إيلاف+

حب زائد.. غيرة.. فتجسس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


لماذا تحدث السكتة العاطفية بعد الزواج؟

خلف خلف من رام الله: يقولون إن الحب لا يموت موتاً طبيعياً، ولكنه ينتحر أحياناً ويغتال في أحيان أخرى.. ويذهب البعض لمنحنى آخر قائلاً: "الحب حينما يزداد عن حده ينقلب لضده". وكثيراً هي الأحيان التي يتحول فيها عش الزوجية بعد السنة الأولى لسجن يصعب الخلاص منه. فتسمع أحدهم يقول: "زوجتي حولت حياتي جحيماً، هي شكاكة، تراقبني كظلي"، وفي الوقت ذاته، تشتكي بعض الزوجات من غيرة أزواجهن الزائدة عليهن. فماذا يريد الرجل؟، وماذا تريد المرأة؟.

فما ان يلحظ الرجل أدنى عمل من زوجته يتنافى مع رغبته، أو بمجرد أن ترى المرأة عملا من زوجها لا يتوافق مع نفسيتها، يتوقع كل منهما أن يعرب الآخر عن توبته. وليس مغالاة إذا قلنا أن العديد من العلاقات الزوجية تنتهي بالفشل نتيجة خلافات قد يعتبرها الكثير من الناس "تافهة". فذاك قد انفصل عن زوجته لأنها خرجت مع صديقتها دون علمه. أو كونها لا تتقن صنع الطعام. وتلك قد طلبت من زوجها الإطلاق بعد أن سمعته يتحدث هاتفياً مع زميلته في العمل أو كونه يتأخر بالعودة للبيت أو أنه كثير النوم.

ويجمع علماء الاجتماع والباحثون أن أكثر العوامل التي تؤدي نهاية إلى الزواج السعيد، هي الاسترسال الزائد في الحياة الشخصية دون الالتفات إلى الشريك، عدم مشاركة الزوجة بالحوار وإدارة شؤون المنزل، وكذلك أن لا يكن أحد الزوجين أي احترام لعائلة الشخص الآخر وخاصة الأبوين.

التجسس..والحب والغيرة

"ايلاف" سألت عدداً من النساء والرجال هل تتجسسون على بعضكم البعض؟ وما هو موقع الغيرة والحب في حياتكم؟. وهل اختلفت مشاعركم بعد السنة الأولى من الزواج، وكانت الإجابات متفاوتة، والغريب إجماع العديد منهم على الثقة المتبادلة، ولكنهم لم يخفوا أيضا شعورهم بالغيرة المبطنة، وبرود المشاعر مع الوقت.

عبد الله فهد متزوج وأب لثلاثة أطفال، حين سألناه عن الموضوع، تردد في الإجابة، ولكن بعد إلحاح منا قال: "سؤالك متأخراً عن موعده أربعة أعوام، لأني كنت مهتماً بالحب والغيرة والشك وما شابه، ولكن بعد خمسة سنوات من الزواج تتحول الحياة الزوجية لروتين، وتموت هذه الأمور منها.

بينما قالت مروه لطفي- ربة بيت-: "الحب هو من يحكم علاقتنا الزوجية، ولا أنكر أن الغيرة موجودة، ولكنها محدودة، أي في أطار المعقول، ورداً على سؤال أن كانت تلجأ للتجسس على زوجها في بعض الأحيان، قالت: "لا..ولكن في حال ثار لدي ريبه وشك حول أي تصرف يقوم به زوجي..أقوم بالاستيضاح منه".

لا وقت للحب

بينما تقول سميرة محمود- موظفة- أنها استطاعت السيطرة على زوجها منذ أول عام بالزواج، وقد أصبح مثل الخاتم بإصبعها، ولا تنفي أنها تقوم بالتجسس عليه في بعض الأحيان لترى إذا كان يخونها فالحيطة مطلوبة، كما تقول. وتضيف: أنا من يصرف على البيت، ولا أعتقد أن هناك مشكلة في أن تدير المرأة البيت.

أما سعيد والذي رفض الكشف عن اسمه كاملاً فقد قال: "عندما تزوجت العام الماضي كان الحب وحياة الرومانسية هي الصورة الحاضرة في ذهني حول الحياة الزوجية، ولكن مع مرور الوقت وكثرة مشاغل الحياة، أصبح حلم الرومانسية والحب ليس له متسعاً في بالي، وذهبت كل الصورة التي رسمتها في خيالي، فحجم المسؤولية بعد الزواج والتفكير في المستقبل ومستقبل الأولاد يسيطر على كياني ويأخذ جل وقتي..ولا وقت للحب.

اصل الحكاية..

وعلى مدار سنوات مضت، شغلت الخلافات بين الرجال والنساء، الكتاب والخبراء، الذين تنوعت رؤيتهم للموضوع، فتارة تجد أن أحدهم تناول الموضوع من زاوية فسيولوجية، وآخر تناوله من جانب ساخر في محاولة لإيصال المعلومة لأكبر عدد من القراء، وهو ما قام به د.جون غراي حين أصدر كتابه الذي حمل عنوان "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة".

واستهل المؤلف كتابه بافتراض جميل يقول فيه: "أن الرجال كانوا يعيشون في المريخ والنساء كن يعشن في الزهرة وذات يوم نظر احد الرجال إلى الزهرة فأعجبه منظر النساء فأخبر زملاءه فوقعوا في حب أهل الزهرة واخترعوا سفنا فضائية وطاروا إلى الزهرة ورحب بهم أهل الزهرة الذين كانوا يعرفون بفطرتهم أن هذا اليوم سيأتي وكان لهذا الحب وقع السحر، فقضوا أياما جميلة يتعلم كل واحد من الآخر أشياء جديدة".

"ثم قرروا السفر إلى الأرض فوصلوها متعبين وناموا ليستيقظوا وهم يعانون من فقدان ذاكرة اختياري فنسي كل من أهل المريخ والزهرة أنهم كانوا من كواكب مختلفة وأنه يفترض أن يكونوا مختلفين ولم يعد في ذهنهم أي شيء عن الخلافات التي عرفوها عن بعضهم يوم التقوا في الزهرة ومنذ ذلك اليوم بدأ الخلاف بين الرجال والنساء".

كيف ينظر الرجال وتلتفت النساء؟

كما تناول كتاب فرنسي بعنوان "لماذا الرجال ينظرون إلى الشمال والنساء يلتفتن إلى اليمين" للمؤلفين سابرا بروك وجوزيف دولي، العلاقة بين الرجل والمرأة وأسباب الخلافات بينهما، وحسبما جاء في الكتاب فأن التربية تعزز الاختلاف بين الصبي والبنت. ولكن الكتاب يوضح أيضا أن السبب ليس محصوراً في التربية بقدر ما هو كأمن في تكوين الدماغ.

وحسب الكتاب فدماغ الرجل لا يعمل بالطريقة نفسها التي يعمل بها دماغ المرأة. ويدعو الكتاب إلى استثمار هذا الاختلاف في البنية الدماغيّة لصالح الطرفين بدلاً من أن يكون مثار نفار بينهما، وبمعنى آخر أن الدماغين متكاملان، وعدم التعاون هو خسارة للطرفين.
وفي النهاية.ستظل جدلية العلاقة بين المرأة والرجل طالما أن هناك ذكرا وأنثى. وستبقى الآراء متباينة في ما ينبغي على المرأة أن تفعل وما يجب على الرجل أن ينهض به وحدود مسؤوليته، إنها جدلية أزلية حاول الخوض بها، آملين أن نكون قد وفقنا في رصد بعض تجلياتها، ونسينا سهوا ليس إلا أن نقول أن البعض يرى أن البيت بلا مشاكل...هو بيت بلا حياة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف