صيف اللبنانيين بين الشاطيء والمنزل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صيف اللبنانيين من الشاطئ الملوث للمسابح الخاصة
عماد الدين رائف: بدأ موسم الصيف مبكراً في لبنان مع ارتفاع نسبي في درجات الحرارة على الرغم من غيوم أيار المتلبدة بين يوم آخر. لا يجد الناس فقراء بيروت وضواحيها، الذين ازداد عددهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة نتيجة الوضع الإقتصادي الضاغط سوى البحر الملتف حول مدينتهم ملجأ لرمي همومهم على صفحته، وللابتراد فيه. لكن المختلف هذا العام عن الأعوام السابقة يتمثل في أن نسبة تلوث الشاطئ قد ارتفعت بشكل كبير مما دفع كثيرين من المواطنين إلى انتظار تعميم ما، من الجهات الرسمية، يعلن عن إمكانية الاستجمام بعيداً عن خطر التلوث الذي يتخوفون من أن يؤدي إلى أمراض كثيرة هم في غنى عنها.
"سنسبح هذا العام"
يصر أحمد على اصطحاب أخوته الصغار ونرجيلته إلى الشاطئ الصخري المحاذي لكورنيش المنارة، وعلى تحدي كل التحذيرات، يقول: "ليس لدينا في بيروت إلا هذا الشاطئ، وحالتنا لا تسمح أن نستأجر شقة في
لكن كثيرات يقصدن المسابح الخاصة بالنساء "لأسباب دينية، فالدين الإسلامي يحرم على المرأة إظهار جسمها أما الغرباء"، كما تقول غادة، التي تقصد هذا النوع من المسابح الخاصة كل أسبوع. على كل حال، يقول مصطفى الذي انتهى لتوه من لعبة "فولي بول"، كرة طائرة: "سنسبح هذا العام هنا على الشاطئ الصخري، وعلى الآخر الرملي في محلة الرملة البيضاء، على الرغم من التلوث الذي ما يزال ظاهراً هناك". ليس أمام هؤلاء الشباب القادمون من مدينة بيروت والضواحي القريبة غير هذا المتنفس لقضاء صيف بيروت الحار القادم.
"نكتفي بالصيد"
هواية أخرى أكثر إثارة بالنسبة لسعيد الذي يتأبط سلة مليئة بمستلزمات صيد السمك، يحمل بيده الثانية
"أتيت لآخذ لوناً"، يقول سامر، فهو لم يقترب من الماء، لكنه اكتفى بدهن جسمه، أو ما ظهر منه، بزيت خاص يعطي لوناً برونزياً سريعاً "على نكهة الجزر". يبتسم لسيل النكات الذي يكيله له صديقه زكريا الذي يعمل على تجفيف جسمه، يضيف: "نعمل لساعات طويلة في مستودع تحت الأرض ولا نرى الشمس، وبالتالي لا نكتسب لوناً برونزياً إلا من خلال هذة الطريقة، ولا يخفى أن الفتيات يفضلن الأجسام الملوحة والسمراء!". على الرغم من أن وجهة نظره لا تخلو من صحة، إلا أن الشبان حوله لا يوفرونه من بعض السخرية، إذ انهم ومن دون زيوت، "معتمدين على المياه المالحة وأشعة الشمس الربيعية، نكتسب ذات السمرة".
على الكورنيش البحري الطويل، وتحته على الشاطئ يجتمع السابحون والمستجمون من أبناء العاصمة وضواحيها ليستغلوا نعمة الشمس والماء، فالشاطئ الصخري الممتد من "بيت المحترف اللبناني" في منطقة عين المريسة إلى المسبح العسكري، الخاص بالقوى الأمنية، "يستجم عليه معظم شباب العاصمة الفقراء الذين لا يدفعون قرشاً غير كلفة المواصلات" كما يقول سامي، "دعني أذكرك انه في التسعينات كانت هناك محاولات من بلدية بيروت لمنع السباحة على هذا الشاطئ لكن إرادتنا أقوى، فأين نذهب؟". أما الشاطئ الرملي الممتد على طول جادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في محلة الرملة البيضاء، المسمى بـ "المسبح الشعبي" أو "سان بلاش" بالتعبير الشعبي، فهو لم يفتح أبوبه رسمياً بعد، كما في كل عام، لكنه يستضيف مئات الشباب والعائلات، ممن يستحضرون الصيف ولهوه في مايو بيروت.
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 21 مايو 2007