إيلاف+

الرقصات الخليعة ورقة رابحة في مسارح باكستان المحافظة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وحيد خان من ملتان (باكستان): يطلق مجموعة من الرجال صفارات ويصيحون في الوقت الذي ترقص فيه شابة حسناء ترتدي ملابس حمراء مثيرة على المسرح في حي فقير بباكستان. لم يكن ذلك مشهدا في ملهى ليلي أو عرض رخيص في حانة.. بل كان الرجال يشاهدون مسرحية أضيفت اليها رقصة مثيرة لاجتذاب عدد كبير من الجمهور. ويرى العاملون في مجال المسرح أنه في وقت تروج فيه البرامج الرخيصة في القنوات ذات الاشتراك وأقراص الفيديو المنسوخة فان وسائل الترفيه التقليدية مثل المسرح كان يتعين عليها البحث عن سبل جديدة للحفاظ على الجمهور في بلد مسلم محافظ.

الراقصة والممثلة سونيا خان تؤدي رقصة في احد المسارح بملتان وقال زوار بلوخ وهو منتج أغلق مسرحه في مدينة ملتان بوسط البلاد لعرض مسرحية بها فقرات راقصة اعتبرها رقباء الحكومة مشينة "علينا التنافس مع تلك القنوات التلفزيونية والافلام المنسوخة والا سننتهي."

ولكن ليس الجميع يرضون بهذا الشغف الذي ظهر حديثا بالعروض الرخيصة في المسرح الباكستاني. قال سهيل أحمد وهو من أشهر الكتاب المسرحيين في باكستان ويعمل ممثلا أيضا ان الراقصات عادة في الوقت الراهن هن اللاتي أصبحن يجتذبن الجمهور من الذكور الى المسرحيات وليس المسرحيات ذاتها أو الاداء التمثيلي.

وأضاف أحمد "ظل المسرح شكلا أصيلا من أشكال الفنون في شبه القارة (الهندية) وبالرغم من القيود أبرز قضايا اجتماعية وسياسية مهمة."

ومضى يقول "للاسف يستغل البعض أيضا في باكستان الثقافة والفن لتحقيق ربح سريع."

وفي مسرح الخيام المقام بمدينة ملتان بوسط باكستان ترقص شابات مثل تلك التي كانت ترتدي ملابس حمراء مثيرة على أنغام أغنيات هندية وباكستانية رائجة ست مرات خلال المسرحية. والمسرحية في قالب كوميدي تدور حول أب يبحث عن عرسان لبناته ليحصل منهم على مهور كبيرة ولا يدرك أن العرسان الاثرياء التي يأمل أن يزوجهم بناته ما هم الا نصابون.

وقال عامر تشوجتاي وهو ممثل محنك بالرغم من أن عمره 20 عاما مبديا أسفه على انحدار المسرح في باكستان "هذه المسرحيات لا تعبر عن قيمنا الشرقية أو عن ثقافتنا." وأضاف أن مستثمرين طماعين تحولوا الى منتجين وكتاب وان شابات ليست لديهن أي قدرات تمثيلية يسعين الى الشهرة والثروة. وشرح قائلا "لا تكتب نصوص جديدة. يجري تغيير العناوين والاسماء فحسب."

ويقول البعض ان هذا النوع الجديد من المسرح الذي يقوم على المنتجين الساعين للثروة يستغل اتجاهات أكثر ليبرالية في الفنون والاعلام تحت رئاسة برويز مشرف.

اذ تمثل سياساته تناقضا حادا مع سياسات الرئيس السابق الجنرال ضياء الحق الذي كان يستغل الدين في فترة حكمه من 1977 الى 1988 لكبت الانشطة الثقافية وكان لا يسمح للمرأة بالظهور على شاشات التلفزيون الحكومي الا اذا كن يرتدين الحجاب.

ولكن بدلا الاشادة باختفاء بعض القيود تشكو بعض الممثلات من أن الشعبية التي يحققها هذا النوع الجديد من المسرحيات أدت الى وضعهن في قالب محدد جديد وهو دور الراقصات المثيرات.

وأبدت الممثلة نصرت افتاب وهي تتحدث في كواليس المسرح أسفها على أنه بعد 12 عاما من عملها المسرحي لم تجد أمامها من خيار سوى العمل في تلك المسرحيات والا سيكون مصيرها البطالة أو الفقر.

وقالت بيلو تشودوري وهي شابة أخرى ترقص على المسرح "أشعر بالحزن والاسف ولكن الجميع يفعلن ذلك. الناس يريدون مشاهدة تلك العروض."

وفي اقليم البنجاب وحده هناك ما يقدر بنحو مئة مسرح يعرض تلك المسرحيات الرخيصة وتترواح فيها أسعار التذاكر بين 300 روبية (خمسة دولارات) وهو ما يمكن للغالبية دفعه و1000 روبية (17 دولارا) وهو سعر باهظ نسبيا.

ولابد أن توافق جهات الرقابة الحكومية أولا على تلك المسرحيات وهي تسمح بثلاث رقصات كحد أقصى في كل مسرحية ولكن يبدو أن هذه القاعدة كثيرا ما يجري مخالفتها.

وقال سيد اختار زيدي وهو من مسؤولي المدينة الذين يشرفون على الاعمال الفنية "مهمتنا هي ضمان عدم وجود عرض يثير شهوة الجمهور."

ويجري تدريب الرقباء على رصد النساء اللاتي يرقصن مع ارتداء ملابس فاضحة أو بطريقة خليعة. وفي الشهر الماضي أغلقت ثلاثة مسارح في ملتان بعد أن وجد الرقباء أن الرقصات فاضحة. كما أن الشرطة احتجزت الراقصات.

وعلى الرغم من تلك الاجراءات المشددة فان المسرح الرخيص سيبقى في باكستان فيما يبدو بما أن الجمهور من الذكور راض عن دفع المال مقابل مشاهدة مسرحيات راقصة والتخلي عن الاحترام الذي توفره رحلة الى المسرح. وقال نديم ماندفيوالا وهو موزع سينمائي "الجنس رائج في كل مكان في العالم ولكننا نحن الباكستانيين نخفي ونخبيء مشاعرنا. الان ومقابل عدة مئات من الروبيات يمكن أن تقول لاسرتك أو لاصدقائك أنك شاهدت مسرحية. هذا شيء محترم."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف