إيلاف+

خواتم مستأجرة تحل معضلة تكلفة الزواج في مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خواتم مستأجرة تحل معضلة تكلفة الزواج في مصر

سمر سعيد من القاهرة: قديما اعتبره المصريون جلد الاله واغدقوه على الفراعنة القدماء عند انتقالهم للحياة الاخرى. واليوم مع الارتفاع الكبير في سعر الذهب اصبح شراء الشبكة أو الهدية الذهبية التي تقدم للعروس وهو طقس هام في زيجات العالم العربي عبئا على راغبي الزواج.

محمود يضع خاتم الزواج في يد عروسته مها في حفل بالقاهرة يوم 23 فبراير وفي ظل ارتفاع نسبة البطالة وزيادة معدل التضخم واجر يقل عن 50 دولارا (285 جنيها مصريا) في الشهر يلجأ كثير من الفقراء المقبلين على الزواج لاستئجار الخواتم والاساور الذهبية في حفلات العرس.

ويقول ايمن وهبة وهو مدرس في السابعة والعشرين من عمره "لا يمكن ان يتوقف الناس عن الزواج لذا فان استئجار الحلي الذهبية أفضل حل لمحفظتك وكرامة عروسك."

وتابع "لم تكن فكرة الزواج بدون شبكة واردة من قبل ولكن ضعف الاقتصاد والارتفاع الحاد في أسعار الذهب حمل الكثير من الاسر على التضحية من أجل سعادة بناتهم."

ويشتري العريس الشبكة وتضم دائما خاتما ذهبيا وتقدم لعروس المستقبل وسط زغاريد الاهل والاصحاب.

وفي مصر يعتمد ثمن الشبكة على الحالة المالية للاسرة وتتراوح قيمتها من 600 دولار لشراء خاتم خطبة وسوارين من الذهب الى ثمانية الاف دولار أو أكثر لشراء طقم كامل من الحلي الذهبية وخاتم من الالماس.

ولكن كثيرين من محدودي الدخل في مصر يقولون ان الزواج قد يصبح شبه مستحيل اذا عجز الرجال عن استئجار شبكة بحوالي 40 دولارا في ليلة الزفاف.

وتقول هيام ابراهيم ربة منزل استأجرت حليا ذهبية في ليلة زفافها "يتعين على الرجل الادخار لمدة عشرين عاما ليوفر ثمن مثل هذه الهدية ومتطلبات الزواج الاخرى."

وتضيف "ادركت الاسر ذلك وهي مستعدة للتعاون والتخلي عن ارتباطها العاطفي بالذهب."

ويعتبر كثيرون الشبكة ضمانا ماليا في حالة تعرض اسرة العروس لازمة مالية أو الطلاق.

ورغم النمو الاقتصادي المزدهر فان نسبة البطالة والتضخم التي تبلغ في المتوسط عشرة في المئة تعني ان طبقات ادنى تجد صعوبة في توفير احتياجاتها اليومية.

ويقل عدد الرجال القادرين على تحمل نفقات الزواج فيما تبحث كثيرات في بداية العشرينات والثلاثينات من عمرهن عن فارس احلامهن.

وتشير ارقام غير رسمية من قسم الاحصاء بجامعة القاهرة الى تراجع الزيجات حيث تم عقد 600 ألف زيجة في 2006 مقابل 681 ألف زيجة في 2005.

ومع ارتفاع سعر الذهب لحوالي 658 دولار للاوقية (الاونصة) بزيادة بنسبة 27 في المئة منذ بداية عام 2006 يواجه المقبلون على الارتباط صعوبة أكبر في اتمام الزواج بدون استئجار الشبكة.

ويقول المهندس شريف سامي (32 عاما) "كثيرا ما فشلت زيجات بسبب الشبكة لذا فان تخلي الاسر عن هذا التقليد القديم امر يدعو للارتياح."

وفي متجر للحلي الذهبية يزدحم براغبي الزواج في شارع الصاغة وهي منطقة فقيرة نسبيا في القاهرة تستأجر راندا عبد الحميد قلادة ذهبية وزوجا من الاقراط وأربعة اساور جميعها مصنوع من ذهب عيار 21 كي تتزين بها في ليلة عرسها.

وتقول "نحب الذهب جميعا وكل فتاة تريد ان تحتفظ به أطول فترة ممكنة لذا ليس من السهل معرفة انه سيتعين عليك رد الشبكة مرة اخرى في أول اسبوع من حياتك الجديدة."

وتضيف "ولكن الحياة اختيارات وفي هذه الحالة اعتقد ان المراة الذكية ستفضل السعادة على عادة قديمة أو عاطفة مادية."

ويساعد الاتجاه الجديد علي اتمام عدد اكبر من الزواج ويساعد العائلات على الحفاظ على المظاهر بتكلفة محتملة ولكن تجار الذهب يقولون انهم يعانون.

ويقول جورج ملاك الذي يصنع الحلي الذهبية في القاهرة "مواسم شراء شبكة العروس بمثابة شريان الحياة لنا. نواجه مشكلة خطيرة مع لجوء كثيرين لاستئجار الحلي الذهبية."

وذكر مجلس الذهب العالمي ان الطلب على الذهب تراجع بنسبة 21 في المئة في العام الماضي الى 60.1 طن. وقال مسؤول في شعبة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية ان الاتجاه يهز صورة مصر كموطن لمحبي الذهب.

وتراث الذهب في مصر غني وكان المصريون القدماء يستخدمونه في زينتهم اليومية وكانوا يدفنون الفراعنة مزينين بالمعدن الثمين وقد اشتهر القناع والتابوت الذهبي للملك توت عنخ امون وهو مصنع من 110 كيلوجرامات من الذهب الخالص.

واليوم يقول مقبلون على الزواج يستأجرون الشبكة في حفلات العرس انه حتى الاجيال الاكبر سنا كانت ترى ان الحب أهم من مال الدنيا.

وتقول الهام كامل 27 عاما "حين تقدم لي خطيبي قلت لامي ان بوسعي ان اعيش بدون قطعة من المعدن ولكني لا احتمل الحياة بعيدا عمن أحب. اقتنعت بعد العديد من المشاجرات."

(الدولار يساوي 0.570 جنيه مصري)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف