آباء يشكون من جفاء ابنائهم بعد تقدم السن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سهير جرادات من عمان: "سرة" كان لها من اسمها نصيب .. سرة قضت خمسين عاما من عمرها ترعى اخوتها واخواتها الستة وتدخل السرور الى نفوسهم بعد وفاة والديهم الا ان شكرهم لها جاء خلافا لحساباتها حيث وضعوها في مأوى للعجزة .
.." توفيت والدتي بعد والدي بعامين واصبحت مسؤولة عن اخوتي واخواتي فرفضت كل من تقدم لي للزواج وتفرغت لرعايتهم وهم "لحمة طرية" وكنت لهم الام والاب "بحسب قول "سرة " لوكالة الانباء الاردنية .
وتضيف سرة 67 عاما "ولما اشتد عودهم وقوي عظمهم شق كل منهم طريقه في الحياة منهم من هاجر ومنهم من تعاقد للعمل خارج المملكة فاصبحت وحيدة في بيت العائلة بعد ان زوجت اصغر الشقيقات في احدى المحافظات "..
الى ان جاء يوم زوجت فيه شقيقتها ابنها الوحيد ولم تجد له منزلا مناسبا سوى بيت العائلة الذي تسكنه شقيقتها " سرة" فعرضت عليها ان تودعها باحد مراكز ايواء العجزة ليعيش وحيدها مع عروسه في منزل
.."يبلغ عدد دور المسنين التي تشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية اثنتى عشرة دارا تضم "296 مسنا " ثلثهم من النساء " حسب احصائيات وزارة التنمية الاجتماعية.
"سرة" التي تعودت على العطاء لم تتردد بالموافقة على طلب اختها ودخلت مركز الأميرة منى لرعاية المسنات في محافظة الزرقاء منذ سنتين بحسب قول رئيس الجمعية الأرثوذكسية الخيرية المشرفة على المركز الأب فرح حداد.
.." 12 الف قضية اقامتها نساء من الاردن ضد الابناء والاخوة للمطالبة بحقوقهن الشرعية سجلت حتى نهاية عام 2006 " حسب الباحث الاجتماعي في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي .
"سرة" تدعو لاخوتها بالخير وترفض الاجابة على سؤال " هل يزورك اخوتك واخواتك ؟" وتنكر عدم سؤالهم عنها وتكابر بقولها " هم بعاد .. مش بالبلد" الا ان مديرة الدار"ام بهاء " تؤكد ان شقيقتها هي الوحيدة التي تزورها وفي المناسبات .
"سرة" تترجم المثل الشعبي " غلب بستيرة ولا غلب بفضيحة" وتتحمل الاساءة وتدفع الثمن بالسكوت وقبول الواقع المر وترفض الاساءة اللفظية للاخوة" حسب الاخصائي النفسي الدكتور جمال الخطيب .
وتشير دراسة أجراها الدكتور صلاح اللوزي من برنامج العمل الاجتماعي في الجامعة الأردنية.."أن كبار السن إذا ما تعرضوا لإساءة مهما كان نوعها لا يعلنون عنها لعدم توافر بديل لهم ولاعتبارات اجتماعية تعتبر وصمة عار بحقهم وبخاصة إذا كانت من الاخوة او الابناء ".
" مسرورة وسعيدة " بهذه الكلمات تجيب "سرة" عن شعورها بمناسبة عيد الام الذي يعني لها الكثير لممارستها دور الامومة مع اخوتها واخواتها طوال سني عمرها .
الاخصائيان النفسي والاجتماعي يفسران ما حصل مع " سرة" بانه نموذج للطمع والجشع ونكران الجميل الذي ينعكس سلبا على الشخص الذي لم يتلق رد الفعل المناسب على عطائه فيشعر بالغبن والاحباط والكابة .
الباحث الاجتماعي يبين ان مشاهدة الدور الذي تقوم به الام والجدة في تنشئة الاجيال لها دور كبير في رفع مستوى العاطفة والحنان لدى الانثى التي حباها الله بهذه العاطفة .