عام على اتفاق ابوجا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عام على اتفاق ابوجا والسلام في دارفور لا يزال متعثرا
محمد حسني منالخرطوم: لم يتراجع العنف في غرب السودان رغم مرور عام على توقيع اتفاق السلام في دارفور، ولا تزال هذه المنطقة تستقطب اهتمام العالم وتستدعي مزيدا من الجهود الانسانية.
فبخلاف اتفاق الجنوب بين شريكين محددين هما الحزب الحاكم في شمال السودان والمتمردون الجنوبيون، ولد اتفاق ابوجا مشوبا ب"عيب وراثي"، على قول دبلوماسي غربي في الخرطوم.
وهكذا، لا يمضي يوم في دارفور، المنطقة المترامية التي توازي في مساحتها فرنسا، الا تسجل فيه اعمال عنف: هجمات للمتمردين وردود من جانب الحكومة فضلا عن معارك بين القبائل واعتداءات على البعثات الانسانية وقوة الاتحاد الافريقي التي تنشر سبعة الاف عنصر في المنطقة.
والضريبة التي يدفعها المدنيون باهظة: نحو 200 الف قتيل جراء النزاع وتداعياته ومليونا نازح، ما استدعى اطلاق عملية انسانية واسعة كلفتها السنوية مليار دولار ويشارك فيها 13 الف ناشط يعملون في ظروف صعبة.
والوضع في دارفور لا يزال يثير ازمة بين السلطات السودانية والمجتمع الدولي، وخصوصا ان المنطقة تحولت بؤرة للتوتر الاقليمي وساحة لتدخلات القوى المجاورة.
ورغم هذا المشهد القاتم، يأمل عدد من المعنيين بالازمة بتطور ايجابي خلال العام 2007 مستندين الى نتائج تحرك دبلوماسي كثيف شهدته الاشهر الاخيرة.
وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث باسم القوة الافريقية في السودان (اميس) نور الدين مزني ان "اتفاق ابوجا يشكل قاعدة صلبة" لايجاد تسوية، لافتا الى امكان "البناء عليه" لارضاء الجميع.
ويتناول الاتفاق كيفية تقاسم السلطة والثروات بين المتمردين والحكومة ويحدد مراحل التطبيع ويلحظ تدابير واضحة حول نزع السلاح.
وثمة عنصر اخر يعيد احياء الامال هو الشراكة الجديدة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والتي تبلورت في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 في اديس ابابا.
وتتركز هذه الشراكة على محورين: تحسين الوضع الامني الميداني عبر تنفيذ مهمة مشتركة في دارفور واعادة اطلاق الاتصالات السياسية لحض بقية الافرقاء على الانضمام الى اتفاق ابوجا.
وسيعود موفدا الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يان الياسون وسالم احمد سالم المكلفان الجانب السياسي، الى الخرطوم في الايام المقبلة في ثالث مهمة لهما خلال بضعة اشهر.
وكان السودان قبل بتعزيز القوة الافريقية بثلاثة الاف عنصر تمولهم الامم المتحدة، رغم انه لا يزال يرفض تشكيل قوة مشتركة من عشرين الف جندي تطالب بها خصوصا الدول الغربية.
كذلك، شهدت العلاقات بين السودان وتشاد انفراجا في ضوء المصالحة الاخيرة التي تمت بينهما في السعودية والتي التزما بموجبها الاحجام عن دعم الحركات المتمردة.
ولاحظ مزني ان هذه المصالحة "عنصر بالغ الاهمية لان اي تقارب بين البلدين ينعكس ايجابا على تسوية في دارفور"، آملا ان يكون 2007 عام نهاية الازمة.
يبقى ان يجري المتمردون غير الموقعين على اتفاق السلام مفاوضات مع الحكومة السودانية، وهذا ما تعهد الزعيم الجنوبي سالفا كير السعي الى تحقيقه في عاصمته جوبا.