إيلاف+

تونسيون يقبلون حبيباتهم على الملأ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيهاب الشاوش من تونس: لاستمالة العشاق في عيد الحب، انخرط أصحاب النزل و المطاعم و المتاجر في تونس، في سباق ابتكار شتى أنواع الطرق الترويجية. برامج نهاية أسبوع ممتعة، سهرات مع مطربين تونسيين و عرب، راقصات من كل الأشكال و الألوان و رحلات "ترفيهية" و وجبات متنوعة...
و في واقع الأمر، فإنه حتى دون الالتجاء الى الترويج ، فإن الظفر بطاولة شاغرة بأحد مطاعم تونس، خلال عيد الحب، يكاد يكون مستحيلا.

ما أثار الانتباه و الاستغراب، ضمن هذا السباق المحموم، هو إعلان سلسلة مطاعم "baguette et baguette" عن تقديم وجبة مجانية، مقابل أن يقبل شخص حبيبته على الملأ. دون تحديد نوع القبلة أو طبيعتها. و إن كانت مع الحبيبة، الزوجة ، الخطيبة أو العشيقة...
العديد ممن رواد المطعم، قبلوا، تقبيل حبيباتهم، على الملأ، لكن الذين استطلعت إيلاف آرائهم حول ما اذا كانوا سيقبلون زوجاتهن امام العموم بجائزة او دون جائزة، رفضوا، الأمر.

ارتفاع لعدد القبل و الجوائز هذه السنة:

بداية توجهنا إلى احد مطاعم هذه السلسلة. وهو مطعم يقدم الوجبات السريعة و يرتاده الشباب أكثر.
لقائنا الأول كان مع محمد، وكيل فرع شارع باريس بالعاصمة التونسية، الذي اكد لنا ان المطعم يقوم بما وصفها بالحملة"الترويجية"، كل عام. و هي ليست المرة الأولى.
سألته، هل، العملية موجهة للمتزوجين فقط، و ان كان المطعم حدد طبيعة القبلة؟ فرد بأن الزبون حر في طبيعة القبلة. كما ان العملية موجهة الى كل العشاق و ليس حكرا على المتزوجين.
و لاحظ محدثنا، ان هذه العملية لاقت هذه السنة رواجا أكثر من السنوات الماضية. كما ان المطعم قدم عديد الوجبات كهدية مقابل القبلات.
ولم تقتصر حسب محدثنا القبلات، على قبلة على الخد او الجبين، بل اكد انه هناك من قبل حبيبته من شفتيها... أمام الملأ.
و يقول محمد" لا يجب ان تتجاوز القبلات، ما هو محظور، و مخالف للأخلاق الحميدة. بل يجب ان تكون القبلة في حدود المعقول".
و حول سؤال، بخصوص ردة فعل الذين كانوا في المطعم، أكد محمد أنهم تقبلوها بشكل عادي. و خاصة من طرف الشباب...

رفض واسع:

في مقابل،إقدام الكثيرين على تقبيل حبيباتهن، و زوجاتهن على الملأ في هذا المطعم حسب ما أكده، محمد، فإن الخبر نزل كالصاعقة، على رأس من استطلعنا آرائهم، و سألناهم ان كانوا سيقبلون زوجاتهن او حبيباتهن، بجائزة او بدون جائزة.
سليم بالشيخ، مختص في الدراسات الإسلامية، يقول" صحيح إننا في تونس، نتحدث عن التسامح و الحوار و الانفتاح، لكن ذلك لا يجب ان يمس من أخلاقنا، و ديننا و ثوابتنا. و مثل هذه السلوكات لا يمكن ان تكون ضمن تقاليد مجتمعنا".
و يضيف محدثنا" دون ذكر الجانب الديني، هناك عنصر الهوية الوطنية. و العادات و التقاليد".
ووصف سليم بالشيخ هذا السلوك، ب"الشاذ" و نوع من أنواع التطرف في الجانب السلوكي.
و اعتبر، ان رد الفعل يجب ان يتم عبر المؤسسات، و المجتمع المدني و الأسرة، مشيرا إلى أن موقف تونس واضح من هذه السلوكيات، سواء من الجانب الرسمي، او الخطاب الديني.
و أكد، هشام الحاجي، عضو مجلس النواب التونسي، من جهته، ان ذلك يعتبر تمشى خطير يتمثل في "تسليع" العواطف.
يعزى، الحاجي أسباب هذه التصرفات إلى الفضائيات و سائل الإتصال الحديثة. و قال" هذه ليست قضية رأي العام. لكن يجب ان نقوم بتوعية الشباب".


اما عادل(45 سنة، متزوج). فقد استشاط غضبا، و رفض الفكرة جملة و تفصيلا، معتبرا تقبيل زوجته على الملأ"قلة حياء". و شذوذ جنسي.
و يتساءل عادل"هل يعقل ان اقبل زوجتي، امام الناس؟. كنت اموت. كيف سأقابل الناس. وزملائي بعد ذلك. كما ان حبي لزوجتي ليس بحاجة الى مشاهدين".
واعتبر خالد(اب لطفلة)، ان التقبيل في أمكان عمومية، هو قلة احترام للغير. و حط من قيمة الزوجة. و يقول" لو قبلت زوجتي على الملأ، سيعتبرها الناس، بائعة هوى، و ساقطة. هذا لا شك واختلاف فيه. و نحن لسنا في مجتمع يتقل بذلك. كما لا تقبل تربيتنا، به".
و أكد منير، 30 سنة، انه لن يقبل زوجته، أمام الجميع حتى لو قدموا له مال الدنيا.
كريم، (اطار بنكي، أعزب)، يقول مازحا" و الله فكرة جيدة. لماذا لم يطلبوا شيئا آخر... كان أحسن. ثم يستدرك، انا ضد، الفكرة، لأن الحب يجب ان يبقى بين الرجل و المرأة. و لا حاجة لإعلانه. ثم ان مثل هذه التصرفات في مجتمعنا سوف تحط من قيمة المرأة أكثر من، ان تساعدها. و حتى الذين أقدموا على هذا التصرف، لا أتصور أنهم مقتنعين، او انهم سيقومون بذات الشيء في أماكن أخرى. ربما ساهم الجو و الإطار، في سرقة قبلة من الحبيبة لكن عموما، هذا خارج عن تقاليدنا".

حذف مشاهد من أفلام تونسية:

و في السياق ذاته، كان التلفزيون التونسي، حذف مشاهد من فيلم "الأمير" لمحمد الزرن، و فيلم "الأوديسة" لإبراهيم باباي، لإحتوائمها على مشاهد، اعتبرت انها" تسيء الى الأخلاق الحميدة، او تصدم مشاعر و شعور المشاهد".
و قالت التلفزة التونسية، في ردها على محمد الزرن" ان مشاهد حضور المرأة التونسية في المطاعم بالطريقة التي توخاها المخرج و التونسيون في الحانات، و التي يعترض صاحب الشريط على حذفها لا تخدم المرأة بصفة عامة..."
الى ذلك نشير، ان منوعة " عزيز قلبي" على قناة حنبعل التونسية، الخاصة، تبث في بعض الأحيان، عناقا بين الأزواج، لكن ليس الى حد القبل.
و فكرة "عزيز قلبي"مستلهمة من منوعةles amours"" على القناة الفرنسية"fr2".


iheb@elaph.com

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 20 شباط 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف