عمل الخير يدفع البعض للمخاطرة بحياته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيرنا جيتس من برمنجهام (الاباما): قبل نحو عقد من الزمان ربما كان أخطر عمل يقوم به فاعلو الخير من اجل جمع التبرعات هو اخراج الكعكات الساخنة من الفرن.
لكن هذه الايام دفع حب الخير جامعي التبرعات للقيام بأعمال غير عادية مثل تسلق أعلى القمم في العالم وعبور القارات على ظهر دراجات نارية بسرعة فائقة والقفز من الطائرات.
يقول مارك بيتمان الذي يدرب من يقومون بهذه الاعمال الخطبرة "لم تعد هناك أي حدود باقية. لذا يختبر الناس الحدود الداخلية.. لمخاوفهم الخاصة" ويضيف ان هذه الظاهرة ظهرت في بريطانيا قبل نحو عقد من الزمن.
وفقد اريك بويكو مؤسس موقع على شبكة الانترنت eFundraising.com لجمع التبرعات أصبعين على جبل اكونكاجوا في الارجنتين اثناء جمع مئة ألف دولار لجمعية لمرضى الزايمر في مونتريال ورغم ذلك لم يرتدع وكرر هو وثلاثة من اصدقائه التحدي في دينالي في الاسكا في عام 2006. وينوي تسلق جبل افرست في عام 2008 .
ويقول بويكو "نخاطر بحياتنا وباصابع ايدينا واقدامنا ولكن جمع الاموال بهذا الاسلوب أسهل."
واصيب جيمي بيكر بتقرحات في الصيف الماضي اثناء عدوه وسط نيران تمتد لمسافة ستة امتار لجمع خمسة الاف استرليني (عشرة الاف دولار) لجمعية لحماية الحيوانات البرية في هايبريدج في بريطانيا.
ويقول عن تجربته "لا تهدر وقتك سدى."
وذكر مايكل نيلسون المتحدث باسم رابطة محترفي جمع التبرعات ان نسبة تقل عن واحد في المئة من 260 مليار دولار جمعت في الولايات المتحدة في العام الماضي جاءت من خلال ممارسة أعمال خطيرة.
ويقول انصار مثل هذ الانشطة ان جمع التبرعات ليس الهدف الوحيد وانها تسهم في زيادة الوعي.
وتقول ساندرا سيمز من تكساس وهي تدرب ممارسي هذه الاعمال الخطيرة "الضجة هائلة في الخارج وينبغي ان تحدث دويا كبيرا حتى تلفت الانتباه."
وفي عام 2006 تزلج بنيامين جوردان وثلاثة من اصدقائه عبر كندا لجمع 65 الف دولار كندي (95 ألف دولار امريكي) لمؤسسة علاج سرطان الثدي الكندية وكان جمع التبرعات الحجة المناسبة لمغامرة تحرره من اي ذنب.
وقال جوردان (26 عاما) من فانكوفر بكندا "يبدو ان تمضية خمسة اشهر فوق لوح تزلج عملا انانيا. ولكنه لم يبدو اهدارا للوقت حين تجمع اموالا لهدف.. صحة نساء نحبهن."
واصبح نفس الهدف قضية شخصية لمات مكلون من ويسكونسن حين اصيبت والدة صديقته بالسرطان في عام 2005. واتاح له مثل هذا العمل المساعدة.
وفي وقت لاحق جمع 20 ألف دولار لابحاث علاج سرطان الثدي بعدما قام بمئة قفزة حرة من طائرة مستعينا بمظلة في يوم واحد.
وتابع مكلون (28 عاما) "ابعد هذا العمل القلق عن ذهني. كانت من أكثر اللحظات تاثيرا في حياتي."
وقال بيتمان ان الرجال يريدون القيام بعمل ايجابي لتخفيف شعورهم بقلة الحيلة وقت الازمات.
وعلى مدار ثمانية اعوام بحث دال فولول عن وسيلة لاحياء ذكرى ابنه دالتون الذي قتل في حادث سيارة وهو في السابعة من عمره. وكان الاثنان يركبان الدراجة النارية الخاصة بفولول ويترددان علي متجر الدراجات النارية.
وفي اكتوبر تشرين الاول سجل رقما قياسيا عالميا لركوب الدرجات النارية بعدما قطع أكثر من 53 ألف كيلومتر في 30 يوما جاب خلالها 48 ولاية امريكية وجمع 300 ألف دولار لمركز جديد لزراعة الاعضاء يحمل اسم ابنه الذي تبرع باعضائه ايضا.
وركب فولول دراجاته النارية لمدة 18 ساعة يوميا وكثيرا ما دفعه الارهاق للتوقف ولكن احساسه بركلات قدمين صغيرين كان يحفزه على المواصلة.
وقال فولول (48 عاما) "مثل اي طفل كان دالتون يركل ظهر مقعد والده. في البداية اعتقدت انه خيالي ولكنني اعتقد ان ابني كان يلهمني لاواصل مسيرتي."
وكثيرون ممن يسعون لجمع تبرعات من خلال اعمال خطيرة يتعرضون لمخاطر بدنية جلية وعقلية اقل وضوحا لكنهم جميعا يقولون ان الدافع العام يرتبط بمسعى أقل جلاء لتحقيق نوع من الرضا عن الذات.
وقال جوردان الذي كان يخشى تسلق الجبال على لوح تزلج "انه اكثر الاعمال انسانية التي قمت بها. تنسى مدى عرفانك بكونك على قيد الحياة حيت توشك ان تفقدها."