إيلاف+

إيلاف تعيد فتح ملفات حلبجة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في ذكرى حلبجة إيلاف تعيد فتح ملفاتها
أهالي مدينة حلبجة: الحرکة الإسلامية أجبرت الناس على البقاء ليواجهوا الإبادة


نزار جافمنبون: لم يکن يوما عاديا ذلك اليوم الذي وجد فيه أهالي مدينة حلبجة أنفسهم وجها لوجه أمام تلك الغازات السامة نفسها التي کان يطلقها الجيش العراقي على الجيش الايراني، کان يوما مشهودا ختم نهايته بخمسة آلاف روح بشرية حصدها الموت بمناجله من داخل دور و أزقات و سوح و شوارع المدينة. حلبجة التي طالما کان الحکم البعثي البائد يسلك کل السبل المتاحة و غير المتاحة من أجل السيطرة عليها و قمع أهاليها بکل قسوة، قد دفعت يوم 16/3/1988، ثمنا باهظا لمواقفها الرافضة للنظام البعثي، خصوصا وان المدينة قد شهدت خلال الحرب الدائرة تظاهرة جماهيرية عارمة ضد النظام والتي قمعتها الاجهزة الامنية بکل قسوة لکنها ظلت في خاطر و ذاکرة النظام وکما تروي مصادر مطلعة ان النظام قد وضع منذ تلك التظاهرة"علامة إستفهام"على المدينة وکانت الاجابة طبعا في 16/3/1988. مدينة حلبجة التي کانت الى سنوات قريبة من معاقل الاسلاميين المتشددين"الحرکة الاسلامية خصوصا" و جعلوا منها"طالبان"مصغرة، إنحسر نفوذهم تدريجيا حتى باتوا حزبا صغيرا منطويا على نفسه لا سيما بعد أن مزقته الانشقاقات و الصراعات الداخلية و لايحمل أهالي المدينة لاسيما المثقفون منهم أي ذکرى طيبة عن تلك الفترة السوداء لنفوذهم.


اتهامات للحرکة الاسلامية كمشارکة في الجريمة
الحقيقة العارية تجدها دوما بين الناس البسطاء، وقد ذهبنا الى حلبجة للإلتقاء بأهلها لاسيما الذين کانوا هناك في تلك اللحظات العصيبة، و قد کان أغلبهم حانقين على الصمت و التجاهل الذي يلفهم من قبل الجميع حتى من قبل حکومة إقليم کردستان ذاتها وقد قالت"بيروز کوکوئي 69عاما" التي مازالت تعاني لحد الان من آثار الضربة الکيماوية:"لقد فعلها بنا الملاعلي عبدالعزيز(زعيم الحرکة الاسلامية الکردستانية حاليا)، حين طلب من أهالي المدينة أن يلبثوا في أماکنهم و کان يقول بأنهم ماضون لتحرير المدن الاخرى ولم يخبرنا بانه يهرب مع القوات الايرانية بإتجاه إيران". أما"آسو جلال مواليد 1977"فقد قال:"کنت في حي (کاني عشقان) حين بدأ القصف وقد هربنا و حالة من ذعر و خوف غير عاديين تلفنا، وأذکر بأن خالتي کانت قد أجرت عملية جراحية قبل بضعة أيام کما کانت أختي الصغيرة مريضة وکنت أحملها على ظهري، والحقيقة لم يکن هناك أي جهة تسندنا لکنني أود الاشارة هنا الى حقيقة مهمة وهي ان الحرکة الاسلامية الکردستانية کانت مشارکة في الجريمة لأنها منعت أهالي حلبجة من الهروب من المدينة إذ کان الجميع متأکدين من أن الجيش العراقي سوف يقوم بقصف المدينة بالاسلحة الکيماوية وحتى ان الحرکة بشخص الملا علي عبدالعزيز قد موه على الناس بأنهم والجيش الايراني يتقدمون لتحرير باقي المدن و المناطق الاخرى فيما کانوا يلوذون بالفرار تارکين الناس العزل فريسة لأفظع هجوم بالغازات السامة عليهم والتي کانت برائحة التفاح". وعندما قلنا له، لکن هناك من قال انه کان برائحة الثوم أجاب:"انا احدثك بالذي أحسست به من خلال حاسة شمي، لقد کانت رائحة زکية للتفاح".


ساعدنا الإيرانيون ولکن...
وسألنا"فاروق حمهzwnj; أمين مواليد 1975"عن رأيه و ما إنطبع في ذهنه في ذلك اليوم، فقال:"کانت مأساة فظيعة لازلت أشعر بالقشعريرة تسري في کل کياني کلما تذکرت أحداثها، أناس حفاة و شبه عراة و وجوه مذعورة، أطفال و شيوخ ، نساء مولولات يرکضون هاربين من مدينتهم و کأنهم يهربون من الجحيم، وبالاضافة الى الشهداء الذين سقطوا داخل المدينة، سقطت أعداد أخرى خارج المدينة و هي تحاول النجاة من غازات منتشرة برائحة التفاح. وقبل ذلك کانت الحرکة الاسلامية الکردستانية قد منت الناس بالکثير من الاماني و الوعود التي اتضح فيما بعد إن کلها کانت کاذبة، لقد قامت الحرکة الاسلامية و الملا علي باستغلال الناس من أجل مصالحهم الخاصة. ". أما بخصوص الوضع الحالي للمدينة فقد قال فاروق"هناك الکثير من النواقص و لاسيما في الطرقات و الشوارع، الخدمات البلدية بشكل عام دون المستوى المطلوب، کان يجب أن تتمتع حلبجة بشيء من الخصوصية في مجال الخدمات لکن للأسف هناك إهمال و تقصير".


رجاء دعنا من إيران!!
لم يکن من السهل أبدا الحصول على مسؤول کردي لکي يحدثك عن حقيقة الدور الايراني في کارثة القصف الکيماوي البعثي لمدينة حلبجة، وکان کل مسؤول يواجهنا بحجة و ذريعة ما لکي ينأى بنفسه بعيدا عن"وجع الرأس"هذا. ومن بين أکثر من عضو مکتب سياسي و وزير و مسؤول بارز في المؤسسات التابعة للحکومة الاقليمية، لم يکن هناك إلا "مسؤول کبير"إشترط عدم الاشارة إلى اسمه، حدثنا بصراحة أکثر وضوحا عن حقيقة الدور الايراني في کارثة حلبجة رغم إنه قال في مستهل الحديث:"ماذا تريدون من وراء تسليط الاضواء على الدور الايراني في قصف حلبجة؟ هل أنتم تجهلون حقيقة الدور الايراني على مستوى المنطقة و حتى العالم؟ الدول الکبرى الان مشغولة بمعالجة الازمة النووية الايرانية، الولايات المتحدة و دول أخرى تسعى إلى تحديد و تحجيم الدور الايراني في العراق و لبنان وفلسطين و لکن من دون جدوى، اليوم ايران صارت بمثابة الدينامو المحرك للکثير من المشاکل في العالم ولکن ليس هناك من رادع حقيقي لها، لکن في ما يخص حلبجة، ايران کانت تحتاج إلى ورقة دامغة تدين من خلالها العراق ولا سيما أن الموقف الدولي و بحکم المصالح الدولية السائدة حينئذ کان منحازا بشکل تام الى جانب الحکومة العراقية. الدخول الايراني الى حلبجة و الضجة الاعلامية التي اثارتها ايران من وراء ذلك بالاضافة الى الحقد الذي کان النظام يضمره لمدينة حلبجة، کل ذلك کانت أسبابا وراء القصف الکيماوي لحلبجة يوم 16/3/1988، الجيش الايراني کان بإمکانه ان يحذر الاهالي ليدفعهم للخروج من المدينة الى الاراضي المفتوحة حيث يقل تأثير الغازات السامة تبعا لذلك خصوصا مع وجود حرکة رياح نسبية، لکن ايران و من خلال الحرکة الاسلامية دفعت الاهالي للبقاء في المدينة فيما قامت هي و الحرکة الاسلامية بالانسحاب ليشهدوا من بعيد المأساة و من ثم يعودوا ليستغلوا ذلك" ولما بادرناه بالتساؤل هل ان ايران استغلت الکارثة کاستغلال البعض لقميص عثمان، فاستطرد:"سبق وان بينت لکم، ايران کانت بحاجة الى ورقة ما ضد الحکومة العراقية، وجاء القصف الکيماوي بمثابة هبة من السماء".


کل الطرق الى ايران
محدثنا الاخر"عرفان حمهzwnj; صالح 39 سنة"، فقد قال"قبل القصف الکيماوي للمدينة أتذکر ان الطائرات العراقية قامت برمي قصاصات ورق صغيرة للتأکد من حرکة الرياح کي تقوم على أساس منه بالقصف"کما اتضح فيما بعد"، ولم يکن الاهالي رغم تخوفهم من النظام يعلمون شيئا عن مثل هذه الامور، لکن الجيش الايراني أدرك ان المدينة مقصوفة لذلك سارع لإخلائها مع إدلائه من الحرکة الاسلامية الکردستانية، وأتذکر کيف کانت الحرکة الاسلامية تطمئن الناس إلى ان لاخوف عليهم و انهم في طريقهم لتحرير المدن الاخرى. وهنا أتذکر أيضا ان الجيش العراقي الذي اندحر امام الايرانيين، قام ولأسباب عسکرية بتدمير جسر زلم وبذلك قطع الطريق بين السليمانية و حلبجة وهذا الامر کان دافعا لعدم هروب الناس بإتجاه السليمانية، و بعد ان قصفت الطائرات العراقية المدينة الساعة الحادية عشرة من صباح يوم 16/3/1988، شرع الناجون"وکنت من ضمنهم"بالهروب صوب ايران وقرب منطقة سازان الحدودية قامت الطائرات العراقية مرة ثانية بقصف الناجين الهاربين بالسلاح الکيماوي وهناك شعرت بأنه قد أصابتني الغازات خصوصا حين لم يعد باستطاعتي الزفير رغم ان اعدادا محدودة قد قضت نحبها هناك ولأن المنطقة کانت فسيحة و مفتوحة فقد کان التأثير محدودا". أما بخصوص الوضع الحالي لحلبجة فقد قال عرفان"الاهتمام بحلبجة يدل على مصداقية حکومة إقليم کردستان و يدل على حرصها على تعويض أهالي المدينة عما لحق بهم من مأساة، وقطعا هناك نوع من الاهتمام و هناك مشاريع و حرکة إعمار واضحة، لکنني أجد أن ذلك ما يزال دون المستوى المطلوب".


الطالباني إقترح إبقاء حلبجة کشاهد على المأساة
وإلتقينا السيد حامد الحاج غالب القيادي البارز في الاتحاد الوطني الکردستاني و من أهالي المدينة و سألناه عن حلبجة بمناسبة ذکرى قصفها فقال:"قبل أن يشرع بأي شيء لإعادة بناء و إعمار مدينة حلبجة، إقترح السيد جلال الطالباني إبقاء المدينة على حالها کشاهد حي على المأساة و على ما اقترف بحق الشعب الکردي من جرائم و مآسي طالبا أن تکون بمثابة متحف يروي للعالم الکارثة التي حلت بهذه المدينة بلغة الارقام و رأى أن تبنى في مکان آخر مدينة عوضا منها، لکنهم للأسف رفضوا إقتراحه، وأعتقد لو کانوا قد وافقوا على إقتراحه فإنه کان بإمکانه أن يخدم القضية الکردية أکثر خصوصا مع أولئك الذين ينبرون هنا و هناك و يشککون بهذه الکارثة". وعن رأيه بالوضع الحالي لمدينة حلبجة قال:"حلبجة شئنا أم أبينا صارت اسما و رمزا و عنوانا کبيرا لکردستان على المستوى العالمي وحقيقة أشعر بالخجل حين أمر من أزقات المدينة التي تغالبها الاوساخ و القاذورات، حلبجة في ظاهرها جميلة و حضارية أما في داخلها فللأسف ليست کذلك إطلاقا، وأنا مع ملاحظتي للذي تم إنجازه لمدينة حلبجة، لکن الشهرة الکبيرة لها تدعو و بإلحاح للإهتمام بها أکثر فأکثر، إنها واجهة يتم من خلالها معرفة الکثير عن الکرد و کردستان. حلبجة کانت في سابق عهدها من أهم المدن الکردية تقدما و حضارة و ثقافة وفيها لمع و برز شعراء و کتاب بارزون وهي تستحق أن يتم إيلاؤها أهمية خاصة".


قائمقام مدينة حلبجة: هناك مشاريع و هناك نواقص
وإلتقينا بالسيد"فؤاد صالح رضا"قائمقام مدينة حلبجة و نقلنا له آراء أهالي المدينة عن مستوى الخدمات و المشاريع المختلفة فقال:"لا تنسوا أن حلبجة کانت عبارة عن أنقاض و شبح مدينة، وقد کانت و لاتزال في حاجة ماسة الى الکثير من العمل لکي تکون في مستوى الطموح، کما ان عملية إعادة إعمار مدينة حلبجة ليست بتلك العملية السهلة بل هي عملية معقدة و يمکن لحکومة إقليم کردستان أن تلتفت الى مدينة حلبجة من خلال قرار جدي و إرادة جدية لکي تقوم بإعادة إعمارها من جديد. في مدينة حلبجة، تم إنجاز عشرات الکيلومترات من مد شبکات المياه و المجاري وکل ذلك کما تعلمون تحت الارض وليس بظاهر، وفي مجال التعليم العالي تم فتح کليات و فيها أقسام داخلية لاقامة الطلاب، وفي المجال الصحي، هناك مستشفى من 100 سرير وهناك الى جانبها عدة مراکز صحية. لکننا في الوقت نفسه لاندعي بأن کل هذا قد أنهى مشاکل و نواقص مدينة حلبجة، إذ يمکن من خلال خطة مبرمجة تقديم خدمات أفضل و التسريع في انجاز مشاريع تساهم في تطوير المدينة و تقدمها. وقد تحدثنا بصدد نواقص و مشاکل حلبجة مع السيد رئيس حکومة الاقليم و نائبه وقد وعد سيادته بعد ان إستمع إلى شرحنا المفصل بأن تتم إعادة إعمار مدينة حلبجة بصورة جيدة." وبشأن المشاريع الجديدة في المدينة قال قائمقام المدينة" لحسن الحظ وخلال الاسابيع الماضية تم إفتتاح العمـل في مشروع في حي البلدية في مجال الطرق و المواصلات يکلف 12 مليون دولار وکذلك تم تخصيص قرابة ثلاثة مليارات و ثلاثمئة مليون دينار من قبل مجلس محافظة السليمانية لمشاريع في مجال الطرق و المواصلات أيضا، وهنا لابد من الاشارة الى اننا نعاني الکثير من المشاکل في مجال الطرق و المواصلات، ونأمل من خلال هذه المشاريع و مشاريع مستقبلية أخرى إنهاء هذه المشاکل، وفي سبيل ذلك إقترحنا على حکومة الاقليم، أن يتم تخصيص مبلغ 32 مليار دينار لمعالجة مشاکل الطرق و المواصلات ولو تمت الموافقة عليها فبإمکاني القول ان70% من مشاکل الطرق و المواصلات سوف يتم حلها". في اجابة له عن الاثار المتبقية للغازات الکيماوية على مدينة حلبجة قال السيد رضا:"بالتأکيد لازالت هناك آثار متبقية للقصف الکيماوي، لکن بخصوص ما يشاع من أن الاثار ما زالت متبقية في المياه و التربة فهذا کلام غير دقيق ذلک اننا نشرب من تلك المياه و نحرث و نزرع تلك الاراضي ولو کان الامر کذلك لظهرت الاعراض في الاهالي قطعا لکن لم يظهر شيء من ذلك، غير ان الاثار ما زالت باقية في خرائب المدينة وقد قامت السيدة"هيرو"(زوجة السيد رئيس الجمهورية)بأخذ عينة من تراب تلك الخرائب و أرسلتها لإيطاليا کي يتم فحصها و تحليلها للتأکد من الامر". أما في ما يتعلق بالمصابين الذين لايزالون يعانون من آثار تلك الضربة فقد قال:"عدد الذين ما يزالون يعانون من آثار القصف الکيماوي هو بحدود 286 مصابا لکن هناك إختلاف في الحالات من شخص لآخر، لکن الذين حالتهم سيئة جدا عددهم 69 مصابا وهؤلاء و بقرار من رئاسة الاقليم سوف يرسلون عما قريب للخارج وعلى نفقة الرئاسة للمعالجة و علاج کل فرد منهم يکلف 20 ألف دولار تقريبا".

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الجمعة 16 اذار 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حلبجة
باحث عراقي من المانيا -

للأسف ان يصدر مقالات من عراقي وبشكل مجحف تجاه وطنه وقادته ولا اقصد هنا حكام وانظمة ما بعد احتلال العراق لتدميره وسرقته وهنا اخص موضوع قصف حلبجة وقد اكد ما سأكتب هنا رجال اختصاص وهو ان نوع الغاز المستخدم لقصف مدينة او قرية حلبجة لم يمتلكه الجيش العراقي بل كانت ايران تمتلك هذا النوع من الغاز والدليل الأخر على انه ايران التي قصفت حلبجة هو ان ايران نوع الغاز الذي تملكه بعد رشه يصبح لون الجسد الذي تعرض للغاز يأخذ اللون الآزرق وتم اتهام العراق لآنه حقق انتصارات مهمة ولشيطنة نظامه وكسر شوكته وهي رغبة امريكية وشاهدنا بعدها كيف سعت امريكا بكل ما تمتلك من قوة وسلطة ونفوذ لتدمير العراق والحاق الضرر بشعبه من خلال قرارات دولية مجحفة بحق العراق لحصاره ومن ثم قرار امريكي بريطاني بأحتلاله شكرا للنشر