إيلاف+

اللوحات الفنية تواجه الكساد بغياب الزبائن المهتمين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: تواجه المعارض الصغيرة المختصة ببيع اللوحات الفنية في بغداد تراجعًا كبيرًا في أعمالها، بعدما شهدت رواجًا خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك نتيجة غياب المهتمين بالفن التشكيلي ومغادرة الرسامين نظرًا للظروف الصعبة. وقال علي الخفاجي صاحب أقدم محل لبيع اللوحات إن رواد هذه المحلات التي تحولت بمرور الزمن إلى معارض صغيرة، يختفون تدريجيًا، الأمر الذي أدى إلى ركود انشطتنا فضلاً عن مغادرة عدد من الفنانين التشكيليين إلى الخارج. ويقوم فنانون تشكيليون شبان من خريجي اكاديمية الفنون الجميلة، برسم لوحات تجد لها مكانًا في تلك المعارض تكون مضامينها أحيانًا خاضعة لرغبة أصحاب المحلات إنسجامًا مع متطلبات روادها. وأضاف الخفاجي (56 عامًا) أن هذه المحلات أو المعارض بدأت بالإنحسار. وبعدما كان عددها أكثر من 70 محلاً لم يبق منها الآن سوى 10 تستقبل زوارها وروادها بوتيرة بطيئة مختلفة عن السابق. وتنتشر هذه المحلات التي أصبح بعضها محترفًا للرسم في مجمعات تجارية في منطقة الكرادة (وسط) ويرجع ظهورها إلى مطلع العام 1992 بعدما كانت محدودة جدًا إبان السبعينات. وتابع الخفاجي: "بدأ انتشار المعارض الصغيرة منذ عام 1992 أي خلال فترة الحصار ما دفع الفنانين إلى بيع لوحاتهم بسبب العوز في حين إنخرط فنانون آخرون في رسم لوحات لبيعها من خلال هذه المعارض لمواجهة الضائقة المالية". اما مهدي نوري (44 عامًا) الذي تخرج من جامعة مختصة بدراسة التكنولوجيا فيرى أن مغادرة الأسر العراقية التي كانت تشكل أبرز رواد تلك المعارض وتعاملها مع فن الرسم والإهتمام بشراء اللوحات هو السبب الرئيس في انحسار بيع اللوحات. واضاف أنه في السابق، كان هناك رواد أجانب وعراقيون معروفون يترددون على المعارض. أما الآن فقد اختلف الأمر تمامًا وغاب الجميع، وأصبح المستهلك الوحيد عادة الدوائر والمؤسسات الحكومية فقط. وتابع نوري: "انصرفت لهذه المهنة بعدما وجدت فيها فوائد مالية، الأمر الذي شجعني على التفرغ قبل أن تتحول عبئًا علينا (...) فأصحاب المحلات أغلقوها لإنقطاع التيار الكهربائي وانعدام الأجواء المناسبة خصوصًا وأن بعض الفنانين يتخذون منها محترفًا". وتعود الأعمال الفنية التي تكتظ بها واجهات المحلات المغلقة الى تجارب فنانين شبان من خريجي الكليات والمعاهد الذين لم يجدوا فرص عمل ويضطرون احيانًا لشراء مواد تدخل في اعمالهم باسعار مرتفعة من الخارج. وتبرز الاعمال المعروضة مواضيع شتى من الحياة في بغداد وسائر نواحي البلاد وخصوصا الجنوبية كما انها تركز على فكرة اعادة المهتمين بالفن التشكيلي الى ماض بسيط.
فهناك الأزقة البغدادية الشعبية الشهيرة والمناطق والقباب والمآذن وغيرها من مواضيع يستمد منها الفنانون مضامين لوحاتهم. وقال نوري: "وجدنا حلولاً لمعالجة الكساد عندما بدأنا بعرض اللوحات في دول الجوار، لكن الأحداث الأمنية على الطرق الدولية بين الاردن وسوريا ارغمتنا على عدم تسويق اللوحات عن طريق البر". وأضاف: "تواجهنا مشكلة جديدة تتمثل بعدم السماح لنا بإصطحاب اللوحات عندما نسافر بالطائرات".
والقاعات المعروفة المخصصة لعرض أعمال أبرز الفنانين العراقيين في بغداد، أغلقت أبوابها بسبب الأوضاع الأمنية وهجرة الرواد والفنانين.
وقاعة "حوار" التي يديرها الفنان التشكيلي قاسم السبتي هي الوحيدة التي تعنى بعرض أعمال فنانين مرموقين بين فترة وأخرى فضلاً عن قاعة دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة التي تستضيف معارض نوعية في بعض الأحيان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف