المتعاونون مع الاميركان بين تهم العمالة والعيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عراقيون يصفون من يتعاون مع الجيش الامريكي بالعمالة
الكونغرس يناقش منح اللجوء للعاملين مع امريكا بالعراق
عدنان ابو زيد: وطنيون أم عملاء؟ سؤال لايتفق عليه أثنان في العراق. ولكن من هؤلاء؟ انهم العراقيون المتعاونون مع القوات الامريكية او الذين انخرطوا ضباطا وجنودا ومترجمين في صفوف الجيش الامريكي.وكانت الولايات المتحدة أبان أستعداداتها لغزو العراق قد قامت بتدريب 5 آلاف عراقي يعيشون في
الكونغرس يرفع قيود اللجوء امام العراقيين المتعاونين
وفي هذا الاسبوع طالب الكونغرس الامريكي برفع القيود امام لجوء العراقيين المتعاونيين مع القوات الامريكية في العراق تحسبا من تعرضهم للاغتيال و العنف الطائفي , وهي اشارة من ان الولايات المتحدة لن تتاخر عن تقديم المساعدة والمكان الامن لمن يقف معها.
غريب في وطنه
والتقت ايلاف السيدة ( ف. عباس ) وهي عراقية تقيم في امريكا من عشر سنوات , ودرست الانكليزية في جامعة بغداد , وهي الان مترجمة لدى القوات الامريكية في العراق.
وتقول (ف. عباس ) : " حين زرت اهلي في مدينة (....) كانت زيارة على عجل , وتخللها الخوف , وفي المرة القادمة ارسل لي اهلي خبرا بضرورة عدم زيارتهم.
وتضيف : وحتى في زيارتي الاولى سمعت من الاقرباء مايخدش الحياء , فقد قال لي احد اقربائي , كيف تعملين بين الجنود , ارجوا ان لاتخبري احدا بذلك. وسالني احدهم ان كنت اؤيد الاحتلال , بينما اردف اخر : لم لا تلبسين الحجاب.
وغير ذلك كلام كثير. وبعد فترة حدثني اخي بان احد ابناء عمومتي يقول عني بانني خائنة , لاني اعمل مع من احتل العراق.
ادوارد كنيدي و المتعاونون العراقيون
ويبدو ان العراقيين المتعاونين مع القوات الامريكية يمرون بمازق خطير فعلا الى درجة ان السناتور ادوارد كنيدي عضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي صرح لرويترز ان على ادارة بوش التحرك بسرعة لايجاد ملاذ امن لهؤلاء. وكان كنيدي فد طرح افكارا حول سياسة الولايات المتحدة تجاه اللاجئين العراقيين في جلسة استماع لمجلس الشيوخ عقدت هذا الشهر. اما ايلين سويربري مساعدة وزيرة الخارجية فقد اعترفت بحجم المشكلة وقالت : " نحن مشغولون بمسألة كيفية مساعدة هؤلاء الناس الذين عملوا لحساب حكومة الولايات المتحدة وقدموا لها المساعدة لكنها قالت ان هناك عقبات ".
وطنيون أم عملاء؟
ومحمد سالم عراقي من مدينة الفلوجة , وحين سالته ايلاف عن رايه في موضوع العراقيين العاملين لدى القوات الامريكية , اجاب بلهجة تنم عن الغضب : " هؤلاء ليسوا عراقيين , انهم عملاء , والعراقي لايخون بلده , كما اني اود ان اسالهم , انت تعيشون حياة كريمة في الغربة ، فلم تتعاونون مع الاجنبي واذا كانة ثمة سبب يجعل العراقي في الداخل يتعاون مع القوات الغازية بسبب حاجته , فما السبب الذي يجعلكم تتعاونون مع الاجنبي. فقط لانكم عملاء ". ويعتبر احمد القيس هؤلاء كفارا بناءا على فتاوى سمعها من علماء دين. يقول احمد :" الفتاوي عديدة ويمكنك ان تجدها في الانترنت , ابتداءا من الشيخ القرضاوي وحتى مجموعة العلماء السعوديين وكلهم يعتبرون هؤلاء مرتدون وكفرة ".
وعلى الضد من محمد يعتقد على السعدي , من مدينة الحلة الواقعة وسط العراق : "ان هؤلاء الذين يعملون مع القوات الامريكية يحبون العراق , ولولا حبهم ماتركوا اماكن اقاماتهم في اوربا وامريكا وجاءوا يحاربون لازاحة دكتاتور حول العراق الى خرائب بسبب الحروب. واضاف : " انهم فدائيون ووطنيون مخلصون للعراق ".
لاهذا ولاذاك.. رواتب مغرية
لكن ايوب الجبوري (عراقي من يغداد ويقضي اجازة بهولندا ) اردف : "هؤلاء يعملون لدى القوات الامريكية ليس لانهم خونة , وليس لانهم وطنيون , بل لان هناك رواتب مغرية , والدخل الشهري لهؤلاء يتراوح بين ستة الى عشرة الاف دولار , انه ميلغ ضخم , ومنهم من اشترى الفلل والبيوت وقطع الاراضي لاسيما في السنة الاولى من عمر الاحتلال ".
أيلاف تستطلع اراء عينة من العراقيين
وفي استفتاء محدود اجرته ايلاف على عينة من مئة من العراقيين اختيروا بنفس النسبة من مناطق العراق المختلفة كانت الحصيلة كالاتي حول سؤال ايلاف : هل ان المتعاونين مع القوات الامريكية بالعراق عملاء ام وطنيون؟
32 % يعتبرونهم عملاء
28 % يعتبرونهم وطنيون
40 % يسعون وراء الرواتب المغرية.
مترجم عراقي لايلاف : نحن مشبوهون
لكن هؤلاء ماعادوا موضع شك وعدم تقدير من بعض ابناء جلدتهم فحسب , بل ان شكوكا واتهامات وجهت اليهم من الجيش الامريكي نفسه , فقد تحدث سامان احمد لايلاف وهو مترجم يعمل في وزارة الدفاع الامريكية بان الجيش الامريكي أعاد النظر في تعيين مترجمين عرب بعد ثبوت تورطهم بدور العميل المزدوج لصالح بعض الميلشيات والدول المجاورة عبر تزويدها بمعلومات عن تحركات الجيش الامريكي. ويضيف سامان : " ان التحقيقات أثبتت ان عددا من العمليات الانتحارية او العبوات الناسفة كانت بناءا على معلومات سربها مترجمون الى الطرف الاخر ".
ويحمل كلام سامان قدرا كبيرا من الصحة لانه يتوافق مع مااعلنته مصادر امريكية مطلعة لجريدة ( الرياض) السعودية من ان القيادة العسكرية للجيش الامريكي اصدرت مؤخرا اوامر تقضي بعدم تعيين أي مترجم يحمل الجنسية العراقية او العربية وحصر ذلك بعرب من مواليد الولايات المتحدة او بريطانيا فقط.
خمسة الاف دولار راتبي الشهري
اما كريم كبة وهو عراقي كانت الولايات المتحدة الامريكية قد منحته حق اللجوء حين كان في معسكر رفحاء الصحراوي في السعودية , ويعمل الان جنديا لدى القوات الامريكية بالعراق , فيقول لايلاف انه يتقاضي راتيا شهريا مقداره خمسة الاف دولار , بعد ان وقع عقدا مع وزارة الدفاع الامريكية امده سنتان. ويضيف كريم : للاسف لم اعد اشعر انني في وطني فالتعليمات تنصح بعد الخروج الى المدينة وترك القاعدة العسكرية , خوفا من الاغتيال , وهذا ماحدث مع احد زملائي في الخدمة فقد تعرض للخطف بعد أن غادر قاعدته في المنطقة الخضراء من قبل الميليشيات التي طالبت بفدية مقابل اطلاق سراحه.
عصابة متخصصة في الخطف مقابل الفدية
ولم يعد خطف المترجمين والجنود من اصل عربي او عراقي مقتصرا على الميليشيات بل ان هناك عصابات متخصصة في خطفهم بغية الحصول على الفدية. وقد نجحت عصابات في الحصول على ميالغ طائلة من جراء تجارة الخطف. ولايقتصر الامر على هؤلاء فحسب , بل تعداه الى المقاولين ورجال الاعمال والتجار الذين لهم علاقة مهنية بالقوات الامريكية , فقد اختطف رجل اعمال اسباني من اصل عراقي من قبل مجموعة مسلحة في العراق و اطلق سراحه بعد ان دفعت اسرته المقيمة في اسبانيا من ثلاثين عاما فدية للخاطفين.
سلوان المترجم قتل لانه كافرا
وقام مسلحون بإطلاق الرصاص علي سلوان عبد الغني النعيمي، وهو مترجم عراقي يعمل لحساب إذاعة صوت أميريكا ، وقام المسلحون أيضا بقتل والدته التي تبلغ من العمر 60 عاما وابنته ذات الأربعة أعوام، واللتان كانتا تجلسان في المقعد الأمامي لسيارته. وكانت العائلة قد اكتشفت ملاحظة مكتوبة بخط اليد خارج الباب الرئيسي لمنْزل العائلة، تحتوي على آيات قرآنية تشير إلى وجوب قتل الذين يعملون مع ( الكفار ).
و قُتل بالرصاص عمر هاشم كامل، وهو مترجم يعمل لحساب مجلة التايم، بينما كان في طريقة لأداء مهمة عمل منطلقاً من مكتب المجلة في بغداد. و قام رجال ملثمون باحتجاز محمد في الفلوجة، لانه يعمل مع قناة الحرة التي تمولها الحكومة الأميريكية. وعثر على جثة زياد حمدي وهو مترجم عراقي كان يعمل مع القوات الأميركية في جنوب مدينة كركوك وكان مسلحون اختطفوه في منطقة الرياض (35 كلم غرب كركوك) ليلقى حتفه رميا بالرصاص في الرأس والصدر. وكان ذوي المترجم قد دفعوا عشرة آلاف دولار فدية للخاطفين لقاء إطلاق سراحه غير ان ذلك لم يجد نفعا.
الجيش الامريكي.. أزمة اخرى
ويعتمد الجيش الأمريكي في حربه على الارهاب على متطوعين مسلمين وعرب لكنه يواجه مصاعب في اقناع الكثير منهم للتطوع برغم الاغراءات التي تقدم. والامر لايقتصر على عزوف الشباب العربي والمسلم فحسب بل ان هناك عزوفا عن الالتحاق بالجيش من جانب الامريكيين انفسهم , ويخشى كثيرون أن تضطر الحكومة الأمريكية لإعادة العمل مرة أخرى بنظام التجنيد الإلزامي والذي كان قد انتهى منذ عام 1973. وكانت الولايات المتحدة قد واجهت ازمة مشابهة ابان الحرب الفيتنامية والتي أدت إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام بعدما خسرت 57 ألف جندي ومئات الآلاف من المشوهين والمبتورين والمفقودين , كما منحت اللجوء وقتها لمئات الفيتناميين المتعاونين معها.
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاحد 18 شباط 2007