والبرقع لبسها اسهل كما أن السبب في التغيير ومواكبة التجديد يدفع بكثير من الفتيات الى البحث عن الجديد مهما كانت ميزة القديم واصالته وتلاحظ سعاد ان العباية لم يعد يقتصر لبسها على الفتيات فقط بل ان كثير من النساء الكبار في السن بدأن في ارتداء العباية في الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ بعد ان تمسكت مجموعة لا بأس بها بالشرشف ومع ذلك تخلين عنه ؟!
يظل الشرشف الغطاء الأنيق والجميل عندما تستحضر ذاكرة اشراق مدرسة اللغة الانجليزية /الاستاذه ناديه / عندما كانت في المرحلة الثانوية حيث حاولت اشراق تقليد مدرستها في لبس الشرشف لكن ذلك الترتيب والاناقه لم تكن تنفرد بها سوى مدرسة اللغة الانجليزية قبل اثنى عشر عاما وغير تلك الصورة الجميله لم ترى اشراق !! تقول اشراق انها كلما سنحت لها الفرصه في ارتداء شرشف والدتها كي تقلد مدرستها فإنها لا تستطيع وانها احبت الشرشف كثيرا بسبب المظهر الجميل الذي كانت تظهر عليه مدرستها لكنها اليوم لا تتخيل نفسها بذلك اللبس كما انها لم تعد ترى تلك الصورة الجميله التي كان عليها الشرشف بالأمس.
تقول الأستاذه / امة الرزاق جحاف / مدير عام البيوت اليمنية التقليدية في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ان:" الشرشف جاء مع الاحتلال العثماني وقد مر بمراحل مختلفة حتى وصل الى الشكل الذي نراه اليوم وقد كانت المرأه الحديديه تلبس الشرشف في أول الأمر حيث كانت فوطته قصيره اما في صنعاء فقد كانت ترتدي المرأة الستاره المزخرفه وجاء بعدها الشرشف وكان هو الغطاء الرئيس الى جانب الستاره في صنعاء حتى بداية التسعينات بعد ذلك قل لبسه والسبب هو ظهور العبايه ومن ثم الجلباب الذي ترجح جحاف ان اصوله صحراويه لانه في هيئته كالخيمة".
يقول عبدالسلام أحد العاملين في محلات الخياطة الخاصة بالعبايات أن طلب خياط الشراشف نادرا جدا وان العبايات بجميع انواعها واشكالها تتصدر قائمة طلب الأخوات وأن المحل الذي يعمل فيه لا يقوم بتجهيز شراشف بل ينتظر العامل الى حين طلب الزبون ذلك على العكس من العبايات التي يتم توفير كميات كبيره منها بسبب تزايد الطلب عليها خاصة الموديلات الحديثه..وعندما سألناه عن مصدر تلك الموديلات والتطاريز المنوعة أجاب أنها من الخليج وأن هناك أنواع منها مكلفه وتختلف اسعارها باختلاف نوعية القماش والتطريز فقد تصل القطعة الواحده في المحل الذي يعمل فيه الى ثلاثين الف ريال وهذا بالطبع ليس كثيرا امام اسعار تلك الطلبات الخاصة في المحلات الاخرى بينما لا يتجاوز سعر الشرشف الاربعة آلاف ريال على الرغم من انه يتكون من ثلاث قطع معلقا // انه الغطاء الرسمي للمرأة اليمنية والذي يشح وجوده اليوم

اختفاء مبرمج
اقتربنا من عدد من المحلات التي تتنوع أسماؤها بين الاناقة / لمسات لارين / السيدة الزرقاء وغيرها من المسميات التي توحي بحداثة المحل ويفصح اصحابها بأنهم الوحيدون في عالم التميز والتجديد وعندما حاول عاملا في واحد من تلك المحال ان يعرض بضاعته التي يعلن انها الاحدث في عالم الصرخات والصيحات وانها جاءت خصيصا لتوديع الماضي وفتح صفحات جديده في عالم العبايات والبراقع...قطعنا عليه اسطوانة العرض بسؤال واحد هل يوجد لديك شرشف ؟؟فغطت وجهه ابتسامة ساخره ليجيب عن السؤال بسؤال اخر شرشف من حق أي عصر الحجري ام الكاريبي ؟؟واكتفينا بإجابته التي تغني عن أي توضيح اخر..
اما بالنسبة لجاره في المهنه الذي يدعى اللورد فيقول ان جميع ما يحوي المحل عروض خاصة وتأتي بطلب خاص ايضا من الزبائن ولا يقل سعر العباية الواحده عن الخمسين دولار وقد تتجاوز الثلاثمائة دولار فهي مميزه من حيث الخامة والتطريز وبلد المنشأ؟!


كثير من الأزياء الشعبية التي جرت عليها عادات وتقاليد الناس في بلادنا بارتداءها تهول نحو الاندثار ولكن يظل السؤال الذي يفرض نفسه هل الجديد يستحق ان يحل مكان القديم ويبرمج الجميع انفسهم على اتباعه ؟؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشرشف والعباءة
خوليو -

يحق لهن أن يلبسن ما يشئن من الشراشف والعباءات فكلاهما رمز القمع الذكوري للأناث ، أما وأن يربطن هذا اللباس المخيف للأطفال، بالحشمة، فهذا هو محط اعتراضنا ، ولنسأل : أليس هذا اللباس المخيف هو الساتر لقلة الحشمة ؟ وهنا يحضر للذاكرة شعر معروف الرصافي: قل للأولى ضربوا الحجاب على النسا/ أفيعلمون بما جرى تحت العبا/ شرف المليحة أن تكون أديبة/ وحجابها في الناس أن تتأدبا/ .الخلاصة لاعلاقة للشراشف والعباءات بالحشمة، لأن الحشمة صفة أخلاقية إنسانية عصية الفهم والتقدير على عقول الذكور الذين فرضوا مثل هذه الثياب المرعبة في الليل والنهار.

إلى خوليو
أمل -

إن الحجاب هو شرع الله و ليس قمعاً كما تدعي، كما أن المرأة تحاسب أمام الله عن الحشمة و عن الأدب و غيرهما .. لذا فالحشمة تختلف عن الأدب و ياحبذا لو تكون مكملة لها ، لذلك فالمرأة المؤدبة السافرة لا تختلف عن المحتشمة الوقحة ..أرجو النشر

لهانت ولكن !!!
سلوى - اليمن -

منطق جاهل ومستغرب من خوليو!!! العربي, يبقى لنا في اليمن التميز باصالتنا وعاداتنا والتي يأتي من ضمنها الزي الشعبي , الشرشف جميل وفيه من الاناقة الكثير لكنها عولمة شاملة ينجر لها الجميع دون تفكير وحسابات مسبقة ولو اقتصرت على الشرشف لهانت,, لنا الله,,,,,,,,,,

ربما
illuminati -

ربما يكون من حق المرأة أن تلبس ما تريد ولكن من حق المجتمع المدني على الأقل أن يعرف مع من يتعامل وكيف يفرق بين هذه وتلك لإنه إذا كان الإثنتان غير مكشوفي الوجه كيف يعرف مع من يتعامل هذا من باب احترام آدمية المرأة وليس بغرض كشفها كما يظن البعض وعلى الأقل إذا ظهر الوجه ستكون هذه الخطوة مانعة للأسئلة الكثيرة مثل من هذه؟ وهل هي جميلة أم...؟ وهل هي إمرأة فعلا أم أنها مجرم متخفي هارب ... والكثير والكثير من الأسئلة؟

الى اعداءالمراة
الزهراء -

اوقف عجلة التاريخ ان اسطعت لن نعود الى الوراء المراة تشق طريقها بجانب الرجل شئت ام ابيت ..ما هدا النفاق تعانقها ليلا وتكرهها نهارا..هي ليس متاعا هي انسان من قال لك لك ان الله سيحاسبها وانت ايها الاناني الاتحاسب لانك تطاردها في كل مكان وعندما تقضي حاجتك تحملها المسوءلية وحدها لانك دكر.. لانك فحل ..اللهلم يخلقها محجبة نحن الدين فرضنا عليها دلك.. منا من يقول عليها ان تغطي وجهها ومنا من يقول عليه ان تغطي شعرها وومنا من يقول عليها ان تبقى حبيسة بيتها..

هذه النساء
زينب -

لا اعرف كيف يعيشون هذه النساء بهل حال شنو هي ماتختنق بهل الشراشف.. تحتاج الى الهواء... حتى الهواء حررام تتنفسه ..الافضل انها تنتحر احسن من هاي العيشة..ارجو النشر

نتمنى فقط
مصطفى -

كنت اتمنى ان تلحق هذه الغيمه السوداء باختها قبل ان ارى هذه البقعه السوداء على الشاشه وللتي لاتعني شيء غير التستر وراء القناع حتى لايعرفالناس من وراء الاعمال القذره،فلا اهلا ولا سهلا بمنجعل الدين الحنيف تجاره مربحه من خلال جلب حقد العالم بما يفعله المتخلفين،فحشى ان يصل الدين الىمثل هذه المهزله،

اصالة و تراث وعراقة!
احمد - لوس انجلس -

ان الحرية , كحرية التعبير , المعتقد و الاختيار و الخ...هي حق من حقوق الانسان و لا نقاش في قدسيتها و ضرورة ترسيخها في عقول اجيال الحاضر و المستقبل .ان الاجيال القادرة على تقييم و تثمين دور هذه الحريات و الحقوق -هي وحدها القادرة يوما ما على بلورة الفهم الصحيح و السليم لمفاهيم الا صالة و التراث و عراقة الامه و تاريخها , تاريخ حضرموت ومعن و سبا وملكتها,تاريخ البابليين و الاشوريين , الاكاديين و السومريين , المصريين والفينيقيين و.... و ليس شراشف الجهل و التخلف العاهر و السافر التي تروج لهما ما تسمى ----- مع التقدير و الاحترام!!! و جزيل الشكر لايلاف!

الرد للاخ خوليو
عربية مسلمة -

عمره ما كان الستر عيب يا اخ خوليو... والا تريدون الحريم مثل حريمكم كلحد شبعان منهم ومن شوفتهم متفصخات.. لا حول ولا قوة الا بالله... اصحى يا اخ خوليو انتوا عايشين في عصر الجاهلية وراح يجي يوم تتحاسبون عليه.. الله يهديك الى ما هو اقوم.. وشكرا ارجو النشر...

الرد على عربية مسلمة
على الأحمد -

أولا ياعربية يامسلمة عيب عليك التعميم هكذا على غير المتحجبات وصراحة ياما بنات غير متحجبات اشرف من الشرف نفسه وياما بنات منقبات يتخذن النقاب ---.اما عن الجاهلية ---هي التي تعيش الجاهلية الأولى وما أسامة بن لادن اللعين وغيره من الارهابيين والقتلة إلا ذوي أصول ---.

بصراحة
غريب -

بصراحة بصراحة لا يسعني ألقول ألا أمة ضحكت من جهلها ألامم ؟؟يا حرام

للجميع
بنت الإمارات -

يااخوان المسألة واضحة بخصوص الحشمة والحجاب وما تحتاج جدال ، وان المشككين في مسألة الحجاب اناس مايفهمون بالدين يريدون المرأة مكشوفة لكل الرجال مثل بلادهم

الحشمه
خالد العراقي -

يااخواني الحشمه للمرءة حسب رئي المتواضع ان تلتزم المرءه بعدم اظهار مفاتنها امام الرجال غير المحارم مما

حريم ؟
خوليو -

هناك من لايزال يعيش عصر الحريم والحرملك (العثماني)ونحن نحترم رأيه وطريقة عيشه، في تعليقي ياسيدة عربية مسلمة أشرت، أن لاعلاقة بين الحشمة والشراشف أو العباءات المخيفة للأطفال، وأن بعضهن(وهن كثرة) يستخدمن هذا اللباس للتغطية على قلة الحشمة،(لقد كشفها معروف الرصافي) أما اللباس والتراث فقد رد السيد أحمد لوس أنجلس على مفهوم الحضارة بجدارة، أما هذا اللباس ونقول للسيدة سلوى هو قمع ذكوري للنساء ، مفهومنا للمرأة يختلف، فهو مفهوم احترام وتقدير ومساواة وحقوق كاملة، وهذا يختلف كلية عن عصر الحريم وحقوق الحريم، ومع كل ذلك كل اإحترام لكل من تريد أن تعيش بهذه الطريقة ، نحن تخطينا من زمن بعيد عصر الحريم ونشعر بسعادة . لايوجد حساب ياسيدة.