إيلاف+

زفاف الأول من نوعه للعوانس والأرامل بغزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فنتازيا الخروج عن المألوف
زفاف الأول من نوعهللعوانس والأرامل بغزة

سمية درويش من غزة: في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي ، نظم في مدينة غزة حفل زفاف جماعيا لعدد من العوانس وأرامل "الشهداء" الذين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي ، بحضور الآلاف من الأهالي وأصدقاء الأزواج وممثلي العديد من المؤسسات الأهلية والرسمية.
وقد حظي البرنامج بدعم من أهل الخير في دول الخليج " الكويت , قطر , السعودية , الإمارات , البحرين , عمان "، حيث ضم الحفل 11 عريسا وعروسا قدمت لهم الجمعية 1000 دولار للعروس وغرفة نوم للعريس ، وتكلفت أيضا بدفع رسوم عقد الزواج وغيرها من تكاليف ومستلزمات الفرح .
وقال الدكتور رمضان طنبورة رئيس جمعية الفلاح الخيرية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني ،أن الحفل تم لنحو احد عشر عريسا وعروسه وان هذا العمل هو البداية وباكورة العمل باتجاه توسيع نطاق المشروع حيث سيتم في غضون شهور تزويج 100 عريس وعروس أخرى .
وأضاف أبو أسامة ، أن الجمعية تكلفت بجميع لوازم حفل الزفاف بدءا من المهر 1000 دولار وغرفة نوم ناهيك عن جميع المستلزمات الأخرى معبرا عن أمله أن يساهم هذا المشروع في الحد من المشاكل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني .

وعبر طنبورة ، عن سعادته بهذا الانجاز ، لافتا إلى أن هذا انجاز تفخر به الجمعية ، وهي الخطوة الأولى فهناك مائة عريس وعروس سيزفون بإذن الله في الأشهر القليلة القادمة ، ونحن منذ خمسة شهور ونحن نجهز لهذا اليوم .

العادات والتقاليد
وأشار إلىأن العادات والتقاليد التي تؤخر زواج الفتاة ليست من ديننا ، وسنقوم بقطع دابر المفاهيم التي تتحدث عن العنوسة وغير ذلك ، فالرسول "صلى الله عليه وسلم" تزوج من سيدتنا خديجة وعمرها أربعين عاما وكانت أرملة ، ونحن لدينا أيضا ضمن البرنامج مطلقات ومعاقين، ونحن نقوم أيضا بمحاربة ما ظهر حديثا من زواج عرفي وسري ، بسبب بعض العادات الضاغطة والظالمة، بحسب تعبيره.
وتقدم طنبورة في بيان طير لـ"إيلاف" ، بالشكر إلى أهل الخير في " الكويت والإمارات والسعودية وقطر والبحرين وعمان " لما بذلوه من جهد وعطاء في إنجاح هذا المشروع العظيم" ، مع العلم بان الدعوة مفتوحة لكافة المؤسسات الخيرية من اجل دعم البرنامج حتى تستطيع الجمعية التمكن من زيادة الإعداد .
وأوضح أبو أسامة ، إنمن الضمانات الخاصة لأرامل الشهداء ان الجمعيةتعهدت بكفالة وحضانة أبناء الشهداء حتى بلوغ سن الرشد ، مؤكدا أن في حالة ازدياد نسبة الراغبين والمسجلين لدى الجمعية سيتم توسيع نطاق المشروع ، وان هناك استعدادا من أهل الخير في دول الخليج العربي لدعم هذا المشروع الذي يعد تجربة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي .


من فاتهن قطار الزواج
واعتبر المبعد العائد الراعي للحفل مصطفى القانوعفي كلمته ، أن هذا المشروع في غاية الأهمية وإبداعيا في تاريخ الزواج في فلسطين وهو باكورة لعمل مستمر ومتواصل والمنطلق من خصوصية المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من ازدياد اسر الشهداء فشيء عظيم وفق وجه نظر أن تجد زوجة الشهيد من يرعاها ويرعى أبناءها ويحافظ عليهم وفي الوقت ذاته يشكل رسالة لزيادة النسل والتكاثر خاصة وان العامل السكاني له أهمية كبيرة على صعيد الصراع مع إسرائيل .
وأشار القانوع الذي أبعدته قوات الاحتلال لخارج قطاع غزة اثر مواقفه السياسية ، إلى أن هذا الزواج سيعطي الفرصة للكثير من النساء اللواتي فاتهن قطار الزواج ولأسباب متعددة قد تكون خارجة عن إرادتهن أن يمنحن فرصة لإقامة أسرة فلسطينية مسلمة متماسكة كحق من حقوقها التي كفلها الشرع .

محكمة الاستئناف العليا
أما الشيخ القاضي ماهر خضير عضو محكمة الاستئناف العليا والمستشار الشرعي لبرنامج زواج العوانس وأرامل الشهداء اعتبر أن هذا المشروع نقلة نوعية للعمل الخيري في فلسطين خاصة في ظل تفشي ظاهرة العنوسة في العالم العربي بشكل عام وانسحابها في فلسطين على وجه الخصوص.
وأضاف القاضي خضير ، أن هناك عدة مبررات لهذا المشروع وفي مقدمتها العدد الهائل من أرامل الشهداء وهن في سن مبكرة حبس أنفاسهن وخضعن لتقاليد وأعراف جائرة تحرمن من التصريح بأنهن ما زلن يتمتعن بقدرة على الإنجاب وبناء الأسر ولهن الحق في الزواج مرة أخرى . وأشار خضير ، إلى انه اشرف على المشروع منذ بدايته وان جميع خطواته تمت وفق الشريعة الإسلامية منذ بداية تقديم الطلب في الجمعية بسرية مطلقة وانتهاء بعقد الزواج وإقامة الحفل الجماعي بحضور المدعوين من الطرفين .

العريس حلاوة
وقال العريس علي حلاوة ، أن دوافع زواجه من أرملة أخيه الشهيد ابتغاء مرضاة الله أولا والحفاظ على زوجة أخيه التي ما زالت في عز شبابها وأبناء شقيقة الاثنين وفي نفس الوقت دفع الشباب إلى المبادرة بالزواج من أرامل الشهداء مشيرا إلى انه لم يفكر بالزواج من أخرى بعد اقترانه بزوجة أخيه الحالية وانه على قناعة بذلك وبادر بمحض إرادته إلى القبول بهذا الزواج ما دام شرعيا. وتقدم حلاوة ، بالشكر الجزيل لجمعية الفلاح الخيرية وعلى رأسها الدكتور رمضان طنبورة رئيس الجمعية ولكل الداعمين لهذا البرنامج مطالبا إياهم بزيادة الدعم .


عروسه أرمله
ومن جانبها قالت العروس وفاء نصر وهي في العشرين من عمرها وعلامات من الخجل والحياء علت محياها لقد قبلت بالزواج من شقيق زوجي الشهيد رغبة مني أولا وللحفاظ على أبنائي ثانيا وضمان بقائهم في نفس الأسرة وحضانتي لهم موضحة أن زوجها الشهيد استشهد في السابع عشر من حزيران "يونيو" من العام الماضي في اجتياح حي السلاطين في جباليا وان لديها طفلا عمره عامان وطفلة عمرها سنة وشهران وتتمنى ان ينعما بالاستقرار والسعادة. وتقدمت بالشكر الجزيل لجمعية الفلاح الخيرية التي أشرفت على هذا البرنامجولدول الخليج المانحين مطالبه أهل الخير بالمزيد في دعم البرنامج حتى لا يصبح هناك لا عانس ولا أرملة شهيد.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 6 اذار 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف