مائدة السينات السبع في نوروز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خسرو علي اكبر: منذ الساعات الاولى من فجر يوم الثلاثاء المصادف 20 مارس، يتهيأ الايرانيون لأهم أعيادهم التاريخية واكثرها اصالة الا وهو عيد نوروز المعروف باللغة العربية بعيد، وتقتضي التقاليد،اعداد مائدة تعرف بمائدة هفت سين، أي الأشياء التي تبدأ بحرف السين، اذ لايستقيم عيد رأس السنة الجديدة من دون اعداد جيد لمائدة السينات السبع، حيث يجتمع أفراد الأسرة حولها بانتظار شروع السنة الايرانية
سبزه : أي الخضرة وترمز للحياة الجديدة
سمنو :حلوى ايرانية ترمز للوفرة والبركة.
سركه:الخل ويرمز للنضج الذهني والسلوك الحكيم.
سنجد:ثمرة برية يشبه العناب ويشير الى الحب والعطاء.
سكه : مسكوكة نقدية ترمز للثروة.
سير:الثوم ويرمز للصحة والعلاج.
سنبل:السنبلة وترمز الى جمال الطبيعة.
وقد يعوض عن واحد منها بالتفاحة التي تبدأ هي الأخرى بحرف السين في اللغة لفارسية "سيب".
ويتم اشعال الشموع المنتشرة على المائدة والموضوعة مقابل مرآة ترمز للخلق.اضافة الى البيض المطلي بالوان مختلفة والذي يرمز الى الخصب واواني الماء والقارورة التي يتواجد فيها السمك الأحمر.
وقد انتشر الاحتفاء بين شعوب تقطن خارج الحدود الجغرافية لايران، اما بحكم التاريخ المشترك كما هو الحال مع الأفغان والطاجيك والكورد والبلوش والاذريين، او بين شعوب كانت جزءا من الامبراطورية الأخمينية "الهخامنشية"التي عرفت بالتسامح واحترام الأديان، وربما لهذا السبب نشاهد الأحتفال بعيد نوروز في مصر ولبنان والعراق وتركيا وبعض المناطق في اليونان ودول البلقان.
وربما صار حضور السمك الاحمر في القوارير الصغيرة،شرطا الزاميا في مائدة هفت سين في العقودالأخيرة، ففي اللوحة الشهيرة التي أنجزها أحد عمالقة الفن التشكيلي الايراني كمال الملك والمعنونة بمائدة هفت سين لايلحظ اي اثر للسمك الأحمر.واللوحة معروضة في متحف قصر سعد اباد في العاصمة طهران.
ويتواجد حاليا مئات الباعة الجوالين الذين ينصبون قوارير السمك الأحمر على رفوف مؤقتة في المحلات الصغيرة والكشكات، وقد تضررت تجارتهم هذا العام بسبب اشاعات افادت بخطورة ملامسة السمك الاحمر، لأن ذلك قد يتسبب بأمراض جلدية خطيرة، الأمر الذي كذبته وزارة الصحة الايرانية واعتبرته مجرد اشاعة بلا اية مصداقية علمية.
وما له أهمية في عيد نوروز هو احتفال جميع القوميات الايرانية بهذا العيد التاريخي الذي لايتعارض مع تعاليم الأديان السماوية بعيدا عن السجال السياسي بين الاحزاب السياسية القومية التي تصر على ربطه بالاحلام الامبراطورية الفارسية وبين النخبة السياسية الحاكمة التي تصر على شرعيته وفقا لأحاديث للنبي محمد ولأئمة الشيعة، ولهذا تحرص العائلات المتدينة على وضع نسخة من القرآن الى جوار مكونات المائدة تيمنا به.
يقول احد طلبة العلوم الدينية من مدينة سوسنكرد :"ان مراجعة تاريخية لبعض الاديان الاسلامية ستكشف لنا الجذر الوثني لهذه الأعياد، لكن الدين الأسلامي وضع لها اطرا اسلامية تتناسب مع روح الدين الاسلامي، فما الضير اذا في عيد يحتفي به المسلمون بالربيع والطبيعة الزاخرة بأيات تدل على عظمة الخالق ".