إيلاف+

المطاعم الكردية تجتاح مدن اوربا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من بلجيكا و فرنسا و الدول الاسكندنافية يأتون من أجل الكباب!

نزار جاف من بون: الكباب الكردي، أكلة يستذوقها العراقيون بشكل عام من أقصى جبال كوردستان الى أعماق أهوار الجنوب، و يتذكر العراقيون جيدا مطعم كباب أربيل في بغداد، حيث كان الازدحام دوما على أشده لتذوق هذه الاكلة اللذيذة. وبعد سنوات طويلة من التغرب و البعد عن الاوطان تذكر البعض منهم ممن كانوا أساسا يمارسون مهنة"كبابجي"في العراق مهنتهم و بين حنينهم لممارسة مهنتهم تلك و بين طموح الربح التجاري، صارت المسألة مشروعا له أكثر من مبرر. من هنا جاءت فكرة"مطعم سفين" في مدينة كولونيا و مطعم"هورامان"في مدينة بون(بادكوسبيرك)، ورغم ان لكلا المطعمين قصته الخاصة به، لكن هناك أيضا مشاريع مطاعم للكباب الكردي في مدن المانية أخرى مثل"نورنبيرك"حيث كان(برزان جلال)، أول من بدأ هكذا مشروع و بعد أن حقق نجاحا كبيرا في البداية لم يستمر المشروع و إنتهى من دون أن يعطي تبريرا لذلك.

محمد الكبابجي: حتى الالمان من ضمن زبائننا الدائميين
محمد الكبابجي، الاسطة"بالتعبير العراقي"الذي يقوم بإعداد عجينة الكباب من مكونات مختلفة تتراوح بين لحم الخروف المثروم و الخضراوات و البصل و الخبز المفتت و الملح و الماء، قال لنا بلهجة الواثق من نفسه:"مطعم سفين فرض نفسه من خلال الكباب اللذيذ الذيzwnj; نقدمه والذي يأتي لأجله العراقيون من مختلف الشرائح من بلجيكا و فرنسا و النمسا و الدول الاسكندنافية ناهيك عن زوار من دول أخرى يتجشمون عناء السؤال و البحث عن هذا المطعم وكل ذلك لأجل هذا الكباب الذي تراه بعينيك". وسألناه من هم زبائن مطعمكم بشكل عام، فقال:"هم من العراقيون و العرب الالمان أيضا" وقاطعناه متسائلين وهل هناك زبائن المان دائميين لمطعمكم فأجاب بسرعة:"نعم و هم يتكاثرون يوما بعد آخر و قد أخبرني العديد منهم انهم يستذوقون الكباب و يجدون فيه طعما لذيذا لم يسبق أن ذاقوا نظيرا له"!! وإستطرد محمد الكبابجي الذي هو من أهالي مدينة السليمانية قائلا:"مهنتي أساسا كانت كبابجي في كوردستان و قد وجدت سعادة كبيرة في عودتي الى سابق عملي في المانيا". ولما سألناه وهل أن المطعم يقدم أكلات أخرى الى جانب الكباب، قال:"نعم نقدم العديد من الاكلات الشرقية الاخرى مثل الباجة و التمن و المرق و أكلات أخرى الى جانب اننا نقدم الشاي بالنكهة العراقية مع الناركيلة".

الزبون.. الخصم و الحكم!
وحين نظرنا الى داخل المطعم وجدنا عددا كبيرا في داخله و إقتربنا من شاب أسمر كان يتناول"الباجة"، وبعد أن أكمل طعامه سألناه عن رأيه بالمطعم و أكلاته فقال "علي العراقي": أنا أسكن في مدينة بون لكنني وفي الكثير من الاحيان أتجشم العناء للقدوم الى هنا و تناول أكلاتهم العراقية اللذيذة" ولما سألناه أي الاكلات تعجبك أكثر من غيرها، فإبتسم وأجاب:"أنا أحب التنويع ولست أحب التركيز على نوع محدد، لكنني رغم ذلك أجد مذاقا خاصا للكباب و الباجة".
أما الالماني"دانيال"فقد قال:"أزور هذا المطعم بضعة مرات في الشهر، ويعجبني الكباب أكثر من غيره رغم إنه قد سبب لي زيادة في الوزن خلال أشهر سابقة حيث أكثرت من تناوله بشكل مفرط، لكنه لذيذ"، وسألناه وهل أخبرت أصدقائك عن الكباب هذا؟ فقال ضاحكا:"نعم، وقد كنت سببا في تردد العديد منهم بصورة مستمرة الى هنا". وسألناه رأيه في الشاي العراقي فقال:"لذيذ جدا هو الآخر لكنني كنت أتمنى طريقة إعداده ورغم إنهم أخبروني بكيفية إعداده لكن يظهر إنني لم أتوفق في إعداده بالشكل المطلوب".


أبو الحكم و هورامان و "شي ما يشبه شي"!
عندما دلفنا الى مطعم هورامان في مدينة بون"بادكودسبيرك"، إستقبلنا صاحبه الذي zwnj;قدم نفسه"سهيل عباس" وقال أنا كوردي فيلي معروف بكنية"أبو الحكم"!! وقد بدا الامر غريبا لنا لأول وهلة، إذ أن الكرد الفيلية بشكل عام هم من الشيعة و أن كنية"أبو الحكم"ذات الاصل (الاموي)لأحدهم هو أمر يثير الدهشة و الاستغراب، لكن الاخ سهيل أبو الحكم، كان يبدو سعيدا و فخورا بكنيته وقال أن الكل يعرفونني من خلاله. وسألناه عن فكرة مطعم هورامان فقال:"أنا أساسا كنت صاحب مطعم في العراق وقد وجدت الفكرة مناسبة لي من عدة وجوه" ولما سألناه عن اسم المطعم الذيzwnj; هو لمنطقة في شرق مدينة السليمانية قال:"هورامان اسم سهل التلفظ بالنسبة للجميع حتى بالنسبة للالمان وهذا السبب الاساسي وراء التسمية". وعندما سألناه عن المستوى الذهzwnj; حققه مطعمه من نجاح قال و إبتسامة عريضة تنفرش على تقاطيع وجهه:"الحمدلله حقق المطعم نجاح أكبر من الذي كنت أتوقعه و رواده في إزدياد مظطرد يوما بعد آخر". وعندما سألناه عن الاكلات التي يقدمها المطعم فقال"أكلات شرقية"عراقية" مثل الكباب و التكة (اللحم المشوي) و مشويات أخرى مثل الكبد و الكلى و التمن و المرق و المحشي و المقبلات و أكلات أخرى كثيرة"وقاطناه متسائلين أي من الاطعمة هناك أقبال أكثر عليها فقال من دون أي تردد"الكباب" وعندما سألناه عن تأريخ إفتتاح المطعم فقال إنه حديث و هو لا يتجاوز بضعة أشهر لكنه حقق والحمدلله نجاحا يتجاوز عمره القصير"

طيب كلش!
سألنا زبون كان يتناول الكباب وهو في غمرة مضغ لقمة منه، كيف تجد طعمه فقال بالعراقية الدارجة:"كلش طيب"أي لذيذ جدا، وسألناه هل هي المرة الاولى التي يزور فيها المطعم فقال"لا إذا لم آتي يوميا فبين اليوم و الآخر".
لكن الالماني"يوهانز"قال بإنها المرة الاولى له التي يزور فيها المطعم مثلما إنها المرة الاولى التي يتناول فيها الكباب. وسألناه عن رأيه في طعم الكباب:"لذيذ..لذيذ جدا"، وقلنا له هل تفكر بزيارة المطعم مرة أخرى، فقال:"لا أدري، ربما، أنا لم أهضـم بعد الاكل تماما حتى أقرر ذلك، لكن يبدو إنني سأجازف مرة أخرى"قال الجملة الاخيرة عل سبيل المزاح.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الجمعة 20 نيسان 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف