إيلاف+

جزر قطبية تدعو السائحين لمشاهدة الآثار السلبية للمناخ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جزر قطبية تدعو السائحين لمشاهدة الآثار السلبية لتغيرات المناخ

اليستير دويل من لونجييرباين (النرويج): تعلن سلسلة من الجزر القطبية النائية عن نفسها بوصفها معرضا للآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض. وبوسع زوار سلسلة جزر سفالابارد مثلا مشاهدة حيوانات الرنة والفقمة والدببة القطبية في المنطقة التي يقول علماء الامم المتحدة عنها إن معدلات التغيرات المناخية بها تعادل ضعف ما يحدث في بقية أرجاء المعمورة الامر الذي يمثل نذيرا بحدوث التغيرات.

رجل يركض بجوار لافتة تحذر من وجود دببة قطبية في المنطقة في جزيرة سفالبارد وتقول السلطات المحلية إن مثل هذه الزيارات السياحية تعد أقل ضررا على البيئة من جولات تنظمها روسيا للمناطق القطبية الشمالية تتضمن زيارات لكاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية او رياضة القفز بالمظلات.

وقال برون بيرجستروم الخبير البيئي بمكتب الحاكم الاقليمي " انها منظومة بيئية ضمن منظومات قلائل في العالم تتسم بان الدب القطبي هو ضحيتها الرئيسية."

وأضاف "ربما كانت سفالبارد خير مكان يمكن ان تشاهد فيه التغيرات."

وتتراجع جبال الجليد في مناطق من الارخبيل الذي تديره النرويج وهي اضخم المناطق المقفرة في اوروبا وعثر الصيف الماضي على بعض من الجزر التي لم تكن معروفة من قبل بعد ذوبان جبال جليدية.

وقام كل من هيلاري كلينتون وجون مكين عضوا الكونجرس ومرشحا الرئاسة لخلافة الرئيس الامريكي جورج بوش عام 2009 بزيارة لهذه المناطق القطبية عام 2004 ومنذ ذلك الحين يقوم رؤساء حكومات في المناطق الشمالية وسائحون وطلبة علوم الارصاد الجوية وباحثون في المناطق القطبية بزيارة هذه الاصقاع.

وقضى السائجون ويجيء معظمهم في سفن ما مجموعه 70 الف ليلة سياحية في هذه الجزر العام الماضي بالمقارنة بصفر من الليلات السياحية منذ 20 عاما ويقول بيرجستروم ان هؤلاء السياح أغنياء لذا تكون اراؤهم مسموعة عندما يعودون الى اوطانهم.

وتقول هيلين بيويرنوي وزيرة البيئة في النرويج لرويترز " سفالبارد ملتقى مهم.. تشاهد بوضوح هناك ذوبان الجليد والمشاكل التي تواجه الدببة القطبية والطيور والتي تضررت بفعل ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض والتلوث البيئي."

وتسعى النرويج لاستقطاب المزيد من اهتمام العالم لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكوكب او ما يعرف باسم الاحترار.

وحددت البلاد في الشهر الماضي اقسى هدف قومي في العالم الا وهو ان تصبح خالية تماما من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050 دون اي انبعاثات غازية ضارة ناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تنجم اساسا من احراق الوقود الحفري.

ومن بين التغيرات الجذرية للونجييرباين محاولة التأثير على الساسة كي يصبحوا اكثر اهتماما بالبيئة. ولونجييرباين قرية يقطنها 1800 نسمة وشيدت مباني القرية حول منجم للفحم حيث تصل درجة الحرارة في مطلع مايو ايار الى نحو خمس درجات مئوية حتى مع سطوع الشمس.

وتنبعث ادخنة رمادية من مدخنة عالية بمحطة للقوى تعمل بالفحم تنتشر في الاجواء القطبية النقية في منطقة سفالبلارد التي تغطي جزرها منطقة شاسعة تصل في مساحتها الى مساحة جمهورية ايرلندا.

وتسعى سفالبارد الى تنقية صورتها بخطة تهدف الى القضاء على انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناتجة من محطات القوى المحلية التي تعمل بالفحم بحلول عام 2025 .

وتقبع ابنية ذات ألوان زرقاء زاهية وحمراء وصفراء في حضن الوادي الذي تقع على جنباته قمم يكسوها الجليد فيما تقدم وجبات في مطاعم المنطقة من لحوم الفقمة والحيتان.

ويتلقى الزوار تحذيرات من ان متسلقا للجبال قتله دب قطبي عام 1995 على منحدر جبلي فوق القرية كما تحذر علامات ارشادية على الطرق من خطورة الدببة القطبية في مختلف ارجاء الجزيرة.

ومن المقرر ان تعقد بيويرنوي مؤتمرا صحفيا في سفابارد في اغسطس آب القادم وسيكون من بين ضيوف المؤتمر رئيس لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة والتي اصدرت تقارير هذا العام تنبه الى ازدياد مخاطر موجات الجفاف والفيضانات والسيول وانتشار الامراض فضلا عن ارتفاع منسوب مياه البحار.

وتقوم شركات بزيارة هذه الجزر ايضا بغية زيادة الوعي.

والتحق افراد مجموعة من الطلبة من هولندا وبريطانيا وايرلندا بكلية للتغيرات المناخية في لونجييرباين تديرها شركة بن اند جيري وهي شركة امريكية لصناعة البوظة (الآيس كريم) لالقاء محاضرات عن التغيرات المناخية ومساعدة الطلبة على ان يقوموا في بلدانهم بحملات للتوعية البيئية يحضرها العامة.

ويريد البريطاني روب بيل على سبيل المثال ان تتكفل شركات التليفون المحمول بتصنيع اجهزة شحن تفصل الطاقة آليا عند تمام شحن اجهزة التليفون "اذا قام كل شخص بفصل اجهزة الشحن الخاصة بالتليفون فسيكون ذلك كافيا لتشغيل 33 الف منزل سنويا."

وتقول آن ليفلانج انها ستحاول اقناع الطلبة في هولندا بالتحول الى اجهزة استحمام موفرة للمياه كما ستعمل الايرلندية ليزلي باتلر كاستشارية لمساعدة مشروعات الشركات الصغيرة على اتباع الارشادات البيئية الاساسية.

وقالت بيويرنوي وزيرة البيئة في النرويج إنها لا ترى اي تناقض في اظهار آثار الاحترار في المنطقة القطبية في الوقت الذي تأمل فيه الكثير من شركات النفط مثل شركة ستاتويل النرويجية في التوصل الى اكتشافات جديدة مع تراجع كميات الجليد.

وقالت الوزيرة "من الاهمية بمكان بالنسبة الى النرويج الاسهام في تطوير تقنيات النفط والغاز مع الالتزام بالامانة في الوقت ذاته فيما يتعلق بالمشكلات الخاصة بانتاجنا." والنرويج هي خامس اكبر مصدر للنفط في العالم.

يقول الخبراء إن المنطقة القطبية تصبح اكثر دفئا عن بقية ارجاء العالم بسبب مياهها واراضيها الداكنة اللون وعندما تتعرض هذه المياه والاراضي لذوبان الجليد تمتص المزيد من الحرارة مما يزيد بدوره من ذوبان كميات اخرى من الجليد وهكذا دواليك.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف