رواد الفضاء الروس لا يحبون العودة للارض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رواد الفضاء الروس لا يحبون العودة الى الارض وتعلم المشي من جديد
ستار سيتي (روسيا):لو خير رواد الفضاء الروس لما عادوا الى الارض.. فهذا هو الجزء الذي لا يحبونه كثيرا في رحلاتهم الفضائية. ويقول رائد الفضاء الروسي فلاديمير ديجوروف لرويترز "أفضل جزء وأجمل جزء هو بعد بدء الرحلة حين تنظر مباشرة الى الارض. "الارض تشبه بالونا كبيرا أزرق.. هذا البالون الجميل الطائر وكل ما دونه سواد حالك."
عاش ديجوروف في ستار سيتي التي كانت من قبل قاعدة محاطة بالسرية لتدريب رواد الفضاء قرب العاصمة الروسية موسكو 21 عاما وقام بمهمتي عمل مدة كل منهما أربعة أشهر في محطة الفضاء الدولية على بعد 350 كيلومترا فوق الارض.
لا يستطيع ان يفكر في مهنة يحبها أكثر من مهنة رائد الفضاء على الرغم من انه بعد عملية الاطلاق وبخلاف هذه اللمحة التأملية لكوكب الارض الذي يعيش فيه لا يبقى هناك "سوى العمل والعمل والعمل ليلا ونهارا."
ورغم كل ذلك يرى ديجوروف ان الشيء الذي ينغص عليه مهمته لا ساعات العمل الطويلة او افتقاد الاهل والاصدقاء بل العودة الى الارض.
ويقول "أصعب شيء هو العودة الى الارض" والمشكلة لا تكمن في الوضع الدنيوي وما يتطلبه من دفع الفواتير وشراء الطعام والمهام الروتينية التي يجب استكمالها بل لان "الانسجة العضلية تفسد بسرعة شديدة. وتجد صعوبة في المشي. عليك ان تتعلم المشي مجددا وكأنك طفل صغير."
ويتدرب رواد الفضاء يوميا اثناء وجودهم في رحلات فضاء حتى لا تضمر سيقانهم وأقدامهم التي يقل استخدامها في حالة انعدام الوزن. والامر يتطلب عدة اسابيع تحت اشراف طبي حتى يستعيدون لقياتهم الكاملة بعد رحلة طويلة في الفضاء ويصبحون مؤهلين للعيش مجددا على الارض.
وستار سيتي هي بلدة رمادية اللون من الحقبة السوفيتية يعيش فيها نحو 5000 نسمة. وتحتاج غالبية مبانيها التي تعود الى الستينيات من القرن الماضي الى عمليات تجميل عدا مجموعة من الاكواخ البيضاء الجميلة التي بنتها ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لروادها. والدخول الى البلدة مازال مقيدا بدرجة كبيرة.
خلف الاروقة الضخمة الفارغة المزينة بأعمال فنية من الطراز السوفيتي توجد قاعات تدريب ومكاتب مليئة بمعدات تبدو قديمة لكنها تخفي واحدا من أعقد الانظمة الالكترونية في العالم وأدقها.
والانطباع السائد بان الزمن توقف في ستار سيتي ليس زائفا في مجمله. ويقول ديجوروف ان رواد الفضاء لم يشعروا بأي تغيير جذري بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 .
وقال "لم يكن لذلك تأثير كبير على عملنا. التمويل استمر ربما قل قليلا لكننا ظللنا نعمل دوما."
يتدرب رواد الفضاء الروس وهم عادة طيارون حربيون او مهندسون او اطباء على ضغوط السفر داخل صاروخ ضيق والعيش في حالة انعدام الجاذبية الارضية.
وهم يتدربون على انعدام الوزن داخل طائرات خاصة تنطلق في صعود حاد يتلوه هبوط حاد مماثل يولد قوة طرد تعادل الجاذبية فتلغي أثرها.
وكتب تشارلز سيموني وهو خامس سائح في العالم يقوم برحلة الى الفضاء في مدونته بعد التدرب بهذه الطريقة في فبراير شباط "انه شيء مختلف تماما عن اي تجربة سابقة."
وفي تدريب اخر يحاكي جهاز طرد مركزي عملاق الجاذبية الارضية التي يتعرض لها المسافر في الفضاء اثناء الاطلاق واثناء اختراق الغلاف الجوي والعودة الى الارض ويشعر خلالها رائد الفضاء بأنه أثقل أربعة أمثال ثقله الحقيقي.
ويمكن لمن يستطيع انفاق 25 مليون دولار ان يقوم بهذه التدريبات ثم يطبقها فعليا كزائر لمحطة الفضاء.
وعاد سيموني وهو مدير تنفيذي سابق في مايكروسوفت سالما الى الارض في 21 فبراير شباط بعد رحلة استغرقت اسبوعين.
ويقول كريس فارانيتا وهو مدير تنفيذي كبير في الشركة السياحية التي رتبت رحلة سيموني عن هذا النوع من السياحة القريب من النجوم "المسألة تتعلق بأن نفهم من نحن ومن أين أتينا. نحن خلقنا من غبار النجوم..كلنا."
لكن سواء كان المسافر رائد فضاء محترف أم سائح فضاء فالكل يتساوى في لحظة الارتطام بالارض.