جدل في سويسرا حول بناء المساجد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيرن: أطلق اعضاء في حزب الشعب السويسري، وهو حزب يميني يتمتع حاليا بالاغلبية في البرلمان السويسري، حملة لمنع بناء المآذن في سويسرا.
ويقوم منظمو الحملة بجمع التوقيعات للمطالبة باجراء استفتاء على هذا الامر، وستكون نتيجة الاستفتاء ملزمة حسب النظام في سويسرا.
وعلى الجانب الآخر اثارت هذه الحملة شعورا بالصدمة لدى مسلمي سويسرا الذين بلغ عددهم نحو 350 ألف فرد، والذين يطالبون منذ عقود بالحصول على مزيد من الاعتراف بعقيدتهم.
يشار الى ان في كل سويسرا توجد مأذنتان صغيرتان فقط، واحدة في زيورخ والاخرى في جنيف. ولا يسمح باقامة الآذان للصلاة على أي من المآذنتين.
كما ان اغلب المساجد في سويسرا عبارة عن ورش او مصانع قديمة تم تحويلها الى مساجد. اما في مدينة بيرن، عاصمة سويسرا، فان اكبر مساجد المدينة عبارة عن ساحة تحت الارض كانت تستخدم لصف السيارات.
آلاف التوقيعات الرافضة
وفي مدينة لانجينثال الصغيرة الواقعة خارج العاصمة بيرن تم وقف مشروع بناء مآذنة صغيرة بعد ان اثار آلاف الاعتراضات.
ويتم بناء المسجد في موقع مصنع قديم على مشارف مدينة لانجينثال. وتقدم بطلب بناء المأذنة شخص الباني الاصل يدعى مطالب كراديمي يقيم في سويسرا منذ 26 عاما.
وفي بداية الامر وافقت السلطات المحلية في المدينة على الطلب الذي تقدم به كراديمي لبناء مآذنة بارتفاع خمسة امتار.
الا ان هذا المشروع اثار معارضة قوية، وقام آلاف السويسريين بالتوقيع على عريضة تطالب بوقف بناء المآذن. وكانت النتيجة ان قررت الحكومة المحلية في بيرن تأجيل مشروع بناء المآذنة في مدينة لانجينثال لاجل غير محدد.
ويقول كراديمي تعليقا على ما حدث "نشعر بالاحباط الشديد. كل ما نريده ان يرتفع مسجدنا قليلا باقامة هذه المآذنة الصغيرة بالاضافة الى غرفة لتناول الشاي.. لقد فكرنا بالفعل ان الامر ربما يثير حوارا".
لا توجد اية مآذنة في بيرن
ويرى كراديمي "ان هناك تمييزا غير عادل ضد الاسلام"، ويضيف "اعطيتهم تعهدا مكتوبا اننا لن نؤذن للصلاة من هذه المآذنة، الا انهم يعتقدون اننا جميعا مجرمون او ارهابيون. الامر يشبه القول بان كل ايطالي هو عضو في المافيا".
رمز للقوانين الاسلامية
غير ان مؤيدي حملة منع بناء المآذن يقولون انه لا نية لديم لمنع أي شخص من ممارسة شعائر دينه.
ويعبر اوسكار فرايسينجر عضو البرلمان عن حزب الشعب السويسري عن وجهة النظر المؤيدة لمنع المآذن فيقول "ليس لدينا أي شيء ضد المسلمين. لكننا لا نريد المآذن.. انها رمز للاسلام السياسي العدواني.. انها رمز للقوانين الاسلامية.. اللحظة التي توجد بها المآذن في اوروبا تعني ان الاسلام اصبح مسيطرا".
وعلى الرغم من ان كلمات فرايسينجر تبدو متطرفة، الا ان هذا العام هو عام الانتخابات العامة في سويسرا، وتلقى الحملة ضد المآذن تجاوبا من الناخبين.
وحسب استطلاع رأي اجرته صحيفة سويسرية مؤخرا فان 43% ممن شاركوا فيه يؤيدون منع المآذن.
ويري فراسينجر ان سويسرا لديها قوانين مادية، وان منع المآذن سيرسل رسالة واضحة "ان قوانينا السويسرية.. قوانيا الاوروبية .. يجب ان تقبل. واذا اردت العيش هنا فعليك ان تقبل هذه القوانين، اما اذا لم تقبلها فعليك العودة الى بلدك".
مشاعر الاستياء
اما بالنسبة للمسلمين السويسريين، الذين ولد كثير منهم في سويسرا، فان الامر يمثل رسالة قاسية، وهناك مخاوف من ان تؤدي الحملة ضد بناء المآذن الى تصاعد مشاعر الاستياء تجاه المجتمع السويسري.
وقال البروفسور رينارد شولز استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة بيرن السويسرية "اعتقد ان مسلمي سويسرا سيشعرون بالغضب والمرارة بشأن هذا الامر. ونحن نعرف ان الشعور بالغضب والمرارة في جالية ما ربما يؤدي الى التطرف بل ربما يؤدي الى الاتجاه للعنف المسلح".
اما بالنسبة للحكومة السويسرية فهناك مخاوف من اثر هذه الحملة على مسلمي سويسرا، وقد عبر ثلاثة وزراء عن رفضهم لحملة منع بناء المآذن.
كما ان هناك مخاوف من ان تضر هذه الحملة بعلاقة سويسرا بالعالم العربي التي كانت تقليديا جيدة.
لكن حزب الشعب يتمتع بقوة كبيرة على الساحة السياسية السويسرية. واذا نجحت حملة منع بناء المآذن في جذب اصوات الناخبين قبل الانتخابات العامة في شهر اكتوبر/تشرين القادم فسوف ترتفع شعبية الحزب.
وفي كل الاحوال يتطلب الامر تعديل الدستور لمنع بناء المآذن، وهو التعديل الذي يجب ان يوافق عليه السويسريون في استفتاء عام.
وحتى يتم مثل هذا الاستفتاء توقف بناء المآذن في أي مكان في سويسرا. اذ ان المسؤولين المحليين يرفضون ان يكونوا اول من يوافق على بناء المآذن في ظل حملة المعارضة لها.