مدخنون: الاقلاع عن التدخين امر سهل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مدخنون: الاقلاع عن التدخين امر سهل لكنه يحتاج الى تصميم وارادة
وفاء مطالقة من عمان: كان لرسالة وضعتها صغيرته في جيبه اثر كبير في تاكيد رغبته بالاقلاع عن التدخين، اذ قالت له " ابي العزيز، عندما تنفث الدخان حولك اتخيل شبحا رماديا يلتف حولك يريد ان يخطفك من بيننا، اعلم انك تحبنا ولكن حبنا لك اعظم، نريدك بيننا بصحتك وعافيتك، ارجوك يا والدي ان تترك تلك السجاير الكريهة لاجلنا ".
رئيسة قسم الوقاية من اضرار التدخين في وزارة الصحة الدكتورة ايمان الجغبير تؤكد ان نوع المرض الذي قد يصاب به المدخن غير مرتبط بعدد السجاير المدخنة اذ ان سيجارة واحدة قد تعمل على تحفيز خلايا معينة ويكون لها ضرر كبير على الجسم.
اما احمد شحادة / 50 عاما / فقد بدأ التدخين منذ كان عمره 6 سنوات كما يقول حيث لجأ الى التدخين كوصفة شعبية لوقف الرعاف.. وبدا يدخن سيجارة عندما يصاب بالرعاف ولم تف ست عمليات "كي" لانفه لايقاف النزف.
ومنذ ذلك الوقت بدا التدخين تدريجيا بحجة وقف او منع النزف في انفه الى ان اصبحت عادة عنده وتطور الوضع ليصبح ادمانا بالكامل اذ وصل به الوضع سوءا الى ان دخن حوالي ثماني علب باليوم بما يعادل / 120 سيجارة / ليقرر مؤخرا محاولة ترك التدخين او التخفيف منه.
يقول..خضعت لعدة جلسات في مراكز الاقلاع عن التدخين في محاولة للاقلاع الكامل عنه الا انني لم اتمكن من ذلك.. والنجاح الذي حققته تلخص بخفض عدد السجاير التي ادخنها يوميا الى "علبتين ".
وزير الصحة الاسبق / اختصاصي الانف والاذن والحنجرة الدكتور زيد حمزة ينفي ان تكون هناك اي علاقة بين وقف الرعاف والتدخين مؤكدا انه لا يوجد اي اساس علمي لوقف الرعاف عن طريق التدخين وانه من المستحيل ايقاف النزف لدى اي شخص بسبب التدخين.
ويقول ان العلاج المعروف والدارج لحالات الرعاف هو الكي وقد اثبت جدواه عالميا.
احد الذين اقلعوا عن التدخين بالكامل علي الجبور يقول ان التدخين والتعلق بالسجاير هو وهم كبير يسيطر على الانسان وان تركه شيء سهل جدا اذا ما صمم الانسان على ذلك.
ويضيف انه بدأ التدخين صدفة الى ان تعلق به ولم يستطع تركه..وان عائلته لعبت دورا في مساعدته على تركه وان اجمل شيء في حياته انه استطاع الاقلاع عن عادة التدخين.
وينصح من يفكر بالاقلاع عن التدخين ان يبعد من حوله "الولاعة ومنافض السجاير" التي تشعل الرغبة بالتدخين لدى الشخص اضافة الى الابتعاد عن المدخنين خاصة في الايام الاولى من تركه التدخين.
ويبين ان كل نشاطاته في الحياة تغيرت بعد الاقلاع عن التدخين حيث اصبح يعمل لوقت اطول وبدون شعور بالتعب.
رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور زيد الكايد يحذر من استمرار وباء التدخين دون اي اجراءات رادعة ويقول انه بحلول عام 2020 سيرتفع عدد الوفيات في العالم الى 10 ملايين وفاة سنويا اي بحوالي وفاة واحدة لكل ثلاث ثوان.
ويشير الى خطورة الادمان على التدخين حيث يكون التدخين سببا مباشرا او غير مباشر في معظم الامراض التي تصيب اعضاء الجسم المختلفة مبينا ان نسبة الوفيات الناتجة عن السرطان ويكون التدخين سببا فيها في العالم تشكل 30 بالمائة.
ويقول ان زيادة الاصابة بالامراض السرطانية يعتمد على عدد السجاير المستهلكة وعلى طول فترة التدخين وتزداد اكثر اذا ما ترافق مع شرب الكحول مثل سرطانات الرئة والفم والبلعوم والمريء والمثانة والبنكرياس والمعدة والكلى.
