إيلاف+

فلسطيني يذبح طفلته ويلقيها بمكب النفايات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمية درويش من غزة:تجرد من كل معاني الإنسانية والأبوة ، وراح يغرز سكاكينه بجسد طفلته الرضيعة. لم يرحم الأب حسين دموع وصرخات طفلته خديجة 14 شهرا ، وبمنتهي الهدوء ارتدي ملابس الخروج تاركا طفلته غارقة في دمائها وزوجته تنزف دما وحرقة على فلذة كبدها.
لم يصدق الفلسطينيون ، لاسيما أهالي جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية هول الجريمة البشعة ، إلا بعدما اعدوا الجيران إلي المنزل مستجيبين لصرخات الأم المستميتة ليجدوا خديجة غارقة في بحر دمائها.
البلاغ الذي تلقاه الرائد عبد الجواد سلاودة الناطق باسم الشرطة الفلسطينية كان يفيد بوقوع الجريمة ، حيث ابلغ الصحافيين بان الجاني سلم نفسه للشرطة في مدينة أريحا معترفا بجريمته التي ارتكبها .

وبحسب اعترافات الأب المتوحش ، فانه قام بطعن ابنته الرضيعة خديجة بخمس طعنات في الصدر والظهر , قبل أن يلقي بجثتها في مكب للنفايات جنوب بلدة تلفيت ، مدعيا بأنه ارتكب جريمته لدواعي الشرف ، حيث نصب نفسه قاضيا وجلادا ليحكم عليها بالقتل ليس لذنب سوى أنها سجلت بشهادة الميلاد طفلته.
وتعاني فلسطين من تزايد ظاهرة قتل الشرف في ظل موجة الفلتان الأمني التي تضرب الساحة الفلسطينية من شمالها حتى جنوبها ، حيث تذبح عشرات النساء الفلسطينيات سنويا ، في ظل غياب السلطة القانونية الرادعة لهؤلاء المجرمين.
وسبق أن أعلنت مراكز نسوية فلسطينية ، أن نسبة جرائم القتل على خلفية الشرف ارتفعت بنسبة 12% خلال الانتفاضة الثانية ، وذلك قياسا بما كانت عليه قبلها ، حيث الانتقاد الشديد لقانون العقوبات المطبق منذ أعوام وفيه إجحاف وتمييز ضد المرأة ، وتحديدا في قضايا الشرف والأخلاق .
وتترك مواد القانون المعمول بها في فلسطين ، الباب مفتوحا أمام العذر المخفف والعذر المحلل ، وتخفيف الحكم على القاتل ، مما لا يشكل رادعا حقيقا لمرتكبي هذه الجرائم.

مرشدة اجتماعية في إحدى المدارس الحكومية التي تحظر إدارتها التعامل مع وسائل الإعلام إلا بكتب ومراسلات رسمية روتينية قاتلة ، اعتبرت في حديث خصت به "إيلاف" ، عمليات القتل على خلفية الشرف يمكن تصنيفها ضمن العنف المنزلي ، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني في ازدياد مستمر والاعتداءات الجنسية والجرائم الأخرى منتشرة من شمال فلسطين إلى جنوبها.
ولعل طعنات الرضيعة خديجة ، توجه صفعه قويه للنظام والقانون ليستفيق الجميع من سباته لوقف هذا المسلخ الذي تساق إليه عشرات النساء سنويا.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 20 شباط 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف