علاقات الحب بين الشرقيين والأوروبيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علاقات الحب بين الشرقيين والأوروبيات: عالم يحفل بالمتناقضات!
هناك من لجأ إلى العرافين وألاعيبهم من أجل إرجاع حبيبته
القصة تبدأ أساسًا من الإختلاف، إختلاف يتجلى في کل شيء، يبدأ من الاسم والبشرة واللون لينتهي بالقيم والعادات والتقاليد. الشرقي المشرئب بقيم مجتمع"سيادة الرجل"، لن يکون عليه سهلاً أبدًا أن يتقبل ببساطة فکرة المرأة المتحررة من کل شيء والتي لا تساويه فقط وإنما قد تترجح کفتها عليه في کثير من الوجوه.
أنت لي!
أنت لي، قالها نزار قباني في واحدة من قصائده، وهي عبارة تحمل في ثناياها معاني بليغة ومعبرة لحب السطوة والتملك لدى الرجل، إنه يريد إلى جانب بذلته وسيارته وعلبة سيکارته، إمرأة خاصة به، له وحده، تذوب فيه وجدًا وتتحطم لو جفاها يومًا. هکذا بدأ بالکلام"أ. ب" العراقي الذي قدم إلى ألمانيا منذ أکثر من عشر سنوات، لقد قال: "ليس الأمر بيدي، أنا لا أتمکن من تقبل فکرة أن تفکر المرأة التي تعيش معي تحت سقف واحد برجل آخر. أنا أريدها لي فقط لي". وروى قصة حب تراجيدية جمعته بفتاة ألمانية کانت "متيمة" به في البداية ثم وبعد أن"شبعت"منه بحسب تعبيره، "لبسته" أي أهمتله بالتعبير العراقي الدارج. وحين سألته عن السبب الذي دفعهما للإختلاف ومن ثم الإفتراق، قال والحزن يغلب على کلامه: "المراقص والحفلات والمناسبات التي لا تنتهي وکذلك إعتدادها الأکثر من اللازم بنفسها مع مصاريفها الکثيرة الملقاة في أغلب الأحيان على جيبي المتعب، مع شعورها بالسأم من نصائحي المتکررة لها. وقاطعته متسائلاً، وهل تزوجتها؟ أجاب: "عرضت عليها الزواج لکنها إشترطت علي أمورًا کثيرة کان أبسطها أن أنسلخ من جلدي کعراقي!"
کذب المتنبئين و دجل العرافات!
لکن القصة تختلف مع"ف. ب"من العراق أيضًا، إذ إنه وبعد قصة حب جارفة جمعته لعدة سنين بفتاة روسية متجنسة في ألمانيا، ترکته ذات يوم ومن دون أي سبب وهددته إن إقترب منها! صاحبنا هذا بدأ يضرب أخماسًا بأسداس حتى تفتق ذهنه عن فکرة هي بالأحرى مسوغ يواسي به نفسه لهجرانها له، لقد تصور صاحبنا المسکين أن ثمة "حاسدا"و"عاذلا"من أصدقاء السوء قد عمل "سحرًا أسود" وجعله أسود کالفحم في نظرها! والقصة لا تنتهي هنا، بل تتخذ مسارًا آخر، إذ يشرع هذا المتيم في الإتصال بمعارفه في العراق ليذهبوا إلى النجف ليتصلوا هناك بعراف له خبرة في فك طلاسم السحر الأسود کي تعود بعدها فتاته إلى أحضانه، وجرب ذلك وجرب حتى سحر الباکستانيين والهنودودجلهم في سبيل ذلك، ويقول إنه ولمجرد لقائه باکستانيا يعمل في مجال "العرافة" فقد کان عليه أن يدفع 100 يورو، وأکد أنه قد صرف حتى الآن أکثر من خمسة آلاف يورو في هذا السبيل لکن من دون نتيجة. وقال إنه سيستمر حتى يبدد هذا السحر الأسود الذي دمر سعادته!
يانا.. قالت لنکن أحرارًا و قلت لم لا؟
أما منصور مقدسي من طهران، فيروي لنا قصته من زاوية تدعونا إلى ملاحظة أنه بات أقرب من السابقين في فهم أصول اللعبة. يقول مقدسي: "بدأت علاقتي بيانا في الجامعة، وقد کنت بحاجة ماسة إليها لقد ساعدتني على تکوين
دونجوان من دمشقوعاشقة من براغ
أما الدونجوان السوري "ن. ب"، فقد قال: "منذ البداية کنت أعلم بأنه لا مستقبل لأي علاقة حب بين شاب شرقي وفتاة أوروبية خصوصًا إذا إنتهت بالزواج، ذلك أن هذا الزواج يحمل في داخله الکثير من أسباب فشله، ولذلك سلکت الدرب الأصح و الأکثر واقعية وهو إقامة علاقة حب لأغراض عاطفية ـ غريزية في آن واحد، من دون أن أذهب بعيدًا في أحاسيسي ومشاعري
أما آلن "البلجيکية" التي تعرفت إلى الشاب العراقي آکو، فقد قالت وبکل صراحة: "أنا أعشقه وأحب کل شيء فيه حتى عندما يثور"، لکن آکو إبتسم وقد بان على محياه شيء من الخجل وقال: "إننا مجرد صديقين لکنها تصر على منح علاقة الصداقة في ما بيننا بعدًا آخر".
وهناك أيضًا من يقول شيئًا مغايرًا
عرفان صالح و إيلينا الجيکية أقاما علاقة حب حميمة على الأراضي الفرنسية، وقد قال عرفان: "وجدت في إيلينا الإنسانة التي أبحث عنها منذ زمن طويل، وهي تحمل الکثير من مواصفات فتاة أحلامي والشيء الذي اتفقنا عليه هو الصدق و الصراحة"، أما إيلينا فقد قالت: "أحببت عرفان لأنه شاب صبور و يتحمل الکثير من المشقات وهو مثالي في بناء نفسه وحياته، وقد أعجبت به منذ البداية لأنه يؤمن بحرية المرأة ولا ينظر إليها کمجرد تابع له". والمثير في الأمر أنهما متفقان على متابعة حياتهما من دون زواج ويقضيان ساعات طويلة معًا في "هناء دائم"، کما يقول عرفان. وقد قالت إيلينا: "منذ البداية إشترطت على عرفان بأن نکون أحرارًا في رفض أحدنا الآخر إذا ما حدث أمر ما وغير من مزاج أحدنا حيال الآخر". أما عرفان فقد قال: "صحيح أن هذا الشرط قد يکون ثقيلاً على شاب شرقي لکنني "بلعته" لحبي الکبير لها".
قصص إنتهت بزيجات و...
قصة دانيال الأفريقي وکريستينا الألمانية وأطفالهما الملونين نوعًا ما، قدتكون نموذجًا مثاليًا لعلاقات
بيد أن ما جرى للأفغاني "شريف" والسويدية "جين"، لم يستمر بالشاکلة نفسها،ذلک أن الإفريقي والألمانية بعد زواج عن قصة حب دامت ثلاثة أعوام إنفصلا بعد العام الثاني من زواجهما الذي أثمر عن طفل تحتفظ به جين وتصر على عدم إفساح المجال لأبيه کي يراه! ويؤکد شريف من أن نفسية جين قد تدهورت بعد الزواج بشکل مفاجئ و باتت تتصور أنه سوف يقتلها أو يعتدي عليها في يوم ما. ويقسم بأغلظ الإيمان أنه حمل ويحمل لها کل الخير والحب لکن المشکلة أنها تصر على تصوراتها "الغريبة"!
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 9 نيسان 2007