وعن الاعراض الانسحابية التي ترافق الاقلاع عن التدخين قال انها مجموعة من الاعراض التي تظهر على المدمن بعد الانقطاع المفاجىء عن التدخين او تعاطي المخدر او تخفيف جرعته موضحا ان شدة ودوام هذه الاعراض تتوقف على نوع المادة المخدرة وجرعتها قبل الانقطاع او تخفيف الجرعة المباشرة.
مدير السلامة الصحية في وزارة الصحة الدكتور مالك حباشنة يقول ان التدخين يعتبر وباء ومشكلة ذات عواقب كبيرة على الصحة العامة وتتطلب تعاونا وطنيا واقليميا واسعا لمجابهته والحد من اخطاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
ويبين ان عدد المدخنين في العالم يقدر حاليا بحوالي 3ر1 بليون مدخن بينهم 800 مليون في دول العالم الثالث ويسبب حوالي خمسة ملايين وفاة سنويا.
ويقول ان استخدام بدائل النيكوتين لمساعدة المدخنين بالاقلاع عن التدخين حقق نجاحا يصل الى 22 بالمائة عالميا كاقلاع كامل عن التدخين.
ويركز على ان الرغبة والارادة القوية مهمتان جدا في مكافحة الادمان سواء على السجاير او المخدرات موضحا ان النيكوتين يعتبر مادة مدمنة يظهر تاثيرها على المدى البعيد وان كافة مدمني المخدرات هم من المدخنين.
الدكتورة ايمان الجغبير تقول ان هدف عيادة الاقلاع عن التدخين التابعة لوزارة الصحة يتمثل بمساعدة الراغبين بالاقلاع عن التدخين بعدة وسائل منها المشورة والارشاد وتقديم بدائل النيكوتين للسيطرة على وضع الشخص من الاعراض الانسحابية التي ترافق الاقلاع عن التدخين.
وتضيف انه يتم تقديم فلاتر النيكوتين واللصقات والعلكة للراغبين بالاقلاع مجانا في محاولة لوضعهم على الطريق الصحيح لاستئصال المشكلة.
" يزور العيادة يوميا بين 2 الى 3 اشخاص وتصل نسبة النجاح في الاقلاع عن التدخين الى حوالي 20 بالمائة من عدد الزائرين ممن يقلعون تماما عن التدخين "بحسب الجغبير.
وتشير الى ان كل ما يقال عن ان نسب القطران والنيكوتين تختلف من صنف دخان الى اخر ليس له اهمية فيما يتعلق بالضرر وتقول ان ذلك من الطرق التي يتم ابتداعها للتسويق وتتماشى مع مصلحة المنتج بشكل اساسي وبالتأكيد ليس مصلحة المدخن.
وتؤكد انه اذا انخفضت نسبة القطران والنيكوتين في نوع معين من الدخان فان الانواع الاخرى السامة الموجودة في السيجارة تصل الى 4000 مادة سامة غير معلن عنها.
وتقول ان علاج المدمن على التدخين يرافقه نظام خاص يبنى بحسب كل شخص وطريقة حياته وضمن خطوات معينة.. فعادة نبدأ بالابتعاد عن التوتر والاصدقاء المدخنين.
المعالجة الفنية في مركز "اي كيو اس" الذي بدا العمل في عمان منذ ستة اشهر نهلة عازر تقول ان طبيبا ايطاليا طور مع فريق فني طريقة جديدة للاقلاع عن التدخين تعتمد بشكل رئيسي على تحفيز نقاط الانعكاس في الاذن بمساعدة الموجات الالكترومغناطيسية ليعالج ادمان النيكوتين وذلك بخطوتين تعتمد الاولى على ازالة سمية الجسم حيث يتم اعطاء موجات الكترومغناطيسية ذات كثافة وتوقيت معين تقوم على تكسير جزيئات النيكوتين المرتبطة بالاعضاء وتدفعها مع البول.
وتضيف ان الخطوة الثانية تعتمد على تحفيز النقاط المنخفضة في الاذن والتي تتصل بغدة ما تحت السرير البصري وتزيد من افراز هرمونات البيتا اندوفين ( هرمونات السعادة ) في الجسم وتقضي على الرغبة في النيكوتين في الجسم بنسبة تصل الى 80 بالمائة بعد الجلسة الاولى من العلاج.
وتقول انه مع تزايد الهرمونات خلال الايام الثلاثة التالية يصبح ترك التدخين اسهل على المدخن.. واذا كانت الرغبة في ترك التدخين ما زالت موجودة كما هو الحال عند 20 الى 30 بالمائة من المدخنين " بشراهة " فبامكان المدخن العودة خلال الاسابيع التالية الى جلسة علاج اخرى.