من هو الايرااني اليوم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خسرو علي أكبر باريس: يأخذ موضوع الهوية الايرانية أهمية خاصة في السجال الفكري الايراني مستقطبا اهتمام النخبة السياسية والفكرية منذ بدايات القرن الماضي، ويحتفظ سؤال " من هو الايراني؟" بحيويته ولايتسم بالتقليدية
ان الهدف من هذا التحقيق الذي أتمنى أن أتبعه بسلسلة من التحقيقات عن القوميات المكونة للنسيج الايراني هو تقديم صورة عن الشأن الايراني مغايرة للصورة التي قدمها الاعلام العربي الموتور والمستمد أفكاره من خطاب قومي مأزوم تارة (وصف الايرانيين على الدوام بالفرس المجوس)، ومن خطاب طائفي متخلف (رفع سلاح الطائفية المقيتة وروج لمقولة الروافض)،وآخر أشاع خطر الهلال الشيعي تبنيا لمواقف رسمية
من هو الايراني؟
في بحث قيم حمل عنوان"أشتات عراقية:البشر كلهم مهاجرون يورد الباحث والكاتب العراقي الأستاذ علي الشوك أراء الباحث مالوري في تعريف الجذر اللغوي للمفردة :" ان هذه الكلمة ذات الدلالة الاثنية، تقترن بصورة أساسية، بالأقوام الهندية - الايرانية، وعلى وجه الخصوص بالايرانين. وقد اشتق اسم (ايران) منها (من صيغة الاضافة الدالة على الجمع Airyanam الواردة في كتاب الأفيستا (كتاب الزرادشتيين المقدس)، ومنها تحدرت كلمة eran ثم iran. وكان هذا المصطلح يستعمل أيضاً في الهند للدلالة على شخص ينتمي الى جماعة (أي من الرعية). أما أن هذه التسمية الاثنية كانت مقتصرة على الأقوام الهندية - الايرانية، فيصعب القطع في ذلك. هناك قرينة محتملة في اللغة الحثية على سبيل المثال، تعني "قريب، بمعنى أحد الأقارب، أو صديق". ثم يقول مالوري في موضع آخر من كتابه "في البحث عن الأقوام الهندية - الأوروبية": "يقدّم سيمرني خلاصة وافية عن كل المناقشات التي تتعلق بكلمة arya ويخلص الى القول بأنها ليست هندية - أوروبية، بل ترجع الى أصل شرق أوسطي، أو أوغاريتي (كنعاني) على الأرجح، بما يعني "أحد الأقارب، صديق". ولعل الكلمة الأوغاريتية المقصودة هي (رع)، وتعني "قريب، بمعنى أحد الأقارب، صديق"، وهي ذات صلة بمادة (رعى، يرعى)، ومنها الراعي، وكذلك الرعية والرعايا، كما في العربية...
من جهته يتساءل الصحافي الايراني علي عبد حق عن امكانية اعتماد الحد الجغرافي معيارا للهوية الايرانية ويسوق عددا من الامثلة التي تسحب البساط من الجغرافيا كعنصر اساسي في صوغ الهوية، خصوصا مع بلد ذي خارطة امبراطورية امتدت من اليونان الى شمال افريقيا وشملت بلدان عديدة كمصر والعراق وبلاد الشام، فالخرائط وكما معلوم تاريخيا في انحسار وتوسع دائم فمثلما لايمكن اعتبار المصري ايرانيا بسبب انضمام مصر وعلى مدار قرون لخارطة الامبراطورية الاخمينية "الهخامنشية، لايمكن كذلك الغاء الوجود الايراني بسبب حكم السلوقيين لايران أو الغزو العربي لها، ومثلما يخفق العامل الجغرافي في تقديم ركيزة اساسية لتحديد الهوية يستحيل لايقدم عامل الحد التاريخي نتائج مرضية (المقصود منه هو التاريخ المشترك لجماعة بشرية معينة)، ومعلوم أن عاملا كهذا لايصمد من منطلق موضوعي في مواجهة امتزاجات واختلاطات مع جماعات بشرية اخرى تنفي عنه صبغة النقاء الخالص، كما ان الانفصال أو التجزئة التي طرأت على جماعة واحدة جعل الحد التاريخي عاملا ملتبسا و قليل الوضوح والاضاءة،فمع الأخذ بنظرية هجرة الأقوام الآرية وتشعبها بين هضبة ايران والهند والمانيا سنكون ازاء حالات تسع من الانتماء لجماعة واحدة لاتنسجم ست منها مع الواقع كأن يكون الهندي ايرانيا والايراني المانيا والالماني هنديا.يوضح الباحث الايراني حسين خوشرو الحد التاريخي بانه يختلف عن العنصر العرقي، ففي الأول ثمة انتماء لحدث تاريخي هو المعيار في تحديد الهوية، فيم يضع الثاني النقاء العرقي شرطا للانتماء.كما انه يقصي قوميات حسمت انتماءها لايران مع انها لاترتبط بالقوميات الارية الاخرى بتاريخ مشترك، فلا أحد ينكر على عرب ايران ايرانيتهم رغم انهم لايشتركون من الناحية التاريخية بحدث الهجرة الآرية.
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 3 نيسان 2007