إيلاف+

ماليزيا تغازل الباحثين عن منزل للعطلات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هسو تشوانج خو من كوالالمبور: اذا كان ما تحلم به هو امتلاك منزل ثان تغمره الشمس لقضاء العطلات ولكن يصعب عليك الحصول على أحدها في فلوريدا أو توسكاني فان شركات العقارات الماليزية لديها ما تعرضه عليك. وسيضمن العمال في مشروع كيارا هيلز العقاري الذين اسودت بشرتهم بسبب تعرضهم للشمس والذين كانوا يأخذون قسطا من الراحة في ظل الاشجار طقسا دافئا. فمقابل أربعة ملايين رينجت (1.14 مليون دولار) يمكنك امتلاك ثلاثة طوابق فخمة منفصلة في ضاحية كوالالمبور الجديدة الراقية الواقعة على أطراف الغابة.

صورة عامة لعقارات بازغة في بوتراجايا العاصمة الإدارية
لماليزيا يوم 8 أبريل نيسان 2007 وعلى ساحل ولاية بينانج الشمالية على بعد نحو 100 كيلومتر من منتجع جزيرة لانجكاوي يمكنك شراء شقة تتمتع بمناخ استوائي مطلة على البحر وبها حمام سباحة وتتمتع باجراءات أمنية على مدار 24 ساعة وصالة للالعاب الرياضية مقابل 500 ألف رينجت (140 ألف دولار).

وأسعار الفائدة منخفضة كما قلصت الحكومة من الاجراءات الروتينية لجذب الاثرياء الاجانب. وتقوم الشركات العقارية بانتهاز الفرص التي تلوح أمامها.

وقال خور تينج تونج الرئيس التنفيذي لشركة هونزا العقارية "العقارات ليست عملا سهلا.. لكن اذا تعرفت على وضع السوق بشكل سليم.. فيمكن أن تكون مربحة للغاية... السوق في الوقت الحالي هو سوق العقارات الراقية."

وتقوم شركات أكبر من هونزا مثل اس.بي سيتيا وماه سينج وبندر رايا ديفيلوبمنتس وصنواي سيتي ببيع المزيد من المنازل للاجانب.

والحد الاعلى لسعر الفائدة في ماليزيا البالغ 6.75 في المئة يقل عن مثيله في بلدان جنوب شرق أسيا بما فيها اندونيسيا وتايلاند وفيتنام والفلبين.

ويضخ المستثمرون الاموال في سوق العقارات الاسيوية. وتقول مؤسسة جونز لانج لاسال المتخصصة في الاستشارات العقارية انه تم استثمار 100 مليار دولار بشكل مباشر في سوق العقارات بمنطقة اسيا والمحيط الهادي العام الماضي بزيادة بلغت 40 في المئة عن العام السابق.

وترغب ماليزيا في الحصول على أكبر قدر ممكن من هذا التدفق ومن أجل ذلك تم في مارس آذار إلغاء الضرائب على الأرباح الناتجة عن بيع أصول رأس مالية مرتبطة بالعقارات. ويرى محللون أن هذه الخطة تحقق الغرض منها.

وقال ميرفين تشاو يان هونج المحلل بمؤسسة أو.اس.كيه سيكيوريتيز "الغاء ضرائب أرباح بيع الممتلكات العقارية سيحفز طلبا أكبر على العقارات من المتوسطة وحتى الراقية التي تحتل هونزا مكانا فيها."

وكانت تلك أحدث خطوة ضمن سلسلة من التحركات.

واعيد تسمية برنامج بدأ قبل عشر سنوات يهدف لجذب المتقاعدين من "برنامج الشعر الفضي" ليحمل اسم "برنامج ماليزيا بيتي الثاني للعطلات" كما ألغت الحكومة في نهاية 2006 بندا يلزم المشترين الاجانب بالحصول على موافقة لجنة للاستثمار الاجنبي.

ويمكن للاجانب الان أيضا شراء أي عدد من العقارات.

وقال اون لينج تشيا المحلل في دويتش بنك في مذكرة بحثية للعملاء في مارس آذار "نعتقد أن ذلك سيكون له أثر ايجابي على سوق العقارات.. وعلى قطاع العقارات من المتوسطة وحتى الراقية على وجه الخصوص... أسعار العقارات في ماليزيا لا تزال من بين الارخص في المنطقة."

وتغطى حوائط المنازل من الداخل في مشروع كيارا هيلز الذي تقيمه شركة صنواي سيتي بي.إتش.دي بالرخام الايطالي المصقول كما تغطي أرضيتها أخشاب أشجار التيكياء البورمية وصممت تلك المنازل للمشترين الأجانب الأثرياء إلى جانب المشترين من الداخل.

واشترى أجانب ما يصل إلى خمس تلك المنازل بينما اشترى أجانب ما يصل إلى ثلث اجمالي العقارات التي أنشأتها شركة هونزا. وينحدر المشترون من بلدان من بينها المملكة المتحدة وهونج كونج والصين وكوريا وسنغافورة.

وتتوقع هونزا التي أنشأها خور قبل نحو 20 عاما أن تزداد أرباحها الصافية بنسبة 80 في المئة إلى 35.6 مليون رينجت (10.16 مليون دولار) عن العام المالي الذي ينتهي في يونيو حزيران مقارنة بالعام السابق. وبخصوص العام 2008 تتوقع الشركة أن تقفز أرباحها بنسبة 55 في المئة إلى 55 مليون رينجت.

وارتفع مؤشر الشركات العقارية في ماليزيا بنحو الثلث هذا العام متجاوزا ارتفاع المؤشر المجمع القياسي لبورصة كوالالمبور الذي بلغ 12 في المئة.

ولا يواجه المتقاعدون الأجانب مشكلات تذكر فيما يبدو في التكيف مع ماليزيا وثقافتها الإسلامية وشمسها الساطعة طوال العام رغم أنهم يأخذون حذرهم بخصوص ما يقولونه إذ أنهم يوقعون على شرط للحصول على التأشيرة بعدم الإضرار بصورة ماليزيا.

وقال رجل أعمال اسكتلندي متقاعد في السبعينات من العمر يعيش في ولاية بينانج الشمالية "العقارات أرخص بكثير هنا منها في سنغافورة أو هونج كونج... من الصعب موازنة درجة جودة الحياة ولكن عموما.. الحياة جيدة هنا."

غير أنه لا يزال يتعين على ماليزيا وضع حلول لبعض المشكلات.

وقال مشتر آخر استفاد من "برنامج ماليزيا بيتي الثاني للعطلات" إنه "كي نكون صادقين.. (طلب الحصول على عقار) كان عملية شاقة للغاية."

كما يشعر المغتربون المعمرون بالقلق من أن المشكلات الاجتماعية المتنامية في ماليزيا قد تفسد عليهم سنوات عمرهم الذهبية مع تزايد النمو الاقتصادي واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

ويتحدث هؤلاء عن لصوص خطف الحقائب الذين يستقلون دراجات نارية وعن عمليات السطو وسرقة السيارات بالاكراه.

وتظهر إحصائيات الشرطة ارتفاع عدد الجرائم في ماليزيا بنسبة 14 في المئة خلال العام الماضي إلى 225 ألفا و836 حادثة مقارنة مع 198 ألفا و17 حادثة في العام 2005 كما زادت نسبة الجرائم الخطيرة مثل القتل والاغتصاب والسطو المسلح بنسبة 26 في المئة.

وقال رجل الأعمال الاسكتلندي المتقاعد "عمليات خطف الحقائب والجرائم لا تنعكس بشكل جيد على المغتربين. ماليزيا الآن مكان تحتاج فيه إلى الحذر. إنها لم تعد الآن آمنة مثلما كانت يوما ما."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف