إيلاف+

عيد الحب في تونس: متطلبات جديدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عيد الحب في تونس: متطلبات جديدة و العلاقات في الميزان

إيهاب الشاوش من تونس:عيد الحب في تونس، مناسبة، تقرب بين القلوب و تجمع العشاق و تدفئ العواطف. هو ايضا، موعد مع النكد و الخصام و الشجار، و ربما لإنهاء العلاقة...
شريحة واسعة من المجتمع التونسي، مازالت ترفضه، لكنه يفرض نفسه شيئا فشيئا. في حين وجد فيه التجار، فرصة للاسترزاق، فلم يدخروا جهدا في عرض سلعهم.
كما ان الهدايا في هذه المناسبة لم تعد تقتصر على الورود الحمراء، و الشكولاطة. الصحف تعج بإعلانات السهرات الليلية. و حصص "التالاسو". و المآدب و الولائم. هذا الى جانب الهواتف النقالة و الساعات و المجوهرات...كله من اجل عيون الحب.


ليست للعرب تقاليد في الحب:

أولى أسباب الخلافات بين العشاق و الأزواج في عيد الحب، هو عدم تقبل بعض الرجال لهذه المناسبة.
معز، طالب يعتبره " عيدا للتسيب و الفساد الأخلاقي، ورمز للاغتراب".
هذا الرأي نقلناه إلى راضية، (متزوجة و أستاذة إنجليزية)، التي ثارت ثائرتها، و قالت" في الحقيقة نحن العرب لا نملك تقاليد في الحب. و لا نعرف معناه" و تتساءل محدثتنا" لماذا لا توجد في تقاليدنا مناسبة مماثلة نحتفي فيها بالحب. نحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف، وهم بالقديس سيلفاستر. رمز السنة الإدارية. نحن نقدم الهدايا للأطفال بمناسبة العيد. وهم يقدمون الهدايا للأطفال بمناسبة نوال. لكن هذه المناسبة. نحن لا نلمك مرادفا لها".
و حول سؤالنا، ان كانت ستغضب ان لم يقدم لها زوجها هدية، في عيد الحب تقول" طبعا، اغضب، ماذا سيكلف تقديم وردة او هدية بسيطة. رمزيتها اكبر من حجم المناسبة كلها".
أحلام، 37 سنة تقول" السنة الماضية، تخاصمت مع زوجي، بسبب عدم اهتمامه بعيد الحب فقد تناسى الأمر تماما. و لم نتصالح الا حين دعاني إلى عشاء فاخر".
في مركب تجاري بتونس العاصمة، التقينا محمد، صاحب محل لبيع الملابس، الذي يقول" خلال الأسبوع الماضي، اقتنت إمرأة قمصان لزوجها، و قالت أنها ستقدمه هدية، لزوجها بمناسبة عيد الحب، حتى لا يستاء".

هدايا عيد الحب و متطلبات جديدة:

كانت هدايا عيد الحب، تختصر على كتابة بعض الأبيات الشعرية او الكلمات الجميلة. ثم اصبح المحبون يتبادلون الورود و حبات الشكولاطة. اما اليوم، فلم يعد الرجال، وحدهم مطالبين بتقديم الهدايا، بل النساء ايضا. كما ان هذه الهدايا تطورت الى مأدبة عشاء، و نهاية عطلة أسبوع، و مجوهرات، مما خلق وضعا جديدا، طغى الجانب الاقتصادي فيه، على مشاعر الحب، التي دعا إليها القديس فالنتاين.
كما أن العديد من العائلات التونسية، أدخلت هذا العيد ضمن سلسلة المناسبات التي يطالب فيها الرجل بتقديم،الهدايا لخطيبته، او ما يسمى ب"الموسم".
متطلبات جديدة، لم تكن في الحسبان، و التونسي الذي كان مطالبا بوردة، أصبح يحسب لعيد الحب ألف حساب، محافظة على الحبيب، و في بعض الأحيان على الاستقرار الأسري.

دخل في التقاليد بصفة لاارادية:

وبالرغم من رفض الكثيرين لهذا العيد، و ما يمكن ان يخلفه من أزمات، حين يساء فهم معانيه، الا انه، دخل إلى المنازل التونسية من بابها الكبير.
في عيد الحب، و قبله بأيام، تستنفر المحلات التجارية، و النزل و المطاعم، و تقدم عروضها للعشاق.
بعض المطاعم، و النزل التي اتصلنا بها، تؤكد، ان الحجز في عيد الحب، يجب ان يتم قبل ايام، في دلالة على اقبال التونسي على السهرات احتفاءا بالمناسبة.
الشوارع، المحلات التجارية، المركبات العملاقة، تزدحم بالزوار.
يقول محمد، "عيد الحب، أصبح مناسبة تجارية مهمة. خاصة و انه يتزامن مع موسم التخفيضات. اعتقد ان هذه المناسبة دخلت في تقاليدنا و بصفة لا إرادية". و يضيف محدثنا" لما سألتني عن عيد الحب. انا نفسي استغربت. لم اكن أتوقع السؤال. بالنسبة لي الأمر طبيعي. و لم أفكر أنها مناسبة خارجة عن تقاليدنا".


iheb@elaph.com

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاربعاء 14 شباط 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف