إيلاف+

إيلاف تسأل متصفحيها في إيران عن حجبها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أن كانت الأكثر قراءة في طهران وأصفهان وتبريز وأهواز
أيلاف تسأل متصفحيها في إيران عن حجبها

خسرو علي أكبر من باريس: أثار حجب إيلاف من شبكة الإنترنيت في إيران ردود فعل القراء العرب وتساءل عدد من القراء عن الإسباب الحقيقية التي دفعت الرقابة الإيرانية لإعتبار صحيفة "إيلاف" من المواقع الممنوعة، خصوصًا وأن إيلاف كانت تحتل المركز الأول في قائمة المواقع الإلكترونية العربية في إيران، وأذكر أنني حاورت عددًا من قراء إيلاف في مدن طهران واصفهان وشيراز واهواز والهويزة ويزد ومشهد أثناء رحلتي الأخيرة، وقد أعربوا عن إرتياحهم الكبير لمتابعة أخبار العالم عبر موقع "إيلاف"، ومعلوم أن قراء إيلاف هم في الدرجة الأولى من المواطنين الإيرانيين العرب ومن العراقيين المهجرين إلى إيران وثمة نسبة قليلة منهم من الإيرانيين الذين يجيدون العربية.

وخلال إتصالات هاتفية مع عاملين في المجال الإعلامي تأكد لي أن الرقابة الإيرانية ضمت إيلاف إلى قائمة المواقع المحجوبة، وقد رتب لي الصديق الشاعر حسين موسوي وهو من العاملين في الإذاعة والتلفاز الإيراني حوارًا هاتفيًا مع أحد العاملين في قسم الرقابة في وزارة الثقافة والإعلام الإيراني "فرهنك وارشاد" وأوضحت له أن "إيلاف" مستقلة في سياستها الإعلامية ولا تتبنى مواقف رسمية لحكومات أو جهات معينة، وقرأت له فقرات من رسالة الناشر التي تؤكد إستقلالية إيلاف، وكان جواب م.ح على النحو التالي: "لقد أخذنا بالإعتبار مسألة مهمة بخصوص إيلاف وهي تجربتها الحديثة ومشروعها الجاد في خلق صحافة مختلفة في العالم العربي، لهذا السبب لم نهتم بالمقالات التي تكتظ بسب وشتم الشخصيات السياسية الإيرانية وإختلاق الأكاذيب لأنها تصدر من قسم المقالات الذي يعبّر عن آراء الكتاب أنفسهم، هناك كاتب في أصداء إيلاف كنا نواظب على قراءة مقالاته التهجمية بإعتبارها مقالات فنطازية مضحكة، ولكن في الفترة الأخيرة إتبع بعض الكتاب والمراسلين من عرب إيران سياسة تتنافى مع شروط إيلاف وقواعدها، فصاروا يفبركون الأخبار الملفقة وينشرونها ليس بأسمائهم وإنما باسم محرر الشأن السياسي العراقي، وهذا يعني تبنيًا من قبل إيلاف لكل ما يرد في هذه المتابعات المزيفة، ومن الأمثلة المؤلمة أن أغلب هذه المتابعات والتقارير تحاول تعميق الفجوة بين إيران وجيرانها العرب وتضخم الجوانب السلبية في هذا المضمار وتتجاهل الأبعاد الإيجابية، نحن لا ندعي أن الأمور في إيران على أفضل ما يرام وكذلك هو الحال في جميع البلدان العربية فالدولة المثالية لاوجود لها على أرض الواقع، ولكن إثارة النعرات العنصرية وإعادة إستخدام مفردات عفى عليها الزمان كمقولة الفرس المجوس والرمح الفارسي والأحقاد الفارسية تنم عن جهل كبير وتزرع الفتنة بين الإيرانيين والعرب، ومعلوم أن مواد صحافية كهذه لا تخدم القارئ العربي في إيران ولاتخدم أيضًا القارئ في الدول العربية".

علي.ح محرر في القسم الثقافي في الإذاعة والتلفاز الإيراني، قال لإيلاف: "إضافة إلى صحيفتنا التي تصدر باسم جام جم باللغتين العربية والفارسية فثمة وكالات أنباء رسمية ومستقلة وصحف عديدة منها كيهان "محسوبة على تيار المحافظين المتشددين"وشرق "اصلاحية" وقدس وهمشهري وصحف أخرى كانت تعتمد على الأخبار الواردة في "إيلاف" ويكفي أن تكتب في محركات البحث اسم ايلاف لتطالع عشرات المواقع والصحف ووكالات الأنباء الإيرانية التي إعتمدت في موادها على إيلاف كمصدر خبري مهم، ولكن المشكلة برأيي بدأت مع الكتاب الذين كانوا يحرضون على قتل المواطنين الإيرانيين الأبرياء باسم النضال العربي في الأهواز ويبررون التفجيرات التي أودت بحياة الأبرياء في الشوارع والأسواق، ونحن نعرف جيدًا أن هناك كتابًا من داخل إيران يحررون بعض هذه المواد وينشرونها باسم المسؤول عن القسم العراقي، في قسم السياسة تطالع أحيانًا مواضيع مترجمة حرفيًا عن مادة صحافية نشرت في ال بي بي بي البريطانية دون زيادة أو نقصان فهل يريد أن يقنعنا السيد أسامه مهدي أنه ترجمها عن الفارسية أم أن توراد الأفكار والصياغة جاءت بمحض الصدفة ومطابقة إلى هذا الحد علمًا أن القسم العر بي في ال بي بي سي لم يترجم هذه المواضيع باعتبارها غير مهمة للقارئ العربي".

سوسن أكرمي طالبة في الجامعة الإسلامية الحرة في الأهواز: "كنت أتابع إيلاف يومًا بيوم، تعجبني كتابات مفكرين ليبراليين مرموقين كذلك المساحة المخصصة للتفكير والتعبير الحر في قسم التعليقات، لكن لا أعرف لماذا يتحول الخطاب إلى غوغائي وعنصري حينما يتعلق بإيران، لماذا هناك تركيز من بعض الكتاب بالجانب السلبي وتضخيمه، كيف يمكن أن يكون الكاتب موضوعيًا وهو يكرس خطاب النظام البعثي الديكتاتوري ضد الشعب الإيراني؟ ماذا يجدي أن يسب بعضهم نظام الملالي في كتاباته؟ أنه فقط وفقط يمنح الفرصة للمتشددين في تعزيز مواقعهم، التيار الليبرالي في إيران يحاول أن يشق طريقه نحو أهدافه بلغة العقل والحوار الهادئ، لقد خاطب هذا التيار عقل المواطن الإيراني، بدلاً من إتخاذ مواقف سلبية، لكن الأمر ليس على المنوال نفسه مع بعض كتاب إيلاف حينما يخاطبون القومية العر بية في إيران، أتابع شخصيًا كتابات مراسل إيلاف من طهران، أتابع كتاباته منذ سنوات ومقالاته في صحيفة لندنية عن الأدب الفارسي الحديث تشير فقط إلى مواقف سلبية لكتاب إيرانيين عنصريين تجاه العرب، ولكنه يتعمد أغفال المواقف الإيجابية التي أبداها أدباء إيرانيون من العرب. أورد هذه المعلومة كمثال عن إنتقائية تحصر إيران في البعد السلبي".

كاظم عبد الخالق من الأهوازيين المقيمين في مدينة قم، كتب عبر رسالة إلكترونية: "لا أعرف ما الذي حصل مع إيلاف، لم أعد أستطيع فتح الموقع، كان على المسؤولين الإيرانيين ألا يستعجلوا بإتخاذ هذا القرار، لماذا لا يأخذوا من تجربة الأكراد مع "إيلاف" مثالاً، لقد وافقوا على سفر السيد عثمان العمير إلى كردستان العراق رغم وجود كتاب كثر يتهجمون على الشخصيات السياسية الكردية، وكانت رحلة الناشر إلى شمال العراق مكسبًا للأكراد، لماذا لا توجه دعوة للسيد العمير إلى ايران خصوصًا وأنه سبق وأن حاور شخصيات سياسية إيرانية حينما كان رئيسًا لتحرير الشرق الأوسط ومنهم الرئيس الإيراني السابق علي أكبر رفسنجاني. حجب الموقع ليس الحل المناسب، والتقنيات التكنولوجية قادرة على قهر الرقابة في الأيام القادمة".

عباس بهرامي، طالب في العلوم الدينية في مدينة قم: "لا أعتقد أن السبب في حجب إيلاف يعود إلى أفكار تتعارض مع التعاليم الإسلامية، فثمة الكثير من الصحف الإيرانية التي تنشر مواضيع لا تتطابق بالضرورة مع التفسير الإيديولوجي الديني وقضية السيد اغاجري مثال واضح، وربما كان السبب في تلك المتابعات والتغطيات التي تنشر في قسم السياسة والتي تختلق معلومات كاذبة عن علماء الشيعة في قم ودورهم التخريبي في العالم الإسلامي وهي معلومات منسوبة في أغلب الأحيان إلى مصادر مجهولة، ولا نعرف لماذا يتجاهل المحرر نفسه عشرات المؤتمرات التي تدعو إلى وحدة المسلمين ونبذ الإختلافات المذهبية؟ أعتقد أن الرقابة رأت في إيلاف موقعًا يروج للنفس الطائفي".
أحمد مشكان، طالب جامعي: "الحل في فتح مكتب لإيلاف معترف به من قبل الحكومة الإيرانية، والأخذ برأي الإيرانيين في الأحداث، على غرار وكالات الأنباء العالمية، كي لا يكون الحدث الإيراني حكرًا على تصورات صحافيين ومواقفهم متأثرين بالنفس القوموي العروبي، الذي لا يجيد فن الحوار، إن إفتتاح مكتب لإيلاف سيساهم بإيجابية في الحوار العربي الإيراني، شخصيًا لا أفهم السبب الذي يدعو محرر الشأن العراقي إلى أن يكتب مواضيع في الشأن الإيراني مع أنه لا يجيد الفارسية ولا يعرف خصوصيات الواقع الإيراني.

مجكان فيض، إعتبرت حجب إيلاف جزءًا من سياسة حكومة أحمدي نجاد في التضييق على حرية الصحافة، ولكن مع فارق جوهري يتلخص بحق الصحافي الإيراني في متابعة حقوقه المهنية من ناحية قانونية، أما إيلاف فلا أحد في إيران يدافع عنها وعن قدرتها في أن تكون جسرًا متينًا بين الشعبين الإيراني والعربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف