إيلاف+

العراقيون في سوريا وطرق المجهول

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني من دمشق: خمسة اطفال ينتمون لعائلة واحدة مع اب وام في غرفة صغيرة في السيدة زينب في ريف دمشق يفترشون الارض، قالت الصحافية الفنلندية التي اعطتهم مبلغا "رمزيا"، وبعض التمور "انها كارثة حقيقية، قنبلة يمكن ان تتفجر في اية لحظة ما مستقبل هؤلاء الاطفال ؟"، بكت المراة الام وقالت ندفع 4000 ليرة شهريا ايجارا (الـ50 ليرة سورية تعادل دولارا) وزوجي يعمل على عربة للفلافل.
عدنا للتجول في المناطق التي ينتشر فيها العراقيون في دمشق وريفهاقابلنا رافد الذي سرد قصته للصحافية بينما كان رجلا امن حولنا يستمعان ايضا بعد ان تابعونا خلال جولتنا وكانت قصة رافد عن السنة الأخيرة 2006 والمسماة بعام الهجرة في العراق "هنالك الكثير من العوائل والأفراد نزحوا من مناطق سكناهم منهم من سلك طريق المحافظات فالشيعي يذهب إلى محافظة شيعية والسني يذهب إلى محافظة سنية ومنهم من هاجر إلى الدول المجاورة بسبب العنف الطائفي التي تشهدها محافظة بغداد بالأخص ومنهم من قتل ومنهم من خطف بهدف الفدية ومنهم من تهدد وتكون أغلب قصص العراقيين متشابهة وهي ليست بكذب أو افتراء فالقصص مختلفة أساسها (الطائفية)، منهم من قتل على الاسم كونه (علي، عمر، بكر، سجاد، عبد القادر، حيدر... ) فالعائلة الشيعية إذا كانت تسكن في منطقة السنية تهجر أما عن طريق كتابات على جدران المدارس أو تهديد يصل عن طريق الهاتف المحمول أو عن طريق (ظرف) يصل إلى البيت حيث إن هذا الظرف يحتوي على رسالة تهديد وعلى رصاصة وتكون مدة الرحيل عن البيت (72) ساعة، فإذا كانت هذه العائلة مهددة إن قاموا بجلب سيارة (حمل) لتحمل أمتعتهم قتل سائق هذه السيارة رمياً بالرصاص على قارعة الطريق ويكون هذا المشهد في وضح النهار أمام مرأى الجميع، ونفس هذه الأحداث بالضبط تحدث بالنسبة للعائلة السنية (بحذافيرها)، أما عن العوائل العلمانية فهي بنظر المهددين (كفرة) ويستحقون الموت، وتساءل رافد "من وراء هذه الأعمال كلها؟ وما هي الغاية من ذلك؟ من الملفت للنظر إن العراقيين النازحين إلى سوريا (الأم) سنة وشيعة تلقاهم عائلة واحدة (خارج العراق)، ترى ما هو السبب في فرقتهم؟".

التقينا بzwj; (ر. ض) شاب عراقي الجنسية وأردنا أن أعرف سبب تواجده هنا في سوريا قال بأنه جاءني تهديد عن طريق الهاتف المحمول قائلين لي ((بأننا نعرف كل شيء عنك كونك تعمل في شركة أجنبية وعن زوجتك الأجنبية)) وفي أحد الأيام وأنا عائد من العمل مرت سيارة مسرعة وقامت بتوجيه عدة طلقات نارية مما أصابتني في كتفي الأيسر، ولم يكتفوا بهذا بل حاولوا أيضاً خطف زوجتي رغم ان والدتها فقط روسية ووالدها عراقي، ولكن هاتان الحادثتان سببت لنا حالة نفسية فقررنا الرحيل.
(ح. ع) هُجر لكونه من الطائفة الشيعية وكان يسكن ويعمل في منطقة سنية ولا يعرف ما هو مصير داره ومكان عمله.

(ب. ص) مهندس ترك العراق بسبب مقتل والده وكان (ص) وكان بنفس الوقت إمام جامع وكانت خطبه توحد أهل العراق بكل طوائفه ولا تفرق بين سني وشيعي وكان يدعو إلى نبذ العنف والطائفية.
(م.س) بعثي صميم كما عرف عن نفسه وقال لم اعد احتمل الجلوس في العراق ورؤيته وهو يتدمر فغادرت الى سوريا عملت قليلا في جريدة ثم تركت عملي لظروف خارجة عن ارادتي.
وقال لايهمني كل مؤتمرات جوار العراق اريد ان المس حلا على الارض.

ويبقى المستقبل المجهول امام العراقيين في ظل الخوف من اللاعودة واشاعات عن مشاريع مستقبلية للتوطين في دول الجوار والعنف الاقتتال الداخلي والمطالبة بالهجرة الى دول اوروبية والارقام غير الرسمية تتحدث عن مليون ونصف عراقي في سوريا وتؤكد ان الرقم اكبر، وان 40 الف يغادرون العراق شهريا في انتظار الحل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف