إيلاف+

أنصار الإسلام ورقة ايرانية في كردستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حرب الإرهاب والكحول عبر الحدود
أنصار الإسلام ورقة ايرانية في كردستان

نزار جاف من بون: عندما كانت سلطة جماعة أنصار الإسلام المعروفة بتطرفها على أوجها في عامي 2002 و2003، كانت القصص والاحاديث تتوالى من منطقتهم الحدودية التي كانت عبارة عن شريط ضيق مكون من بضع قرى أهمها منطقتا بيارة و طويلة. يومها كانوا يروون كيف أن محاكم التفتيش الاسلامية كانت تفرض سطوتها بقوة السلاح وشبح الموت على الناس المغلوبين على أمرهم. وكيف أن هذه الجماعة كانت تطرح الفتاوي والاجتهادات المختلفة على مقاساة رؤيتها الخاصة للأمور. وصارت مسائل مثل الساتلايت والموسيقى والغناء وحتى الملابس والعديد من أوجه الحرية الخاصة للفرد والمجتمع في خبر كان.

بيارة و طويلة..المأساة كانت هنا
قريتا بيارة و طويلة الحدوديتان، كانتا أكبر شاهدين يرويان تلك الفترة السوداء التي تسلطت خلالها تلك الجماعة الارهابية على تلك المناطق، وتجد في كل زاوية و ركن قصة أو حدث يروي لك جانبا مظلما و بشعا من السيرة القاتمة لتلك الزمرة الضالة. وكما يقول"حمهzwnj; رzwnj;شيد" من قرية"طويلة":"كانوا يجيدون شيئين المنع و التهديد بالقتل، فهم كانوا يسمحون لنفسهم و لمنهاجهم الغريب علينا بمنع كل شيء يرتأونه و من كان يرفض مشيئتهم فقد كان الموت بانتظاره". وقد قامت هذه المجموعة، المنشقة أساسا من الحركة الاسلامية الكردستانية، بأعمال و نشاطات ما زالأهالي تلك المنطقتين يتذكرونها،لم تتوقف عند نبش قبور مقدسة لدى عامة الناس هناك إنما تجاوزتها للتطاول على أبسط الحريات الفردية التي تكفلها كافة الشرائع السماوية و القوانين الوضعية"كما يسمونها". حمهzwnj; رشيد أخبرنا بأن معاودة تلك"الجماعة الشيطانية"كما سماها تعني الكثير من القلق و المخاوف بالنسبة إلى أهالي منطقتي بيارة و طويلة خصوصا و إنهم إكتووا بنار جورهم و تعسفهم غير المحدودين.

لكن"صباح.أ"من بيارة والذي يسكن حاليا في مدينة السليمانية قال:"لقد هربت مع عائلتي بجلدنا ومع أن تلك الجماعة قد تم إبعادها عن المنطقة فإنه إبعاد الى"حين"وإنهم مثل"السرطان"الذي لاشفاء منه سوى بالموت فإننا كنا واثقين من عودتهم عاجلا أم آجلا ولاسيما أنهم هربوا أساسا بإتجاه الحدود الايرانية والكل يعلم ذلك لكن ولأسباب متباينة يتغافلون أو يغضون الطرف عنها. لقد عادوا وإن عودتهم يمكن تأويلها على محملين: أولهما إنهم سوف يلعبون لعبة"الحياة أو الموت" وذلك يعني فيما يعني مزيدا من الدمار و الويلات لأهالي تلك المناطق التي لاناقة و لاجمل فيها لهم، أما المحمل الثاني فهو الإستعداد لمواجهة كبيرة بين إيران و أميركا سوف يتم من خلالها إستخدام هذه الجماعة كإحدى وسائل الضغط و المواجهة ضد واشنطن و حلفائها من الحزبين الكرديين الرئيسين".

شباب الكرد لمحرقة لبنان!!
عند إتصالنا بالكاتب الكردي الايراني"ن. د"لسؤاله حول الاوضاع السائدة في المناطق الحدودية و مدى مصداقية تلك الانباء الخاصة بوجود دعم إيراني مفرط للتنظيمات الاسلامية المتطرفة أجاب قائلا:"في البداية كان لدي تصور محدود حول مدى و مستوى معين من التورط الايراني في ذلك المجال، لكنني صدمت حين وجدت نفسي أدرك حقائق في منتهى الخطورة ولكن بعد أن مضت عليها فترة طويلة نسبيا، لقد علمت من أكثر من مصدر في مدن"بانهzwnj; و مريوان و سقز و باوهzwnj; و كرمانشاه و جوانرود"أن هناك حملة تجنيد منظمة للشباب الكرد الذين هم في مقتبل العمر لغرض إرسالهم الى العراق و لبنان و حتى مناطق أخرى لو تطلب الامر".

أما السيد"فلامرزي"فقد أكد أن اثنين من أقربائه قد تم تجنيدهم لهذا الغرض و أضاف أنه قد علم بأن المجند يستلم راتبا شهريا قدره(1500$)وهو راتب مغرٍ بالنسبة إلى الأوضاع الاقتصادية الايرانية الوخيمة جدا". في الوقت الذي قال فيه"م. توكلي"إن التورط الايراني في تلك المسألة قد تجاوز كل الحدود و الكل يعلمون بذلك لكنهم يخافون من هذه الدولة الشقية كما سماها".
لكن"م.ب. باقري"الذي يرتبط باحد الاحزاب الكردية الايرانية المعارضة و يسكن في مدينة مريوان، فقد كشف لنا أن هناك فعلا تدخلا إيرانيا فاضحا في الشؤون العراقية ككل و الشأن الكردستاني من ضمنه، وقال إن لديه معلومات موثقة و مؤكدة بخصوص النشاطات الايرانية على الحدود وأضاف"الاطلاعات" (جهاز الاستخبارات الايراني)، يقوم كل يوم بنقل شخص متعاون معهم يدعى"هيوا تاب"للحدود وهو يقوم من هناك بالاشراف على نشاطات المجموعات التابعة للقاعدة" و أشار الى أن"الجماعات المرتبطة بالقاعدة و أنصار الاسلام يجتمعون و يلتقون في فندق في منطقة بحيرة"زريبار"والتي يديرها"الملا محمد قادري" وخلف الفندق هنالك مجموعة أبنية هي بالاساس مخصصة لجماعة القاعدة و أنصار الاسلام" وأكد على أن"التدخل الايراني ما لم يوضع له حد فسوف يتسبب في كارثة بعموم المنطقة".

نعم هناك حملة تجنيد منتظمة للشباب الكرد الايرانيين
وإتصلنا بمصدر"موثوق و واسع الاطلاع"في إقليم كردستان، و عرضنا عليه آراء و مواقف أولئك الذين إلتقيناهم، فأجابنا بعد أن أكد كثيرا على عدم ذكر إسمه:" الحقيقة أن هناك حملة منظمة لتجنيد الشباب الكرد الايرانيينن في دورات"عقائدية و عسكرية"مكثفة يتلقى فيها الفرد المشارك راتبا قدره"1500$"، وخلالها يتلقى المتدرب دروسا عقائدية محددة بإتجاهات تخدم دفعه لزوايا معينة كما إنه يتلقى بالتزامن مع ذلك دورات تدريبية أخرى بخصوص القيام بنشاطات عسكرية جلها ذات طابع إرهابي، و هذه الدورات تقام في معسكرات إيرانية موزعة على مناطق مختلفة من إيران". ولما سألناه بخصوص تلك المزاعم التي تقول إن هناك ثمة علاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية و تنظيم القاعدة أكد ذلك المصدر لموقع"إيلاف" بقوله:"نعم هناك علاقة و العلاقة على أرض الواقع وليست من نسج الخيال، فهناك معسكر يقع بالقرب من مدينة مريوان مخصص لجماعة القاعدة وإن هذا المعسكر قد تم إختراقه فعلا من قبل جهات إستخبارية(إمتنع عن ذكرها أو تحديدها) وقال إن المتواجدين في هذا المعسكر يتلقون دروسا في أخطر أنواع الارهاب وأشار الى الذبح حيث إن المتدرب يتلقى دروسا في عملية الذبح تبدأ من دجاجة و تنتهي بدمية إنسان، بالاضافة الى تعليمهم كيفية صنع قنابل المولوتوف و زرع الالغام و استخدام كافة أنواع الاسلحة الخفيفة وكيفية استدراج العناصر المطلوبة تصفيتها أو إلقاء القبض عليها وكيفية إنتزاع المعلومات المطلوبة منها ومن ثم تصفيتها" وعندما سألناه عن الاماكن التي سوف يتم إرسال هؤلاء المدربين إليها قال:"الى العراق و كردستان، مثلما بعثوا قبل مدة أربعة من عناصرهم لكردستان من أجل القيام بعملية إغتيال لمسؤول أمني بارز في مدينة السليمانية لكن المحاولة قبرت في مهدها وتم إلقاء القبض على الاربعة". وحين استفسرنا منه بخصوص تلك النقاط التي يتسلل منها أولئك المتدربون أجاب قائلا:"أود أن أشير في البداية الى نقطة مهمة، وهي ان مسألة التسلل هذه قد تم تهويلها و إعطاؤها حجما أكبر بكثير من حجمها الحقيقي، كمثال في منطقة"هلالآوا" في المناطق المحاذية لبنجوين، هناك تلة إيرانية متداخلة في الاراضي العراقية وفيها ربية تسمى"جالهzwnj; ترخينة" وهناك يتم تجمع و توزيع مفارز أنصار الاسلام من هناك. لكن النقاط الاهم التي يتم التسلل منها باتجاه العمق العراقي هي تلك المتواجدة قرب مدينتي كلار و خانقين و بالإمكان القول إنه الشريان الرئيس لتغذية الارهاب المنظم ضد العملية السياسية في العراق".

ورقة ضغط ضد الكرد
وفي إجابة له عن سؤال بخصوص الغاية من تسلل عناصر من القاعدة أو أنصار الاسلام لإقليم كردستان أجاب بقوله:"إنهم يستخدمون ذلك الامر بمثابة ورقة ضغط ضد الكرد، وهم يخبروننا و بصراحة من خلال رسائل واضحة جدا: طالما لم تقم السلطات الكردية بمنع"بزاك"(حزب الحياة الحرة الكردستاني، الجناح الايراني لحزب العمال الكردستاني) و المشروبات الكحولية، فإننا سنقوم بتسريب أنصار الاسلام و القاعدة إليكم".

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الجمعة 27 نيسان 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف