اكتشاف أيقونات عمرها 1200 عام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من بيت لحم:كشفت عمليات ترميم روتينية، في إحدى الغرف الملحقة بكنيسة المهد في مدينة بيت لحم، عما اعتبر كنزا فنيا مهما. ويتعلق الأمر بمجموعة أيقونات جدارية على مختلف أنحاء الغرفة، تحمل ميزات هذا النوع من الفن في الكنائس والذي كان أثار ضجة في حينه، وخلافا بين رجال الدين،
وتعتبر كنيسة المهد التي يعتقد بان السيد المسيح ولد فيها، اقدم كنيسة ما زالت قائمة على وجه الأرض، بنتها القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي تبنى الديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وفتح ذلك حملة بناء للكنائس في الأماكن التي يعتقد انه جرت فيها أحداث الأناجيل وتولت ذلك والدته هيلانة.
وقال عاملون في المكان لمراسلنا، إنهم كلفوا بترميم الغرفة التي تظهر وكأنها جزء من منظومة الكنيسة الدفاعية، وعندما أزالوا القصارة القديمة التي تغطي جدرانها، ظهرت اللوحات الفنية القديمة على الزوايا والجدران، والمدهش أنها كانت بحالة جيدة نسبيا، رغم تغطيتها بالقصارة في وقت لم يحدد ولسبب أيضا لم يعرف.
وبعد هذا الكشف توقف العمال عن العمل، بأوامر من إدارة البطريركية اللاتينية، التي تقع الغرفة ضمن القسم الخاص بها في الكنيست، وتم استدعاء خبراء من إيطاليا مختصين بالترميم، عملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوحات الفنية.
وأعادت أعمال الترميم الإيطالية، الوهج من جديد للوحات الفنية الجدارية، باستخدام مواد خاصة، في حين لم تتمكن الطواقم الإيطالية من ترميم بعض اللوحات التي لم يعد يوجد منها إلا قطعا صغيرة ومتناهية الصغر في هذا المكان أو ذاك.
وتلاصق الغرفة قاعة ما بين العمدان وهي القاعة الرئيسة في كنيسة المهد، من جهة الشمال، ومن المرجح أنها وقسم آخر من الغرف بني في وقت لاحق من تشييد الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، لأسباب دفاعية، حيث تعرضت الكنيسة، إلى اعتداءات خلال الحروب التي شهدتها فلسطين خلال اكثر من ألفي عام على الأقل.
ولم يكن الخطر الذي يحدق بالكنيسة يأتي من الخارج، ولكنها كانت مسرحا للخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة، التي حظي كل منها برعاية خاصة من دول خارجية، وما زالت آثار هذه الخلافات واضحة حتى الان، خصوصا في ما يتعلق بالتصليحات الضرورية التي تحتاجها الكنيسة، ولكن الخلاف بين الطوائف يحول دون ذلك.
وتنز المياه من فتحات معينة من سقف الكنيسة الذي عمره اكثر من خمسة قرون، تهدد بمسح الجداريات في الكنيسة ومعظمها يعود إلى العصر الصليبي.
وربما كان أحد مظاهر الخلافات، هو عدم إعلان بطريركية اللاتين حتى الان عن اكتشاف هذه الأيقونات، لأسباب قد تتعلق بعدم رغبتها في إثارة حساسيات مع الطوائف الأخرى، خصوصا وان الجداريات الجديدة قد تكون الأنفس في الكنيسة.
الصور بعدسة ايلاف