غزة تفضل تقديم الغذاء على الورود بفلنتاين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فالنتينو غزة على طريقة الفلتان الأمني
غزة تفضل تقديم الغذاء على الورود بفلنتاين
سمية درويش من غزة: يحتل عيد الحب "فالنتاين" عقول وقلوب شريحة في المجتمع الفلسطيني أكثرهم من شباب وصبايا الجامعات في غزة، لما يمارسونه من طقوس يحاولون من خلالها الشعور ببعض الحب، وإرسال زهرة دمغها اللون الأحمر القاني مع بطاقات التهنئة وبعض الهدايا التي تعبر عن الحب.
ويأتي عيد الحب هذا العام باردا وحزينا على غزة التي طغت فيها لغة الرصاص على لغة الحب، وغطت رائحة الدم والموت على رائحة الورود، وتفضيل الأزواج تقديم مستلزمات البيت من مأكل عن تقديم الورود لزوجاتهم بعدما انتشر الفقر والجوع. وغالبا ما كانت تشهد بعض المحلات التجارية في المدينة حركة نشطة من قبل طلاب وطالبات الجامعات وبعض الموظفين في تلك المناسبة، لإقبالهم على شراء الهدايا من شموع وورود مجففة، لاسيما مع عرض تلك المحلات هدايا العيد والتي تأخذ غالبا أشكال القلوب، إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور والفقر إلى جانب الفلتان الأمني الذي يضرب الساحة الفلسطينية منذ عدة أشهر يقلق الجميع ويجعلهم حبيسي المنازل.
النوراني يدعو للحب
الدكتور حسن مي النوراني مؤسس وإمام الدعوة النورانية أكد في تصريح خاص لـ"إيلاف"، أن الحب فضيلة أخلاقية وشريعة مجتمعية وإنسانية من شأنها أن ترقى بالحياة الإنسانية إلى أعلى مراتبها وأن تحرر الإنسان من تاريخ فساده الطويل الذي يمتد منذ عهود الغاب والذي لا تزال الإنسانية ترضخ له، كما تعبر عن ذلك الحروب التي تشنها دول ضد أخرى أو جماعات ضد أخرى أو أفراد ضد آخرين.
وأعرب النوراني صاحب حزب الحب الفلسطيني، عن أمله أن تعيد المجتمعات صياغة احتفالاتها بمناسبة عيد الحب لكي لا ترتبط هذه المناسبة بالعلاقة الفردية بين ذكر وأنثى فقط، ولتنطلق علاقات الحب بين كل فرد وفرد وبين كل المجتمعات، لنخلق عهدا نورانيا جديدا يستنير بالحب ويرفل في بهجة الحب النوراني. وقال أبو علاء لـ"إيلاف"، " نحن في فلسطين أحوج الناس لأن نحتكم إلى قانون الحب، والأحداث الدامية المؤسفة التي شهدتها مناطق السلطة الفلسطينيةمؤخرا تؤكد أننا في أمس الحاجة لقانون الحب، وللحوار بالعقل المحب ".
وانتهز النوراني هذه الفرصة عبر "إيلاف"، لإعلان البهجة بتوصل القوى الرئيسية في الساحة الفلسطينية لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع قوى الشعب الفلسطيني كلها، مبينا أن هذا الاتفاق هو احتفال بعيد الحب بصورةلفلسطينية، وكما ينبغي أن يكون عليه الحب الوطني في كل الأوطان. ولفت إلى أن فلسطين مؤهلة اليوم لأن تقدم هدية جديدة للعالم، هذه الهدية هي أن تنطلق من فلسطين ثورة حب عالمية تفتح كتابا جديدا في تاريخ الإنسانية هو كتاب الحب.
البال مش رايق
أبو فارس موظف عسكري في العقد الرابع من عمره استوقفته "إيلاف" بالقرب من محلات حي الرمال بغزة لسؤاله عن عيد الحب، وكيف يستقبله هذا العام، فرد ساخرا " حب إيه إلي بتسالي عليه، هو البال رايق لحب في هذه البلد "، بحسب تعبيره.
وحين سؤاله إن كان مستعدا لتقديم وردة لزوجته في تلك المناسبة، رد الموظف الفلسطيني " نحن بس نلاقي نوكل أول تم نتحدث عن الورد".
أما المحجبة آمال كما عرفت على اسمها حين سؤالها إن كانت تهتم بهذه المناسبة وزوجها، قالت، " أنتم الصحافة مش لاقين لكم شغله، عيد حب شو؟، اسألونا عن أوضاعنا المعيشية عن الفقر عن الجوع "، فقلت بداخلي الله يسامحك يا عبد الرحمن الماجدي، كان مالي ومال عيد الحب.
حب عبر الرسائل
ومن بعيد لمحت صبية تتمايل فقلت ربما ليس لديها هموم وأعباء الحياة، وحين سؤالها عن عيد الحب قالت، " نتبادل والأصدقاء الرسائل عبر الجوال وبطاقات التهنئة "، معتبرة تلك المناسبة جميلة للتعبير عن الحب. وأشارت إلى أن تلك المناسبة تحيى من جديد مشاعرنا تجاه البعض، لكنها لم تخف خشيتها من الأوضاع السائدة في قطاع غزة من اقتتال وتوتر إلى جانب الوضع المعيشي المتدهور.
هناك من ينتظر فالنتين
أما الطالب احمد صافي فقال، " أنا انتظر تلك المناسبة لأقدم هديتي لمن أحب قلبي، وأضاف،" رغم الظروف التي نعيشها على ساحتنا الفلسطينية إلا إننا يجب أن نعطي كل شيء حقه "، معربا عن أمله بان يأتي العيد العام القادم وهناك ازدهار ورفاهية تسود الشارع الفلسطيني بعد سنوات من الحرب والاقتتال.
حب على طريقة الفلتان
وما أضحكني وأبكاني قصة الشاب خالد 27 عاما الذي أحب صبية واتفق مع أهلها على الزواج حيث يعمل في إحدى أجهزة الأمن الفلسطينية، لكن سرعان ما رفض أهلها تلك الزيجة، لاسيما بعدما التحق شقيقها في صفوف القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، وغير مفاهيم عائلته عن موظفي الأمن الفلسطيني عقب الاقتتال الدامي الذي شهدته مدينة غزة فيما بينهم.
مفهوم العيد
ويعتبر عيد الحب فالنتاين من أعياد الرومان الوثنيين، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي، وكان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس فالنتاين تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سرا، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان، وكان هذا سرا حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهرا له، إلا أن فالنتاين رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا)، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه.