إيلاف+

مدارس التسريع تعيد الامل لعراقيين حرموا التعلم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مدارس التسريع" تعيد الامل الى شباب عراقيين حرموا تعلم القراءة

صباح عرارمن الكوت (العراق): بدأ الاف الشباب، من كلا الجنسين، الذين حرموا فرصة تعلم القراءة والكتابة بالانتظام في "مدارس التسريع" الابتدائية في بعض المحافظات التي يسودها هدوء نسبي في وسط وجنوب العراق وفي اقليم كردستان الشمالي.ففي مدينة الكوت ذات الغالبية الشيعية (175 كلم جنوب بغداد)، مركز محافظة واسط الجنوبية، يدرس في مدارس "التسريع" مئات من العراقيين والعراقيات ممن لم يتلقوا التعليم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي عانوها، وخصوصا في ظل الحصار الذي فرض على بلادهم بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990.
وتختصر "مدارس التسريع" المرحلة الابتدائية الى ثلاث سنوات بدلا من ست اذ تدمج المناهج الدراسية لكل صفين دراسيين في عام واحد.
وقال رئيس لجنة "التعليم المسرع" في الادارة التابعة لوزارة التربية في محافظة واسط عبد بيوض ان "هناك اقبالا كبيرا من الشباب على مدارس التسريع لانهم مدفوعون برغبة قوية في تعويض ما فاتهم".
واضاف ان "تزايد اعداد الراغبين في الانخراط في هذه المدارس دفعنا الى تنظيم دروس مسائية الى جانب الدروس الصباحية".
واوضح بيوض ان شبانا وشابات تراوح اعمارهم بين 12 و20 عاما انضموا الى تلك المدارس.
واكد ان "خريجي مدارسنا سيمنحون فرصة متابعة الدراسة المتوسطة والثانوية بما يتناسب مع المستوى العمري للتلميذ، في مدارس مسائية للاعمار المتقدمة وصباحية للاعمار القريبة من الفئات العمرية لاقرانهم".
وقال ان 15 "مدرسة" من هذا النوع انشئت في محافظة واسط منذ عام 2005، مشيرا
الى ان بعض هذه المدارس خصص للفتيات فقط ولكن معظمها مختلط.
واكد مدير التخطيط التربوي في محافظة واسط جمال ابرهيم ان "معظم الطلاب حققوا تفوقا في المواد الدراسية رغم العدد المحدود للاساتذة".
وقالت ايمان سالم كريم (18 عاما)، وهي ام لطفلة وفقدت زوجها في تفجير في بغداد، "طموحي كبير واريد ان اكمل الدراسة التي حرمت اياها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كنا نعيشها ايام النظام السابق".
واضافت ايمان التي التحقت بمدرسة "التسامي" الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب مدينة الكوت، "انا سعيدة جدا ببلوغي المرحلة الثالثة في هذه المدرسة".
وتأمل في استكمال دراستها "حتى اعلى مستوى ان شاء الله".
واكدت مديرة مدرسة "التسامي" للبنات هناء مهدي ان "مدرستنا حققت نسبة نجاح وصلت الى 99% العام الماضي".
واوضحت ان مدرستها تضم "اكثر من مئة طالبة تراوح اعمارهن بين 13 و20 عاما بينهن زوجات وامهات، ولكن واجبتهن الاسرية لم تحل دون تحقيق رغبتهن في التعلم".
وبحسب وزارة التربية العراقية فان ثمانية عشر الف شاب وشابة عراقية انضموا الى 160 "مدرسة تسريع" في ثلاث عشرة محافظة في اقليم كردستان العراق وفي وسط وجنوب العراق.
وفي قرية المنصور (30 كلم شرق الكوت)، يتابع 70 شابا الدراسة في "مدرسة تسريع" تحمل اسم القرية.
وقال مدير المدرسة موسى هادي ان "تعلم ابناء القرية للقراءة والكتابة وبث الامل في نفوسهم بمواصلة الدراسة يعتبر اهم انجاز تحققه مدارسنا".
واكد ان "عددا كبيرا من شبان القرى القريبة يتوافدون للتعلم ويتنافسون للوصول الى افضل مستوى".
وقال محمد كريم (19 عاما) الذي يتابع دروسه في المرحلة الثالثة من مدرسة المنصور ان "الدراسة باتت جزءا مهما من حياتي واصبح بوسعي متابعة الاخبار وقراءة الصحف، وساكمل دراستي حتى المرحلة الجامعية".
ووفقا لدراسة اعدتها اليونيسف نقلا عن منظمة "سيف ذي تشيلدرن" (انقذوا الاطفال)، فان 200 الف طفل تراوح اعمارهم بين ستة اعوام واحد عشر عاما هجروا مقاعد الدراسة منذ عام 2004 في العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف