إيلاف+

شجرة زكا العشار تستقطب الحجاج في اريحا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من أريحا: في بداية شهر أيار (مايو) الجاري، وصلت إلى مدينة أريحا الفلسطينية، ضيفة سياسية رفيعة المستوى من بلاد لا تبدي عادة اهتماما بالشؤون الشرقية الأوسطية، وهي جينيفر يو عقيلة وزير الخارجية السنغافوري، على راس فود من نساء بلادها.
وحال وصولها المدينة الفلسطينية، طلبت الضيفة السنغافورية، زيارة (شجرة زكا)، التي تقع في شارع عين السلطان وسط المدينة، والتي ترتبط بقصة إنجيلية.
ووقف المسؤولة السنغافورية بخشوع أمام الشجرة المعمرة، التي يقدر عمرها بأكثر من ألفي عام، وهي شجرة جميز، اكتسبت نوعا من القدسية على مدى قرون.
وحسب القصة الإنجيلية، فان الشجرة مرتبطة بحكاية زكا زعيم العشارين، أي جامعي الضرائب، وهو رجل كان قصيرا، انتظر مرور المسيح بجانب هذه الشجرة، وصعد عليها لكي يستطيع رؤية المسيح، الذي عرفه وناداه بالاسم وامضى ليلة في بيته، وتكريما لزيارة المسيح تبرع زكا بنصف ماله للفقراء.
وتقع الشجرة ضمن أراض وبساتين تملكها الحكومة الروسية في أريحا، وفيها كنائس وأديرة، ومثلما فعلت وزيرة الخارجية السنغافورية، يفعل العشرات من الحجاج الذين يأتون يوميا، ويدخلون المدينة الفلسطينية المحاصرة بالحواجز العسكرية الإسرائيلية، ويقفون أمام الشجرة المسيج حولها لحمايتها.
ووضعت بجانب الشجرة لوحة فيسفسائية حديثة، تتضمن قصة زكا مع المسيح، وفي المكان يكثر بائعو التذكارات من الفلسطينيين، الذين يجدون في اهتمام السياح والحجاج الأجانب أمرا إيجابيا لهم، ومصدر دخل.
وتعتبر الشجرة، من ضمن أشجار أخرى في فلسطين، اكتسبت قدسية معينة، لعلاقتها بقصص مرتبطة بالأنبياء والأولياء، مثل بلوطة إبراهيم في الخليل، وزيتونة البدوي، جنوب القدس.
وشجرة الجميز، من الأشجار غير المنتشرة بكثرة في فلسطين، لارتباطها بقصص اللصوص وقطاع الطرق في الفلكلور الشعبي، ولكن ارتباط هذه الشجرة بقصة إنجيلية، في وقت ما، يعتقد انه بعد تبني الإمبراطورية الرومانية للديانة المسيحية، حماها من الاقتلاع.
وتكتسب الشجرة أهميتها لوقوعها في الطريق إلى جبل قرنطل أو جبل التجربة، حيث يوجد دير بني في بطن الجبل، تكريما لذكرى قضاء المسيح أربعين يوما، في المكان، حيث عاش تجربة روحية صائما، تحدى فيها الشيطان، وجرى بينهما حوار مثير.
وفي أريحا أيضا يوجد ما اعتبر قبر زكا العشار، ودير مار زكا الذي يشرف عليه الأقباط الأرثوذكس، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، ويشرف عليه الأب مينا الأورشاليمي، راعي طائفة الأقباط الأرثوذكس في أريحا والأغوار، واقيم الدير تكريما لذكرى حلول المسيح ضيفا على زكا.
وتوجد في الدير أرضية فسيفسائية، تعتبر الثانية من حيث الحجم بعد أرضية توجد في قصر هشام الأموي في أريحا أيضا.
وأنجزت، مؤخرا، عملية ترميم لارضية الدير الفسيفسائية، التي تعود للعهد البيزنطي بدعم من الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ كوادر فلسطينية.
وتشير التقاليد إلى أن الدير يضم رفات عائلة زكا وقبور رجال دين من بينهم باني الدير، ويحظى رجال الدين الأقباط باحترام شعبي في فلسطين، لموقف البابا شنودة من زيارة إسرائيل.
ويعيش الأقباط الفلسطينيون في القدس والناصرة، ويقع المقر الرئيسي للبطريركية القبطية في القدس، ولها أملاك في مدن فلسطينية أخرى مثل بيت لحم.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاربعاء 30 مايو 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف