إيلاف+

کورديات حاکمات و.. مذبوحات!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

کورديات اوربا: الحب خارج الاسوار و الحدود


نزار جافمنبون: لفتت المرأة الکوردية أنظار المستشرقين من حيث منزلتها الاجتماعية و الدور الذي تظطلع به قياسا الى نظيراتها في منطقة الشرق الاوسط. وقد اشار الانکليزي "ج. د. أدموندز" في کتابه(کرد ترک عرب)، وکذلک الهولندي"مارتن فون بروين سن" في کتابه(الآغا، الشيخ و الدولة)، الى الاستقلالية النسبية التي تتميز بها المرأة الکوردية في الوسط الاجتماعي سواءا على صعيد القرية أم المدينة. هذا الامر قد وجد صداه في شخصيات نسائية بارزة مثل"عادلة خانم" زوجة"عثمان باشا جاف"التي کانت الحاکمة الفعلية لمدينة حلبجة في العهد العثماني، وکذلک هناک"حفصهzwnj; خانم النقيب"في مدينة السليمانية وتميزت هي الاخرى بدور إجتماعي بارز في زمن کانت المرأة في عموم الشرق "نسيا منسيا". هذه الحقيقة وضعناها أمامنا ونحن نتناول موضوع يتعلق بالجالية الکوردية في اوربا، وسعينا من خلال هکذا تحقيق صحفي متواضع أن نستشف شيئا من ذلک الامر و وقع صداه على کورديات هذا الزمان وفي وسط المجتمعات الغربية المتقدمة و المتطورة من مختلف الاوجه.


المجتمع الکوردي (المدني) وأحداث منطقة شيخان!
الاحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة الشيخان قبل مدة على أثر قصة الحب التي جمعت بين کوردية مسلمة و کوردي أيزدي، ذکرتني بقصة حب جميلة لشاب و شابة مسلمة تمردا على رفض عائلتيهما لعلاقتهما و لجئا الى أمير الأيزديين"مير باعدلي"(أي الامير العادل)، حيث أجارهما ووفر لهما کل أسباب الطمأنينة و الراحة. الحب الذي لايعرف لغة تعلو على مفرداته المرهفة و لا يعترف بعوالم غير عالمه المغرق بالرومانسية و الشفافية، لطالما إصطدم بجدران الرفض والتي وإن تنوعت فإنها تلتقي جميعها في نقطة واحدة و هي الحيلولة بين جمع قلبين تحت سقف واحد. غير ان المانع الاکبر و الاخطر بوجه الحب وعلى مر التأريخ کان و لايزال عامل الدين حيث ان لموقفه الصارم وقع خاص يتردد صداه في عمق المجتمعات الشرقية بوجه خاص جدا.


وقد جاءت المواقف الرسمية الکوردية"المستغربة"لمشکلة الشيخان، تعکس في حد ذاتها قصورا فاضحا في التعاطي الرسمي الکوردي مع القضية الاجتماعية و عدم تفهمها لجوهر المشکلة الاساسي والذي يکمن في إشکالية"الموروث الديني ـ الاجتماعي"التي تئن تحت طائلتها نساء الشرق برمتهن"والکوردية واحدة منهن بالطبع" والتي لايمکن تحقيق أي تقدم من دون التصدي الحذر و الجدي لها.
وقطعا لم أجد نفسي تواقة لنقل کلام مزرکش و براق بخصوص ماتم و مايجري بخصوص تقدم و رقي بنات حواء من العرق الکوردي، بل وجدت نفسي منساقة لتتبع القضية من روحها و قلبها النابض، أي من الانثى الکوردية ذاتها، وکما قالت العرب"وعند جهينة النبأ اليقين"!

کلام کثير للرجال و فعل أقل من القليل!
واقعا يجب الاعتراف بان إختراق السور الانثوي الکوردي لم يکن سهلا"حتى في اوربا" رغم إنه کان ذو نکهة خاصة، ووجدت نفسي مضطرا للاستعانة بقريباتي لإستجلاء الآراء و إستکناه قرارة الانفس الانثوية بحثا عن أجوبة للحدود المسموحة للحب الکوردي لکن ذلک لم يمنع من مقابلتنا لفتيات و نساء جريئات تحدثن بصراحة ملفتة للنظر وحتى انهن فاجأننا بجرأتهنا التي فاقت حدود تصوراتنا سيما حين بادرت"سوما"وهو الاسم الصريح لفتاة کوردية في مقتبل عمرها بانها تريد التحدث معي شخصيا عوضا عن "مندوبتي". سألت سوما التي ولدت و تعيش مع أبويها في المانيا: ماهو الحب أولا؟
قالت سوما وهي تغرز نظرات عينيها في کل نقطة من وجهي: الحب يعني أن تکون حرا في مشاعرک و صادقا في التعامل بها.
+ هل مررت بتجربة حب؟
ـ نعم وأکثر من تجربة ولم أجد الحب الصادق إلا خارج أسوار قوميتي و ديني!!
+ مالسبب بنظرک؟
ـ الرجال عندنا يتکلمون کثيرا لکن يقابله فعل قليل بل وحتى أقل من القليل.
+ هل تقصدين الرجال الکورد فقط؟
ـ کلا أبدا، کل الرجال الشرقيين و خصوصا المسلمين منهم تجمعهم خصال"غير حميدة"بالنسبة للمرأة، کلهم من نفس الطينة!
+ممکن توضحي المسألة أکثر؟
ـ الشرقي بشکل عام، لو إرتبطت به فتاة شرقية فإنه يتصور إنها أصبحت من ضمن ممتلکاته الخاصة، وإذا ما فکرت بالابتعاد عنه حتى لأسباب وجيهة فإنه يلجأ"من ضمن مايلجأ"الى اسلوب التشهير بها، وقصة ذلک الشاب الذي فضح فتاة من خلال هاتفه النقال في هولندا و تسبب الامر في مقتلها مازالت عالقة في الاذهان. بصراحة الاوربي وغير الشرقي بشکل عام لايلجأ الى هکذا اساليب وضيعة و غير انسانية من أساسها.
+لو کنت في کوردستان هل کان موقفک سيکون بنفس هذه القوة؟
ـ تأکد من ذلک تماما!
الحب هو أن تقول الحقيقة
ئاريز، ذات التسعة عشر ربيعا والتي کانت تلبس ملابس فاضحة بعض الشئ، باغتت"موکلتي"بقولها: الحب هو أن تقولين الحقيقة کما هي ومع الشباب الکوردي يجب ان تقولها الکوردية لمرة واحدة فقط وبعدها تدفن مشاعرها و احاسيسها إذ ان الحب کما يقولون لايأت إلا لمرة واحدة في العمر وهي برأيي کذبة کبيرة، فالحب يستمر مع إستمرار الحياة".
وعندما سألناها: ماهو الحدود المسموحة للحب؟
قالت ضاحکة: إنها مباح من کل النواحي وإلا فهو مجرد کذبة!
و بادرناها بالسؤال: منذ متى وأنت في اوربا؟ قالت:"منذ بضعة سنين لکن حتى وانا في کوردستان کانت هذه هي قناعاتي".
غير ان"کلناز"تجرأت بعض الشئ وهي تجيب على اسئلتنا وقالت: الحب ليس هو الجنس کما يتصور الرجال انه يعني عثور الفتاة على شاب يعرف کيف يستولي على مملکة قلبها.
ـ وهل استولوا على مملکة قلبک؟
لا..أعتقد لا، لأن الحب يعني أن تجد الفتاة شابا يهتم بها لذاتها وليس للنبش في ماوراء ملابسها الداخلية!
ـ أيهما أفضل کحبيب الکوردي أم غير الکوردي؟
الحب لا يعرف لغة الاعراق، لکن هناک مشکلة تکمن في عقلية الشاب الکوردي خصوصا الذين قدموا قبل بضع سنين من کوردستان و لازالوا يفکرون بعقلية تلک المجتمعات التي هاجروا منها، وکما تعلم هنا الامر مختلف تماما، قيم أخرى، مجتمع آخر، علاقات إجتماعية متطورة.
إنهن کاذبات و فاسقات!
لم أجد بدا من إقحام الشباب الکوردي في هذا الموضوع المثير من نواح عديدة، ولذلک سألنا"شاهو عزيز"من مدينة بون عن حدود الحب المسموح للفتيات الکورديات، فقال وهو أشبه بمن يتهکم: انهن يجدنه عند الشباب الالبان و الاتراک و الالمان لکنهن يفتقدن ذلک عند الشاب الکوردي!
ـ ولماذا؟
لأنهن کاذبات و فاسقات!
ـ وهل الحب خارج حدود القومية يعني الکذب و الفسق؟
نعم ولا لماذا لا يمنحن الشباب الکوردي نفس الذي يمنحنه لغير الکوردي؟
ـ ألا ترى بانک تخاطبهن بلغة التهديد و الوعيد؟
وماذا يفيد ذلک؟ انهن يقمن بکل شئ، لقد انتهى کل شئ هنا في اوربا، لامجتمع و لاقيم و لادين!
ـ هل تصلي؟
وماعلاقة الصلاة بالموضوع؟
ـ انت تتحدث عن الدين فکيف تدعو الفتيات لأمر انت لاتطبق شعائره؟
المرأة الحقيقية هي التي تلتزم أکثر من الرجل، الدين جاء لکي يحفظ المرأة!
وکأن الانثى لاتملک قلبا کي يحتضن الدين، وقد ذکرني قول هذا الشاب بقول الکاتبة العراقية"فاتن نور" وهي تقول:"ليس للأنثى الا الدعاء و التسبيح"!!
أما ناصر محمود من بريطانيا، فقد قال، ليس من السهل أبدا التخلي عن قيمنا وأنا لن أستطع أبدا تقبل أو رؤية کوردية في حضن أجنبي، إنه أمر يجري في دمي وعلى الاسر الکوردية الانتباه الى موضوع تربية البنات کي لا يصبحن نساء مشوهات!
کورديات اوربا قمة الالتزام
اورنک من السويد التي تحدثنا معها عبر الانترنيت، قالت وهي تحاول دفعنا للإستغراب: عن أي حب تتحدث؟ الحب قد صار"تقليعة"قديمة عفى عليها الزمن، إذهب للسليمانية لترى أين وصلت الامور؟
ـ وأين وصلت؟
هل سمعت بمناطق مخصصة للقاء العشاق حيث يأخذون کامل حريتهم؟ هل سمعت عن أن هناک حب مثلي بين الفتيات هناک؟ و و و کلام کثير، دع الفتيات الکورديات في اوربا وشأنهن فأنهن قمة في الالتزام.
ـ وهل تقصدين ان الفتاة هنا لاتمارس شيئا خارج حدود العائلة و القيم المتعارف عليها؟
نعم أقصد ذلک، والدليل ان عبورها لتلک الحدود تکلفها حياتها، وبالامس القريب قتلوا کورديات في المانيا و السويد و بريطانيا و هولندا بل وقد ذبح البعض منهن! وکل ذلک بسبب من أنهن تجاوزن حدود المسموح لهن.


وهناک أيضا أصواتا مغايرة تماما
نرمين، أبنة الستة عشر ربيعا من الدانمارک، تقول"صحيح أن هناک حبا ينبض في القلب، لکن هناک أيضا عقل يتحکم بالقلب، القلب هو الفتاة و العقل هو المجتمع" و واقع الامر أنها لم ترض أبدا بإعطاء أية إجابة أخرى غير التي أفادت بها.
أما نازنين محمد من النرويج، فقد قالت في اجابتها على الحب خارج الحدود المتعارف عليها"الحدود التي يجب أن لاتتجاوزها الفتاة أبدا، هي حدود العائلة و المجتمع و الدين، ومن تجتاز ذلک فلن تلوم غير نفسها رغم ان اللوم في کثير من الاحيان لاينفع" ولما سألناها عن رأيها في الارتباط العاطفي بغير الکوردي قالت بشئ من الغضب"إذا کان إقتران و کان مناسبا من النواحي الاجتماعية فلاضير، أما غير ذلک فلا وألف لا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف