إيلاف+

درس اضافي لتلاميذ الرمادي: كيف تختبئون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

درس اضافي لتلاميذ الرمادي: "كيف تختبئون اذا وقعت معارك"


نافع عبد الجبار من الرمادي: في مدرسة اليعربية الابتدائية للبنين في الرمادي، عاصمة محافظة الانبار السنية معقل المتمردين السنة في غرب العراق، اضاف المدرسون الى برامجهم درسا غير مدرج في المناهج المدرسية عنوانه: "ماذا تفعلون اذا وقعت معارك وكيف تختبئون".
ويسال المدرس تلامذته الجالسين في هدوء امام طاولاتهم "اذا وقعت معارك ماذا يتعين على التلميذ ان يفعل؟".
وعلى الفور يجيب التلاميذ الذين يحفظون الدرس عن ظهر قلب "يبتعد عن النوافذ ويظل في الفصل" ويذكرهم المدرس بالاجراء الاهم: "يختبئ تحت الطاولة ثم يدعوهم الى القيام بتدريب عملي على ذلك.
وكما لو كانت لعبة، يستجيب التلاميذ على الفور لتعليمات مدرسهم وفجاة تختفي كل الرؤوس من الفصل ذي الجدران العارية.
ويقول مدير المدرسة ابو احمد عاطي لوكالة فرانس برس "ليس لدينا خيار .. لا بد من اتخاذ اجراءات احترازية فواجبي ان احمي المدرسين والتلاميذ".
ويضيف المدرس حسون الحديثي "علمنا الاطفال كيف يتصرفون وعندما ينتهي اليوم الدراسي لا نتركهم يغادرون الا بعد ان نتاكد من الاوضاع الامنية".
وفي الانبار، حيث ينتشر الاف من الجنود الاميركيين تقع مواجهات يومية مع متمردين من تنظيم القاعدة ويشعر السكان بخطر دائم.
والاربعاء الماضي قتل 11 شخصا من بينهم اربعة من رجال الشرطة في تفجير انتحاري استهدف مركزا للشرطة في وسط الرمادي.
ويقول محمد الذي جاء لاصطحاب ابنه البالغ التاسعة من عمره انه لا يتركه يعود وحده ابدا الى المنزل. ويضيف انه يفضل ان يواصل ابنه دراسته رغم المخاطر التي قد يتعرضان لها على الطريق اثناء الذهاب والعودة من المدرسة.
ومن شرفة منزله المقابل للمدرسة يتابع ياس خضير زملاءه السابقين وهم يدخلون ويخرجون من المدرسة.
فالصبي الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره يجلس على كرسي متحرك بعد ان اصيب العام الماضي بالرصاص اثناء تبادل لاطلاق النار بين الاميركيين والمتمردين.
ويرفع والده خضير الدليمي قميض الصبي ويشير الى اثار اصابة في ظهره ثم يشرح كيف ان رصاصة اصابت نخاعه الشوكي ما ادى الى اصابة اطرافه السفلى بالشلل.
ويمكن معالجة ياس ولكن في بلد يعصف به العنف الطائفي، الذي اوقع 34 الف قتيل خلال عام 2006 وفقا للامم المتحدة، "لا توجد تجهيزات كما ان الاطباء المتخصصين الذين يستطيعون اجراء الجراحة الدقيقة التي يحتاج اليها فروا من العراق".
واكد صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان هذا الاسبوع انه بسبب العنف في العراق فان مجرد ذهاب بعض الاطفال الى المدرسة يعرضهم "لخطر الموت".
وقالت المتحدثة باسم اليونيسف في عمان بان دهايي لوكالة فرانس برس "لاحظنا هذا العام انخفاضا ملحوظا في عدد التلاميذ الذين يذهبون الى المدارس وخاصة الفتيات".
واوضحت ان هذه الظاهرة لوحظت خصوصا في بغداد ومحافظات وسط العراق.
واكد اليونيسف، نقلا عن منظمة سيف ذو تشيلدرن، ان 200 الف طفل تراوح اعمارهم بين ست سنوات واحد عشر عاما هجروا مقاعد الدراسة منذ العام 2004 في العراق ليصل العدد الاجمالي للمحرومين من المدرسة الان الى 800 الف طفل.
وتعرب دهايي عن اسفها لترك هؤلاء للصفوف الدراسية. وتقول "التعليم هو افضل وسيلة لحمايتهم من الذعر الذي قد يصيبهم بسبب العنف فالمدرسة تعطي للطفل شعورا بان حياته تسير بشكل عادي وتتيح له فرصة اللعب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف