إيلاف+

العباءة لباس تكتمل وتتميز به الشخصية العربية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ياسر كميل من الديوانية: شهد سوق العباءة العربية في محافظة الديوانية نشاطا غير عادي في الاونة الاخيرة من حيث اقبال المواطنين علي شرائها كونها لباسا تكتمل به شخصة الرجل العربي، ، كما ان الشخصية التي ترتدي العباءة تكون محببة لدى مجتمع القرية او المدينة على حد سواء.
المؤرخون اختلفوا في تاريخ العباءة وظهورها ، لكن قصيدة حسان بن ثابت في حضرة الرسول الاعظم محمد (ص) والتي سميت "بالبرده" يرجح بانها الاصل في التسمية العربيه.. لكن مواصفاتها تختلف عما هي عليه الان كما يقول المؤرخ الاستاذ الدكتور( احمد كاظم )استاذ التاريخ والتراث في جامعة القادسية.
وأوضح كاظم لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة أن البردة (العباءة حاليا) كانت عبارة عن لباس صغير لايتعدى الساق توضع على الكتف ومصنوعة من وبر الابل وتمتاز بأنها ثقيلة ودافئة وكان استخدامها في فصل الشتاء فقط.


وأضاف أن "البرده كانت تنسج بشكل بدائي ، اي ان نسيجها عبارة عن شبك وتشابك للخيوط شبيهه بصناعة الحصران (فرش مصنوعة من جريد النخيل) وخالية من اي نسيج كما هو الحال عليه الان."
وأشار إلى أن "تسمية العباءة لا يزال يختلف من بلد لاخر ،ففي مصر لاتزال تسمى البرده وفي الخليج والعراق تسمى العباءة ،اما في افغانستان فتسمى (البشت ) نسبة لقبائل( البشتون) الذين كانوا يرتدونها ليتميزوا عن غيرهم."


اما السيد جميل الحاج علي( 50 عاما) والذي توارث مهنة صناعة العباءات فقد أوضح لـ ( أصوات العراق) أن صناعة العباءة تبدا من الصوف ونسجه بطريقتين الاولى يدوية وتكون اسعارها عالية تصل سعر الواحدة منها الى مليون دينار ،(750) دولار تقريبا ، والاخرى عن طريق الماكينات التي ادخلت حديثا ، لكن من عيوبها بانها لاتستطيع نسج العباءة التي تغزل باليد اي التي تصنع من الصوف 100% لان الغزول تتقطع اثناء عملية النسج ، وعليه ادخلت الصناعات الجديدة من الصوف والتي تحوي على نسبة من النايلون لتكون قادرة على مقاومة سحب الماكينه اثناء عملية الغزل."
وأضاف أنه تعلم المهنة من والده واجداده وأنه لايزال يستخدم الحياكة اليدوية التي تسمى( الجومة) ، ورغم انها بدائية في عملها وبطيئه الا ان لدى السيد جميل العشرات من العملاء الذين لايروق لهم الا التعامل معه في حياكة عباءاتهم.


وحول تفاوت اسعار العباءة تبعا لنوعيتها وطريقة البيع ونوعية الزبائن ، يقول السيد جميل " انها مكلفه جدا بل ويتحمل الاشخاص كثيرا من الاذى بسبب ارتفاع أثمانها ، لكني لا اطالبهم بتسديد المبلغ نقدا وانما اقساط لاني اتعامل مع الفلاحين الذين يكون رزقهم موسمي معتمدا على ماتنتجه اراضيهم من زراعة ليبيعوها ويسددون المبلغ من خلالها."


وأضاف أن للعباءة انواع منها الخفيف الذي يسمى "البشت" والذي يكون معقدا جدا في حياكته ومكلفا في سعره ومنها العباءة السميكه والتي تكون اقل كلفة من سابقتها.
وعن انواعها قال السيد جميل إن للعباءه انواع منها الفراتية والغربية ، فالفراتية لونها اما اسود او احمر داكن اما الغربيه فيكون لونها أبيض او احمر.


أما السيد محمد السيد جاسم (54 عاما) ، وهو ايضا ورث مهنة خياطة العباءات من ابائه ، فقال لـ ( أصوات العراق) إن اسعار الخياطة شهدت هي الاخرى ارتفاعا ، حيث يصل سعر خياطة العباءة بالحرير الطبيعي الاصلي الى مليون دينار عراقي.
وأضاف أن دخول العباءة الجاهزة التي غالبا ما تدخل على شكل قماش بدون خياطة جعل الناس يقبلون عليها خصوصا السورية منها لقلة تكاليفها واثمانها فهي لاتكلف اكثر من 150 الف دينار وحتى تصل لخمسين الف دينار.


اما الشيخ ابو طالب وهو رئيس عشيرة من عشائر" الاكرع" فقال لـ ( أصوات العراق) إن لبس العباءة يعتبر تكملة للشخصية المحترمة واستكمالا لاناقة الرجل ، ونوع العباءة ومرتديها ينعكس بايجابية على حضوره في الدواوين وخصوصا في الريف اما اهل المدينة فانهم الان لا يرتدون العباءة وهم يرتدون ملابس رسمية البنطلون والقميص لانهم يشعرون بانها تجعل من الرجل ذات هيبة ووقار.
وأضاف "تفاخر الرجل بالعباءة في القرية او المدينة حالة جديدة لكنها في الواقع جيدة من حيث الالتزام بما تحمله من معاني الوقار والاحترام حتى يشعر من يرتديها بانها قانون لايمكن تجاوزه."

أصوات العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف