إيلاف+

الصحافة الكردية يريدونها حرة وأليفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نزار جاف من بون: تراوحت آراء المواطنين في سائر ارجاء المدن الکوردية بخصوص"الصحافة الحرة"، ففيما تهکم البعض منها من الاساس، أو إستهزأ نفر آخر من الناس، فإننا لمسنا قناعات لدى أناس آخرين بمصداقية الموضوع وانه موجود فعلا. المواطن"محمد هدايت"من اربيل، قال"أنا لا أثق بأن هناک صحافة كوردية حرة، إذ يجب قبل ذلک أن يتمتع المواطن بحرية تامة من کل النواحي، هذا بالاضافة الى انه يجب إعداد المواطن لکي يمارس الحرية و يتفهم طقوسها، الحقيقة ان ماجرى في منطقة شيخان قبل مدة يؤکد ان عقلية المواطن الکوردي و مستوى وعيه بشکل عام، مازالت دون مستوى الطموح، مازالت القيم الاجتماعية و الدينية و العشائرية المتخلفة تتحکم فيها فکيف نتحدث عن صحافة حرة في هکذا أوساط؟".
جوتيار عمر اما المواطن"عباس علي"فقد قال"هناک جهات متنفذة خلف هذه الصحف التي تدعي انها حرة بمعنى الکلمة سواء في اربيل أم السليمانية، وهي في مجملها بمثابة لعبة لإلهاء المواطن لکي يتصور ان هناک من يعکس وجهة نظره و طموحاته، لو کانت هذه الصحافة حرة فعلا، فلماذا لا يتصدون لموضوع الفساد المستشري في کوردستان مثلا؟ کل الامر لعبة في لعبة".
أما جوتيار عمر فقد قال:"نعم هناک صحافة حرة والدليل هو ذلك التغيير الذي بتنا نحس به من حيث نوع و اسلوب و مضمون المواد المطروحة، کما أن إزدياد الانباء الخاصة بإعتقال أو مطاردة أو إهانة الصحفيين أو التعرض لهم بإي شکل من الاشکال يدل على أن هناك فعلا صحافة تسير على الطريق الصحيح".

صحافة بلا سلطة
الکاتبة و الصحفية فينوس فايق کان لها رأيها الخاص عندما سألناها عن وجهة نظرها بخصوص الصحافة الحرة في کوردستان فقالت:"قبل بضعة أشهر زرت کوردستان، و وجدت فعلا ان هناک صحافة حرة بمعنى الکلمة وقد فوجئت و أنا أقرأ أکثر من صحيفة أو مجلة بآراء و مواضيع جريئة و غير مسبوقة، لکنني وفي نفس الوقت تتبعت الامر لأجد تأثير هذه الآراء و المواضيع المطروحة و صدى تأثيرها على السلطات المحلية وللأسف وجدت ان التأثير يکاد يکون معدوما. وهذا الامر جعلني أمام حقيقة مهمة و هي ان الصحافة الحرة في کوردستان، ليس بالامکان أبدا أن نطلق عليها لقب"السلطة الرابعة" إذ انها تستحق ذلک لو کانت لآراءها وقع و صدى في أروقة البرلمان و الحکومة و مايتشعب عنها"

800 حالة إيدز في کوردستان!!
محمد صديق شکري رئيس تحرير صحيفة کوردستان ريبوت الليبرالية صرح لإيلاف قائلا:"الصحافة الحرة في کوردستان موجودة فعلا، لکن و بسبب من أن الصراع السياسي الآيديولوجي في کوردستان لم تحسم بعد کما ان مسألة التدخلات الخارجية في کوردستان هي الاخرى لم تحسم بعد، فإن حرية الصحافة مکبوتة أي إنها لا تنال الاهتمام الکافي، أنا بإمکاني أن أنتقد السلطة الکوردية بصورة إيجابية أو أنتقد حزب ما، لکن لو کان إنتقادي هذا يصب في غير مصلحة هذا الحزب أو ذاک، فسوف أجد نفسي مباشرة أمام تهمة ملفقة من قبيل إنني صنيع أجنبي أو إنني أمهد الارضية للإرهاب. قبل مدة نشرنا في صحيفتنا خبرا عن منظمة"يوتوبوري"السويدية حيث يقول ممثلها في کوردستان في تقريره الذي نشرناه ان"هناک 800 إصابة بمرض الايدز في کوردستان"، وقد نشرنا هذا الخبر لأهميته ولکونه مرتبطا بالامن القومي الکوردي. غير ان الامر الذي فاجأنا هو إجابة السيد وزير الصحة في حکومة إقليم کوردستان، إذ قال:"هؤلاء مثيرون للشغب و ارهابيون" وقد خاطبنا الوزير من خلال الصحيفة بقولنا"وزير الصحة لو تکلم بغير ادلة عن موضوع ما، فإننا نقول له انک تتکلم بصورة غير مسؤولة ومثلما ان منظمة يوتوبوري السويدية تمتلک وثائق فإنک لاتمتلک شيئا من ذلک کي ترفض تلک المسألة".

الصحافة الحرة في کوردستان لم تصبح بعد سلطة رابعة!
عدنان عثمان، رئيس تحرير صحيفة"هاولاتي"الصادرة في السليمانية و المثيرة للجدل، أجاب عن سؤال لنا بخصوص رؤيته للصحافة الحرة فقال"إحدى المشاکل هي توضيح مفهوم الحرية في العمل الصحفي و بوجه خاص في الوقت الحاضر بکوردستان. حرية الصحافة أو الصحفيين لا يحدد من قبل السلطات و حتى السلطات القضائية، وانما هناک مجموعة أعراف و قيم متعارف عليها کثيرة لها التأثير على المجتمع بکل أبعاده المختلفة، ومن هنا يمکن الحديث عن الحرية. وعند الکلام عن حرية الصحافة في کوردستان يجب في البداية التمييز بين ثلاثة أنواع هي:
الصحافة الاهلية، الصحافة المستقلة، الصحافة الحرة. الاهلية بمعنى إنها لاتدار من قبل جهة حزبية أو حکومية وإنما من قبل شخص أو شرکة. أما الصحافة المستقلة والتي هي مکملة للنوع الاول، فإن القصد هو إستقلالها المالي و الاداري، هذا المصطلح يقترب بصورة أقل من الناحية السياسية و الآيديولوجية للعمل الصحافي. لکن من الممکن أحيانا إستخدامها بهدف الاستقلال عن عن حزب أو سياسسة. لکن الذي يجمع کل هذه الاتجاهات مسألة الحرية. الحرية في النشر و التعبير، في نشر الخبر و المتابعات و التحقيقات من دون الاکتراث للجهات الحزبية و الاوساط السياسية والتوجس من موقفهم المضاد. نعم ان الصحافة الحرة في کوردستان حقيقة لاتقبل النقاش، هاهي هاولاتي تقترب من عامها السابع و کانت دوما تسعى لأن تجسد تطلعاتها الحرة و المسقتلة في کل أعمالها. أما الحديث عن المدى المتاح للحرية، فإنه لابد من القول بإننا ومنذ البداية قد إصطدمنا بالعقلية الحزبية الضيقة والصحافة في هذا البلد حيث الاحزاب الکثيرة، فإن مسألة الاستقلالية و الحيادية ينظر إليها بعين الشک و الريبة و لحد الان يتهموننا بأننا ندعم جهة ما" أما حينما سألناه عن مايشاع بخصوص تبعية صحيفته للاتحاد الوطني الکوردستاني، فقد قال"في الحقيقة بمقدوري أن أقول ان أکثر النقد الموجه لنا هو من قبل مسؤولي الاتحاد الوطني، أنا بنفسي لم أسمع لحد الان تلک الاشاعات بخصوص إننا من صنائع الاتحاد الوطني. هم يمتلکون عشرات القنوات الاعلامية، ترى ماهي حاجتهم الى صحيفتنا؟ النخبة العاملة في هاولاتي معروفة مثلما وجهات نظرهم السياسيـة أيضا واضحة، وان ولادة هاولاتي و الناحية المالية المرتبطة بها معروفة لأکثر جماهير کوردستان، خصوصا واننا وکعرف مالي متبع ننشر سنويا التقرير المالي الخاص بصحيفتنا" وعندما سألناه عن الخصائص التي تميز هاولاتي عن غيرها من الصحف أجاب"خصوصيتنا تنبع من أننا أول صحيفة أسبوعية مستقلة مستمرة بالصدور بصفات متباينة من حيث صياغة الخبر و التحقيقات الصحفية، نحن أول من عبرنا الخطوط الحمراء و تجاوزنا الحدود المألوفة في العمل الصحفي. وأن مرجعيتنا الوحيدة في العمل الصحفي هي الاخلاقية الصحفية إذ من الممکن أن تمنح الاحزاب الاولوية للمرجعية السياسيـة و الفکرية لها." وفي إجابة قاطعة له بخصوص هل أن الصحافة الحرة الکوردستانية قد أصبحت سلطة رابعة قال"کلا، الصحافة الحرة في کوردستان لم تصبح سلطة رابعة و مازال الکثير أمامنا لکي نصل الى تلک المرحلة. لحد الان بنظرة الشک وعدم الاهمية ينظر الى العمل الصحفي و ذلک أدى الى أن لاتکون متابعاتنا في مستوى الطموح الذي نرنو إليه"

صحافة حرة ولکن...
مجيد صالح، رئيس تحرير صحيفة"الانفال" قال بخصوص رؤيته للصحافة الحرة في کوردسستان:"حتى مجيد صالح عام 1991، کان هناک في کوردستان نوعين من الصحافة، تلک التي کان يصدرها النظام البعثي، وتلک التي کانت تصدر في الجبال من قبل الاحزاب الکوردستانية، وکلا النوعين کان وراءهما أهداف سياسية و في نفس الوقت کانا وليدي مجتمع غابت عنه المفاهيم الديمقراطية و الدستورية، کما انه لم تکن هناک صحافة مستقلة. بعد إنتفاضة 1991، و عدم بقاء سلطة البعث في کوردستان، فتحت الابواب أمام الطرف الثالث و کانت هنالک محاولات حثيثة تجلت في إصدار مجلة"تايم" و مجلة"کوفار"و صحيفة"امرو"، غير انها جميعا و لأسباب متباينة لم يتوفقون. وفي بداية عام 2000 ظهرت صحيفة"هاولاتي"مثل نموذج جيد للصحافة الکوردية الحرة وتمکنت خلال فترة من تلفت إنتباه الشارع الکوردي. وبعد تحرير بغداد عام 2003، صدرت صحف نظير"آوينهzwnj;" و"آسو"و بدأ بث راديو"نوا". وفي رأيي مازالت الصحافة الحرة في کوردستان في بداية الطريق لکن العقبات أمام الصحافة الکوردية الحرة مقارنة ببقية بلدان المنطقة قليلة. وهنا لابد من الاشارة الى قانون المطبوعات رقم 10 لسنة 1993 و مشروع القانون الذي تبتغي نقابة صحفيي کوردستان أن تعرضه أمام برلمان کوردستان. برأيي انه وبعد إقرار دستور إقليم کوردستان لمادة مهمة مثل"حق إستحصال المعلومات"، فإنه يمکن معالجة الکثير من مشاکل صحفيي کوردستان. أما بخصوص رأيه بمستوى الصحافة الحرة في کوردستان فقد قال:"کما تعلم ان النظام السياسي الکوردي مازال في طور مرحلة إنتقالية، وإنني أتصور بأن الصحافة الحرة في کوردستان لم تصبح بعد سلطة رابعة و ان تأثيرها على الرأي العام مازال ضعيفا. هناک في کوردستان خمسة ملايين نسمة، لنفترض مثلا ان هناک مليون متعلم وأن هناک 100 ألف قارئ للصحف من بينهم، فإنه بمقارنة ذلک مع عدد النسخ المطبوعة لصحيفة"هاولاتي"التي تصل الى عشرين ألف نسخة فإنه يتضح لنا ضعف التأثير على الرأي العام. أما بخصوص سؤالنا متى ستصبح الصحافة الکوردية الحرة سلطة رابعة في کوردستان، فقد قال:"هناک الکثير من العوامل التي تمهد لمثل هذا الموضوع لکن من أهمها تثبيت المعالم الدستورية و القانونية في الاقليم مع تبلور سياق يجنح نحو الشفافية، سيکون من شأنه المساعدة على التعجيل بنشوء السلطة الرابعة في کوردستان. منک مشروع قانون مطروح للدستور في برلمان کوردستان وبإقراره سوف يمکن من أن تصبح الصحافة الحرة في کوردستان سلطة رابعة. لکن هناک مسألة أود الاشارة إليها وهي ان الکثيرين من الذين يعملون في المجال الصحفي الکوردي، هم طارئون عليها وليسوا بأصحاب خبرات، جلهم شعراء و کتاب قصة و سياسيون فاشلون من الذين لم يتوفقوا في مجالات عملهم فإقتحموا هذا العالم ظنا منهم بسهولته لکنهم لايدرون بانهم يعقدونه.

السلطة الکوردية و صحافة أليفة!
رئيس تحرير موقع"سبهzwnj;ي"الالکتروني، سردار عبدالله قال مجيبا عن سؤال حول مدى تمکن الصحافة الکوردية من التعبير عن طموحات و آمال الناس : الصحافة الکوردية تمکنت الى حد ما من التعبير عن طموحات و آمال الناس، غير انها لم تتمکن من الاقتراب بصورة جيدة منها و تعبر عنها بالشکل المطلوب.

وعن نظرة السلطة الى الصحافة، قال عبدالله:"السلطة الکوردية و الصحفيين يخلطون بين مفهومين وهنا حدث نوع من الارباک، فنحن لانميز بين الصحافة الحرة و حرية الصحافة. السلطة الکوردية بصورة عامة تريد صحافة أليفة ومطيعة إليها وهي مثل السلطات التقلليدية في بلدان المشرق تخاف من الحرية بصورة عامة و من حرية الصحافة بشکل خاص.
أما في رده على سؤال بخصوص متى ستشکل الصحافة الکوردية سلطة رابعة، قال عبدالله:"الصحافة الحالية تحتاج أمامها وقت طويل کي تصبح سلطة رابعة، قسم من ذلک يعود الى السلطة السياسية، قسم الى تکوين المجتمع، وقسم الى ذات الصحافة الکوردية. أما عن کثرة أعداد الصحفيين في کوردستان فقد قال:"على العکس أنا أعتقد أنه ليس هناک في کوردستان صحف و صحفيين بصورة کبيرة، ومن الممکن أن يکونوا أقل من المطلوب، لکن مع ذلک ليست هنالک أية آلية أو برمجة خلف ذلک فکل يعمل بحسب مايشتهي!

إعتقال و خطف و إهانة الصحفيين
تکاثرت في الآونة الاخيرة حوادث من قبيل خطف الصحفيين أو إهانتهم أو إعتقالهم کما حدث بالنسبة لرئيس تحرير مجلة"دلفين"، وهي حوادث رأى فيها البعض إنها تجسد بداية مرحلة جديدة تجسد نوع من المصداقية في العمل الصحفي، فيما رأى فيها بعضا آخرا من أنها تجسد حالة غير صحية المسؤول الاول و الاخير عنها هي السلطة نفسها.

السلطة ماذا تقول؟!
وبما أن رئيس تحرير مجلة دلفين قد أعتقل في مديرية آسايش"أمن" السليمانية، فقد إتصلنا بالمديرية المذکورة و سألناها بخصوص ذلک الامر طالبين بيان رأيها أساسا بخصوص حرية الصحافة و مدى قناعتها بذلک، فقال مصدر مسؤول في المديرية المذکورة:"قبل کل شئ ليس هناک شئ اسمه قانون الصحافة لافي کوردستان و لافي العراق حتى، لابد من أن تکون هناک معايير و ضوابط قانونية وأخلاقية عند نشر موضوع معين. ومع أن ليس هناک أي رقابة على ماينشر، فأن الکثير من الذي ينشر يدخل في باب التشهير خصوصا عندما يتناولون حوادث إجتماعية أو حتى ذات طابع سياسي، ذلک إنها لاتمتلک في أغلب الاحيان طابعا تحقيقيا وإنما مجرد التعرض و التشهير. کمثال، مجلة"دلفين"کتبت عن الرئيس جلال الطالباني"الرجل المريض يوزع ميراثه"، وکما هو معروف أن الانسان عندما يموت يوزع أرثه وليس وهو في الحياة وهذه حقيقة تستمد جذورها من أسس قانونية و بمقدور السيد الطالباني أن يقيم دعوى قضائية مثلا على المجلة المذکورة ويقول أنا حي فعن أي إرث تتحدثون؟ وعلى هذا الاساس تم إستدعاء رئيس تحرير المجلة المذکورة الى مديريتنا و تم إستيضاحه بخصوص مانشره علما لم توجه إليه أية تهمة مثلما لم يتم التعرض له بأي وجه من الوجوه". وأشار الى أن:"العديد من المواطنين قد رفعوا دعاوي قضائية ضد صحفيين لأنهم تعرضوا لهم بشکل تشهيري، وفي رأيي يجب أن يکون الصحفي واثقا من الذي يکتبه و ينشره و يعتمد على أسس واضحة وليس على مجرد فرضيات أو معلومات غير واضحة المعالم لغرض الشهرة و لفت الانظار".

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاحد 6 مايو 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف