إيلاف+

بغداد غارقة في مستنقع الحزن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عوائل فقدت ذويها وأخرى تشردت
أحياء بغداد غارقة في مستنقع الحزن
محمد قاسم من بغداد:
لا يخلو أي حي في بغداد أو أي محلة أو زقاق من اللافتات السوداء المعلقة على الجدران، حيثتنعي فيها أحد خيرة المنطقة من شبابها أو شيوخها أو حتى أطفالها. ولكل قتيل من هؤلاء قصة سواء في طريقة قتله أم ما خلفه لدى ذويه، الذين ربما كان هو المعيل الوحيد لهم. فبعضهم قتل بعد خطفه لأيام، وآخر تم دفع مبلغ الفدية وتسملوه جثة هامدة، وآخر وشى به قريب له باعتباره يعمل في الشرطة أو الجيش. وقصة أخرى عن عائلة زارها أرباب الموت فجرًا، ولم يبقوا حتى الرضيع كماحصل في حي البلديات شرق بغداد. بعض العوائل تشردت بعد تلقيها تهديدياتبالقتل، إثر مقتل أحد أفرادها لأسباب طائفية. "إيلاف" جالت على بعض أحياء بغداد، وسجلت القليل من معاناة ذوي ضحايا العنف والإرهاب. ام عبد الله التي فقدت أحد ابنائها الستة تبكي علية، وكأنها فقدتهم جميعًا وتنعيهبكلمات مؤثرة جدًا عبارة عن أبيات من الشعر الشعبي بمفردات حزينة. والملاحظ أن عموم النساء العراقيات المنحدرات من الجنوب اكثر حزنًا وتأثرًا، حيث أن المصيبة تأخذ منهن مآخذًا كبيرةً. وكما يقول الشاعر الشعبي: حزننا عليكم حزن معدان لا نأكل ولا نشرب. حيث يمتنع الحزين عن الأكل والشرب، زهدًا بالحياة بعد فقيده. أحد الشباب فقد ثلاثة من افراد عائلته قال: انتبهنا على الدنيا ونحن في حزن، بسبب حرب ايران ثم ازمة الكويت ثم الحصار ثم السقوط والآن الحزن اكبر من السابق والبكاء والدموع هي انيسنا الوحيد. ومن النادر ان تجد عائلة ليس احد فرادها مقتول أو معتقل أو مخطوف أو جريح اثر انفجار أو قذائف هاون. ولمسنا لدى الكثير من العوائل انهم يفرحون اذا كان لديهم معتقل فهو على الاقل لا يزال حيًا على عكس المخطوف حيث الابتزاز وطلب الفدية ثم اكتشاف الجثة في الطب العدلي بعد تسليم الفدية. احد الشباب اجابني بحسرة عن السبب في انتشار الحزن قال: بعد ان دمعت اعيننا من الفرح بسقوط الطاغية لم تكتمل فرحتنا حيث الامور من سيء إلى أسوأ، وجميع الحكومات التي توالت بعد2003 هي بعيدة كل البعد عن مستوى الطموح أوالأمل، وها نحن نذرف بدل الدموع دمًا على فقدان الاحبة والاصدقاء والاقارب الذين
يذهبون ضحية استهدافهم من قبل التكفيريين الوهابيين والبعثيين وغيرهم . في المناطق الشعبية ذات الغالبية الشيعية، لاحظنا بعض اصحاب السيارات وبعض البيوت يستمعون إلى تسجيلات تحتوي على موشحات حزينة تتطرق إلى فقدان الأخ أو الابن، وغابت الاغاني العراقية التي تحمل في طيات حزنها الامل. وهناك من النساء الحزينات على فقدان ابنائهن من بالغت بالبكاء غير مبالية بالمضاعفات التيتؤدي وادت بالفعل الى بياض العين وانعدام القدرة على الرؤية... الأمل يبدو في في مناطقة تبتعد كل يوم عن ارض العراق وبغداد خاصة. ولا معين لذوي الضحايا إلا سلوى الحزن والبكاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف